جامعات أمريكا لم تشهد احتجاجات بذات الزخم منذ الحرب الأمريكية على فيتنام

تتصاعد حركة الاحتجاجات الطلابية والاعتصامات في جامعات أميركية مرموقة، للمطالبة بوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة المستمر منذ أكثر من 200 يوم، ووقف تسليح أميركا لإسرائيل، هذا ويواصل طلاب مؤيدون للحقوق الفلسطينية اعتصامهم في المزيد من الجامعات في شتى أنحاء الولايات المتحدة الأمريكية، رغم انتهاء الاعتصام المناصر للحقوق الفلسطينية بجامعة كولومبيا في نيويورك.

في الوقت ذاته، شنت السلطات الأمريكية حملة اعتقالات جماعية في عدد من جامعات الساحل الشرقي الأمريكي، كما دعت شخصيات سياسية أمريكية لاستخدام وحدات “الحرس الوطني” للتصدي للطلاب المناهضين لإسرائيل في جامعة كولومبيا بنيويورك.

وفي غضون ذلك، قال نائب المتحدثة باسم البيت الأبيض إن الرئيس جو بايدن تحدث عما وصفها بالهتافات الدنيئة المتداولة في المظاهرات الطلابية بالجامعات الأميركية، في إشارة للهتافات المؤيدة لغزة والمنددة بالحرب الإسرائيلية على القطاع.

الاحتجاجات وصلت إلى حد تعليق الدوام
وفي تعليقه على ما يمكن وصفه بثورة الجامعات الأمريكية نُصرة لغزة، يقول الأمين العام للحملة الأكاديمية الدولية لمناهضة الاحتلال الإسرائيلي والابرتهايد د. رمزي عودة، إن الاحتجاجات الطلابية الأخيرة في جامعتي كولومبيا وبيل الأمريكيتين، وصلت إلى حد تعليق الدوام في الجامعتين، للضغط على إدارات الجامعات لفعل شيء بشأن “الإبادة الجماعية في غزة”.

الجامعات الأمريكية مصدرٌ مهم وملهم للرأي العام الأمريكي
ويؤكد أن الحراك الطُلابي داخل الجامعات الأمريكية مهم جداً، لأن الجامعات قادرة على التأثير، ومصدرٌ مهم وملهم للرأي العام الأمريكي، مشيراً إلى أن حراك الطلبة في الجامعات الأمريكية وحصريا جامعة كولومبيا، من شأنه أن يكون مصدر أمل وعلامة  فارقة في تاريخ الموقف الامريكي الشعبي المؤثر لصالح الحق الفلسطيني، وهو يتسارع نتيجة الحرب الإسرائيلية البربرية على قطاع غزة، وتحاصر تداعياتها الموقفين الاسرائيلي والأمريكي الرسمي على السواء.

ويوضح خلال حديثه لموجة (غزة الصامدة.. غزة الأمل) وتبث عبر شبكة وطن الإعلامية أن الجامعات الأمريكية لم تشهد احتجاجات طلابية بذات الزخم، منذ ستينيات القرن الماضي، ونُظمت في حينه للمطالبة بوقف الحرب الأمريكية على فيتنام.

الإدارة الأمريكية أمام استحقاقات جديدة
ورغم التصريحات الأمريكية الرسمية الفضفاضة الرافضة للإبادة الجماعية في قطاع غزة، إلا أن الدعم الأمريكي لدولة الاحتلال الإسرائيلي متواصلٌ وغير محدود، خاصة في المجال العسكري، وهو الأمر الذي يضع الإدارة الأمريكية أمام استحقاقات جديدة، تساهم الحركات الطلابية المناصرة لحقوق الفلسطينية في إبرازها، لا سيّما وأنها ستذهب إلى انتخابات في نوفمبر القادم، يقول عودة.

بسبب قوانين “معاداة السامية” الصارمة.. الحراك المناصر للحق الفلسطيني يواجه مخاطر كبيرة
ويشير إلى أن أي حراك مناصر للحق الفلسطيني في أي من الجامعات الأمريكية والأوروبية، يواجه مخاطر كبيرة، حيث تم توجيه اتهامات قوية وعنيفة للطلبة الأمريكيين المحتجين بمعاداة السامية، وتم اعتقال عدد منهم بسبب القوانين الصارمة في قضايا معاداة السامية.

وكان حاكم ولاية تكساس الامريكية قد أكد في تصريحات صحافية اليوم ضرورة طرد الطلاب المشاركين في الاحتجاجات “المليئة بالكراهية ومعاداة السامية” بأي جامعة بالولاية، وقال إن المتظاهرين يستحقون السجن، هذا ولن يتم التسامح مع معاداة السامية في الولاية.

ولأجل ذلك يشدد ضيفُنا على ضرورة تعزيز الخطاب الفلسطيني والعالمي الديمقراطي القائم على تفكيك الخطاب الاسرائيلي بشأن اللاسامية، يقوم على الفصل ما بين الموقف من اليهود والديانة اليهودية، وبين الموقف من الصهيونية ومن “إسرائيل” ومن العدوان والاحتلال والاستيطان، ويكشف عن الطابع الترهيبي للعقل البشري والتبريري لكل فعل إسرائيلي.

هل تقييد انتشار قوانين “معاداة السامية” أمرٌ ممكن؟ وكيف؟  
ويرى ضيفُنا أن المَخرج الممكن في مسألة “معاداة السامية” يتمثل ببذل جهد مشترك بين الدول الصديقة للشعب الفلسطيني، وحملات الضغط والمناصرة للحق الفلسطيني، لتقديم مفهوم قانوني جديد لدى الأمم المتحدة، بهدف تقييد توسيع انتشار قوانين “معاداة السامية”، وفقاً لمؤشرات منظمة الصهيونية العالمية.

وأخيراً يقول إن الحملة الأكاديمية الدولية لمناهضة الاحتلال الإسرائيلي والابرتهايد، نجحت إلى جانب عديد الحملات العالمية الداعمة والمناصرة للحقوق الفلسطينية، بتعزيز الرواية الفلسطينية وتفنيد الرواية الصهيونية، وتغيير الرأي العام الدولي تجاه الحقوق الفلسطينية، منذ السابع من أكتوبر الماضي، مشيراً إلى الدور الفعّال الذي يلعبه الاعلام الاجتماعي الجديد والنشطاء في غزة، ولا يقتصر على نقل الحقيقة وفضح ممارسات الاحتلال فقط، إنما يتجاوز ذلك للعب أدوار اجتماعية وانسانية لتحقيق العدالة المتعلقة بالانسان في قطاع غزة.

المصدر: وطن للأنباء