لا تزال إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تقوم بتقييم ما إذا كانت الغارة الإسرائيلية التي أسفرت عن استشهاد ما لا يقل عن 45 نازحًا فلسطينيًا في مخيم للنازحين في رفح يوم الأحد تمثل انتهاكًا لـ “الخط الأحمر” المزعوم، الذي وضعه الرئيس بايدن، حسبما صرح مسؤولان أمريكيان لموقع أكسيوس.
تأتي أهمية هذا التقييم بعد أن هدد بايدن في وقت سابق من هذا الشهر بتعليق تسليم بعض الأسلحة الهجومية أمريكية الصنع إذا دخل كيان الاحتلال المراكز السكانية في رفح، المدينة الواقعة في جنوب غزة. وأوضح المسؤولون الأمريكيون لاحقًا أن الأزمة الإنسانية الناتجة عن التهجير الجماعي للمدنيين من رفح يمكن أن تشكل أيضًا انتهاكًا للخط الأحمر الذي وضعه بايدن.
الغارة الجوية على رفح كانت الحادث الأكثر دموية منذ أن بدأ كيان الاحتلال هجومه على المدينة في أوائل شهر مايو. وقد وقعت بعد أيام قليلة من أمر محكمة العدل الدولية إسرائيل بوقف العمليات العسكرية على الفور في رفح.
قال مسؤول أمريكي إن البيت الأبيض بصدد تحديد ما حدث بالضبط من أجل تحديد ما إذا كانت الظروف تستدعي اتخاذ إجراء أمريكي. وأضاف متحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض أن إدارة بايدن تعمل بنشاط على إشراك الجيش الإسرائيلي والشركاء على الأرض لتقييم ما حدث.
وصرح المتحدث: “الصور المدمرة التي أعقبت الغارة التي شنها الجيش الإسرائيلي على رفح الليلة الماضية والتي أسفرت عن استشهاد العشرات من الفلسطينيين الأبرياء مفجعة. إن لإسرائيل الحق في ملاحقة حماس… ولكن كما أوضحنا، يجب على إسرائيل أن تتخذ كل ما يلزم لحماية المدنيين”.
في الأيام التي سبقت الغارة الجوية الكارثية، شعر مسؤولو البيت الأبيض أنهم تمكنوا من التأثير بشكل كبير على خطط العمليات الإسرائيلية في رفح بطريقة من شأنها أن تمنع وقوع إصابات جماعية بين المدنيين، وفقًا لثلاثة مسؤولين أمريكيين.
عندما كان مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان في كيان الاحتلال الأسبوع الماضي، أجرى عدة ساعات من المناقشات مع كبار المسؤولين الإسرائيليين حول عملية رفح. وتضمنت تلك المحادثات إحاطة مفصلة من وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، وفقًا لما ذكره موقع “أكسيوس”.
وقال مسؤول أمريكي كبير إن سوليفان شعر أن العديد من مخاوف الإدارة قد تم تناولها في خطط كيان الاحتلال المحدثة بشأن رفح، وأنه من الممكن رؤية كيف يمكن تنفيذ عملية دون تجاوز “الخطوط الحمراء” التي وضعها بايدن. وأدى هذا التقييم إلى تخفيف الولايات المتحدة معارضتها المزعومة لتوسيع الجيش الإسرائيلي عملياته في رفح، والتي شملت الغارة الجوية يوم الأحد.
وقال مسؤول أمريكي إن حادث رفح من المرجح أن يزيد الضغوط السياسية على بايدن لتغيير سياسته تجاه الحرب في غزة.
واعترف مسؤول عسكري إسرائيلي أن الغارة نفذتها طائرة مقاتلة استخدمت “ذخيرتين برأس حربي مخفض”، وقالا إنهما مخصصتان لضرب هذا النوع من الأهداف.