
ترك احتلال معبر رفح البري، آلاف المرضى والجرحى بانتظار مصير مخيف، حتى أصبح منهم من يعدّ أيامه تنازليًا بانتظار الموت جراء تدهور أوضاعهم الصحية وانعدام العلاج في قطاع غزة.
شهران طويلان مرّا على الفتاة الجريحة ريم حمدوقة (24 عامًا) وهي بانتظار إعلان اسمها في كشوفات السفر عبر معبر رفح البري، لكن احتلاله من جيش الاحتلال في اليوم المقرر لسفرها حال دون سفرها.
داخل مستشى شهداء الأقصى، لا تزال الجريحة حمدقة تنتظر من يبشّرها بفتح المعبر، الذي بات المنفذ والأمل الوحيد لمرضى وجرحى العدوان الإسرائيلي.
كانت “حمدقة” تعمل معلمة للغة الإنجليزية قبل العدوان، وهي الوحيدة التي نجت من قصف استهدف منزل أقرباءها في شهر مارس/آذار الماضي بخان يونس، استشهد فيه 14 من بينهم والدها ووالدتها وشقيقاتها.
وتخشى حمدقة من تدهور حالتها مع انهيار المنظومة الصحية في القطاع بسبب الحرب، ولخطورة إصابتها.
وسجلت وزاة الصحة أكثر من 78 ألف مصاب جراء استمرار العدوان بينهم 11 ألف بحاجة ماسة للسفر لإجراء عمليات جراحية في الخارج.
طفلي في خطر..
الطفل محمد زيدية أصيب في قصف استهدف منزل عائلته، يتهدده خطر بتر ساقه في حال لم يستكمل علاجه في الخارج.
تجلس والدته بالقرب منه وهي ترقب لحظة انفراجة تنقذ طفلها وينجو بقدمه، وتقول : “حلمنا بسيط، أن يعود الطفل كما كان، أن يحظى بفرصة سفر للخارج”.
وبصوت حزين تضيف: “إغلاق المعبر يتهدد حياة ابني، افتحوا المعبر لأجله وأجل الجرحى والمرضى”.
وفي تصريح سابق لرئيس المكتب الإعلامي الحكومي في غزة سلامة معروف، قال إن منع خروج آلاف الجرحى عبر المعبر ينذر بكارثة إنسانية جديدة وفقدان مئات المرضى والجرحى حياتهم لعدم توفر الأدوية اللازمة، وعدم قدرة المراكز الصحية المتبقية للتعامل مع احتياجاتهم الطبية.
وشدد معروف على ضرورة انسحاب جيش الاحتلال من المعبر، وإعادة فتحه وتسهيل وصول المساعدات الإغاثية والطبية التي يحتاجها الشعب الفلسطيني في القطاع.