“وزير الأمن الإسرائيلي يدعو لتشكيل مجموعات مدنية مسلحة لمواجهة النشاط المناهض للاحتلال في الخارج”

يدفع وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، باتجاه تشكيل مجموعات مدنية مسلحة تابعة للجاليات اليهودية في الخارجة، وذلك بذريعة مواجهة الحراك المناهض للاحتلال الإسرائيلي في الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا، على خلفية الحرب المدمرة التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة المحاصر منذ أكثر من 200 يوم.

يأتي ذلك على وقع الاحتجاجات في عواصم ومدن أوروبية، والحراك الطلابي والحقوقي المتصاعد في الجامعات الأميركية، للمطالبة بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي ووقف حرب الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة المحاصر، منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، وللدفع نحو المقاطعة الأكاديمية لإسرائيل.

نتنياهو يشبه الحراك الطلابي الأميركي بجامعات ألمانيا النازية

بدوره، اعتبر رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، أن الحراك الطلابي في الولايات المتحدة المناهض الرافض لجرائم الاحتلال الإسرائيلي، بأنه “مروّع” وزعم أنه “معاد للسامية”، وشبهه في بيان مصور صدر عنه مساء اليوم، الأربعاء، بـ”جامعات ألمانيا في الثلاثينيات” في إشارة إلى ألمانيا النازية.

وطالب نتنياهو “العالم” بـ”عدم الوقوف موقف المتفرج في مواجهة هذه الظاهرة”، علما بأن طلابا يهود يشاركون في هذا الحراك، خصوصا في جامعة كولومبيا، حيث عبّر الطلاب عن رفضهم للمساواة بين “معاداة الصهيونية ومعاداة السامية”، ورفضهم كذلك لتصرف الهيئات الرسمية والأكاديمية كـ”ناطقين باسم الجالية اليهودية”.

تصدير “فرق الاستنفار” للخارج

وفي بيان مقتضب صدر عنه، قال بن غفير إن “يهود الشتات يعانون حاليًا من موجة شديدة من معاداة السامية في المجتمعات والجامعات في الولايات المتحدة وأوروبا والعالم”، وتابع “لقد طلبت من المفتش العام للشرطة، صياغة خطة للمساعدة على إنشاء ‘فرق استنفار‘ محلية من شأنها حماية الجاليات والمؤسسات اليهودية في الخارج”.

و”فرق الاستنفار” هي مجموعات مدنية مسلحة مكونة من مواطنين مدنيين تقوم بوظائف أمنية في حالات الطوارئ وتنضوي تحت قيادة الجبهة الداخلية التابعة للجيش؛ وفي أعقاب الحرب على غزة، عمل بن غفير على تسليح فرق الاستنفار وتعزيزها خصوصا في المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة.

وأضاف بن غفير إنه كلّف المفتش العام للشرطة، يعقوب شبتاي، بفحص إمكانية تصدير نموذج الميليشيات المدنية هذه إلى الجاليات اليهودية في الخارج، من خلال تقديم “الدعم المهني، بما يشمل التدريب وتعزيز الاستجابة التكنولوجية الأمنية. كل شيء، بالطبع، بالتعاون الكامل مع الشرطة المحلية والسلطات المعنية”.

واعتبر أنه “من واجبنا اليهودي والوطني والأخلاقي مساعدتهم!”.

وتهزّ الاحتجاجات منذ أسابيع عددا من الجامعات الأميركية المرموقة، تعبيرا عن غضبهم حيال الحرب الإسرائيلية على غزة والأزمة الإنسانية التي يشهدها القطاع؛ وتصاعد الغضب في أوساط الطلاب بعدما أثارت أيام من الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين عمليات توقيف واسعة النطاق وأدت إلى تعطيل الدراسة.

وفي جامعة كولومبيا في نيويورك، مهد الاحتجاجات التي امتدت إلى جامعات أخرى، يدعو المنظمون الجامعة لسحب الاستثمارات من الشركات التي “تجني أرباحا عن طريق الفصل العنصري الإسرائيلي والإبادة واحتلال فلسطين”.

أما على الساحل الغربي، فأعلنت جامعة ولاية كاليفورنيا للعلوم التطبيقية بأنها ستبقى مغلقة حتى الأربعاء على أقل تقدير بعدما احتل متظاهرون مؤيدون للفلسطينيين مبنى إداريا.

ونُظّمت تظاهرات أيضا في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) وجامعة ميشيغن وجامعة كاليفورنيا في بركلي (UC Berkeley) وجامعة يال حيث تم توقيف 47 شخصا على الأقل، الإثنين، بعدما رفضوا الدعوات لإنهاء التجمّع.

وذكرت القناة 12 الإسرائيلية أن بن غفير يدرس إمكانية “إقامة مركز تدريب ودعم للشرطة الإسرائيلية للعمل على توفير غطاءً مهنيًا للتوجيه والتدريب وتعزيز المعرفة المهنية لإنشاء فرق استنفار محلية في المجتمعات اليهودية حول العالم”.

وأضافت أن بن غفير بعث اليوم برسالة رسمية إلى المفتش العام للشرطة، شبتاي، جاء فيها أن “على الدولة والحكومة واجب ليس فقط تجاه مواطنيها، واجبنا الوطني والتاريخي هو الدفاع عن حق اليهود المضطهدين في جميع أنحاء العالم”.

وأوضحت أن خطة بن غفير هي توفير دعم إسرائيلي لتشكيل ميليشيات مدنية مسلحة على غرار “فرق الاستنفار مجتمعية” بحجة العمل على “حماية المؤسسات اليهودية”.

وجاء في رسالة بن غفير أنه “ستوفر شرطة إسرائيل برنامج تدريب وإرشاد لتعزيز المعرفة المهنية – الأمنية والتكنولوجية (وربما حتى توفير أدوات أمنية تكنولوجية – اعتمادًا على التمويل الذي نحصل عليه)، مما سيساعد الجاليات والمنظمات اليهودية في بناء هذه الفرق ويضمن تشغيلها”.

وطالب بن غفير المفتش العام للشرطة الإسرائيلية بالعمل على صياغة هذه الخطة “في أسرع وقت ممكن”، وبرر ذلك بقوله إن “الحرب لن تنتهي قريبا والرسم البياني للأحداث المعادية للسامية في العالم مستمر بارتفاع مقلق”، وفقا له.