الديمقراطية تجديد ودماء جديدة

عبد الرحمن حسن غانم

مسؤول المنتدى الأكاديمي الديمقراطي

دائماً وابداً تقاس العملية الديمقراطية في أي مجال بالتغيير، فالعملية الديمقراطية تساوي التغيير ، ليس التغيير القاعدي وحده يجعلنا نؤمن بالتغيير الديمقراطي ، بل هو التغيير في رأس الهرم.

لقد تابع المقربون من الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين وعلى مدار أكثر من عام العملية المؤتمرية التي مارسها أعضاء وكوادر الجبهة الديمقراطية في كل أماكن تواجدها ، وشاهد الجميع حجم التغيير في صفوفها وعلى مستوى الكادر الرئيسي من لجنة مركزية ومكتب سياسي وقيادات تاريخية، وهنا لابد أن نذكر قياديين من القيادات التاريخية والمؤسسين للجبهة الديمقراطية وهما نائب الأمين العام الرفيق قيس عبد الكريم أبو ليلى وعضو المكتب السياسي وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الرفيق تيسير خالد الذين تنازلوا عن مواقعهم القيادية من أجل ضخ دماء جديدة وقيادات شابة في صفوف الجبهة.

الديمقراطية ممارسة لا حديث فقط

لقد شكل المؤتمر الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين انعطافة تاريخية في تاريخ الأحزاب الفلسطينية ، ليس فقط على مستوى الكادر وتجديده ولا على مستوى المكتب السياسي وممثل الجبهة في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ، بل كانت المفاجأة في التجديد على مستوى الأمين العام المناضل الكبير الثوري التاريخي الرفيق نايف حواتمة أحد مؤسسي الثورة الفلسطينية المعاصرة رغم إصرار رفاقه تجديد ثقتهم به إلا أنه رفض من أجل التجديد في أعلى هيئة قيادية داخل الجبهة ألا وهي موقع الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ، ليخلفه خير خلف لخير سلف الرفيق الأمين العام فهد سليمان ، ورغم هذا التغيير فقد أجمعت المؤتمرات على تكريمه في موقع جديد وفاءاً للرفيق الكبير المناضل والمفكر التقدمي نايف حواتمة لينتخبوه رئيساً للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين.

لم يهمش المؤتمر المرأة ودورها كيف ذلك والجبهة هي من تنادي بمكانة المرأة والدفاع عن حقوقها ، فقد حصلت على ما يقارب 22% من حجم القيادة ، وبالإجماع تم انتخاب نائبان للأمين العام أحدهم الرفيقة المناضلة ماجده المصري نائب الأمين العام.

رغم الحرب على غزة والإبادة الجماعية التي يمارسها جيش الاحتلال الصهيوني إلا أن الجبهة كما عودتنا على دورية مؤتمراتها لم تؤجل مؤتمرها الثامن ، لتؤكد للجميع التزامها بعقد مؤتمرها والعملية الديمقراطية.

هذه هي الديمقراطية وهذه هي الدماء الجديدة.