الصحافة العبرية… الملف اليومي الصادر عن المكنب الصحافي التابع للجبهة الديمقراطية

 افتتاحيات الصحف + تقارير + مقالات

يديعوت 4/6/2024

صفقة خامينئي الكبرى

بقلم: بن درور يميني

كان هذا صباح أمس. أي خامينئي الزعيم الأعلى لإيران، القى خطابا بمناسبة 35 سنة على وفاة الخميني. عرض الخطوط الهيكلية للمعركة السياسية الكبرى ضد إسرائيل، ابتداء من هجوم “طوفان الأقصى” لحماس، وكل ما حصل ويواصل الحصول. نحن قد نكون نسمع، لكننا لا ننصت. لان هذا بات تقاليد. هذا هو المفهوم الذي فوق كل المفاهيم. قد يكون هذا استخفافا، قد يكون هذا تعالٍ. رغم انه يتبين المرة تلو الأخرى بان أعداء إسرائيل يقولون بالضبط ما يقصدون، ورغم أنهم لا يتكلمون فقط – نحن نصر على التمسك بالمفهوم إياه.

على مدى كل التسعينيات، سنوات أوسلو، الكثيرون من قادة الفلسطينيين اوضحوا بالضبط ما يقصدون. تجاهلنا خطاب يوهانسبورغ لعرفات (اتفاق أوسلو هو مثل اتفاق الحديبية، أي اتفاق هدنة). وتجاهلنا عددا لا يحصى من التصريحات المشابهة. وتجاهلنا اقوالا صريحة ليحيى السنوار الذي قال منذ 2018 بان مخربي حماس سيجتازون الحدود “كي يقلعوا قلوب الإسرائيليين من أجسادهم”. لجنة مجلس حقوق الانسان في الأمم المتحدة قضت بان السنوار لم يقصد. “أراد فقط ان يزرع الخوف”. مجرد متبجح. ليس فقط الأمم المتحدة، عندنا أيضا، القيادة الاستخبارية والسياسية كانت مقتنعة بانه لم يقصد حقا.

على مدى السنين وانا لي جدال ثاقب مع بعض من اليساريين، بمن فيهم الصهاينة ومحبي إسرائيل. لو اننا فقط نبدي بعض المرونة، كما يدعون، فان السلام سيتحقق. يا ليت. هم تخلوا عن حق العودة، يجيبني أحدهم، الذي يعتبر بالذات مرجعية. اين التنازل سألته، يسرني أن أعرب. وانا لا أزال انتظر الجواب، وهو عالق مع ايمانه إياه.

إذن حان الوقت للانصات. ليس فقط الاستماع. “طوفان الأقصى” أوضح أمس خامينئي، “جاء في اللحظة الصحيحة كي يوقف تغيير ميزان القوى في المنطقة”. لقد كان الهدف ولا يزال احباط التطبيع مع إسرائيل، تخريب العلاقات مع دول المنطقة، من المغرب وحتى اتحاد الامارات، وتحفيز “محور المقاومة” من اليمن وحتى سوريا، من العراق وحتى لبنان. الأهداف تحققت منذ الان. التطبيع يبتعد. ميناء ايلات في حصار بحري في ضوء الصواريخ من اليمن ومن العراق. وبالضبط في اللحظات التي تحدث فيها اطلقت صافرة أخرى في ايلات في اعقاب صواريخ اطلقت من الشرق. أي من العراق.

ان حقيقة ان حماس تسببت بدمار وخراب لقطاع غزة تشجع بالذات خامينئي لان هذا خراب يصبح إنجازا. هذا بالضبط ما يضيف الزيت الى شعلة الكراهية ضد إسرائيل. مبان مدمرة، ومعطيات (مزورة) عن مزيد فمزيد من القتلى تخدم فقط الهدف الاستراتيجي “لمحور المقاومة” الذي يقوده خامينئي. إسرائيل معزولة. الصفقة الكبرى بين الولايات المتحدة والسعودية لا تتحقق. ولا التطبيع بين إسرائيل والسعودية. وبعامة، إسرائيل توجد في الدرك الأسفل السياسي الأكبر في تاريخها. والقضية الفلسطينية عادت الى مركز الخطاب العالمي. هذا ليس لأننا عدنا الى مبادرة سلام ما. ففي كل الأحوال، حماس وخامينئي ضد. الخطاب عاد بالطبع ليكون خطاب رفض حق إسرائيل في الوجود. وعاد في أن العلم الفلسطيني مع الكوفية اصبحا الرموز المتصدرة في العالم في الفترة الأخيرة. كان هذا هو الهدف. وقد تحقق.

حماس لم تكن الا نقطة الانطلاق. ليس أكثر. فلول حماس ستواصل اقلاق إسرائيل، حتى لو استمرت الحرب سبعة اشهر أخرى أو سبع سنوات. هذا بالضبط ما يريده خامينئي. لان هذا بالضبط هو الطريق لتدهور إسرائيل من الدرك الحالي الى الهوة. نعم، سبعة اشهر. سبع سنوات. والزعامة الأكثر سخافة التي كانت لإسرائيل في أي مرة يوفر لخامينئي بالضبط ما يريده. غرق آخر في الوحل يؤدي الى مقاطعات أخرى. لخامينئي توجد صفقة كبرى، في ان يحول إسرائيل الى منبوذة، في مواجهة الصفقة الامريكية الكبرى، التي تعزز إسرائيل. وفي هذه الاثناء خامينئي ينتصر. الان هذه أيضا فرنسا، التي تمنع عن إسرائيل المشاركة في احد معارض السلاح الأهم في العالم. هذا انتصار لحماس، لخامينئي ولـ “بي.دي.اس”. الاضرار آخذة في التراكم. فهل غشت عينا نتنياهو عن الرؤية؟

يوجد طريق واحد فقط لهزيمة محور الشر. تعزيز التطبيع. توسيعه. خمسة مخربين قتلى آخرين من حماس، وحتى 500 آخرين غيرهم، لن يغيروا شيئا، واساسا عندما يمنعون إنجازا استراتيجيا مثل حلف إقليمي ضد ايران، من خلال اتفاق دفاع بين الولايات المتحدة والسعودية وتطبيع بين إسرائيل والسعودية. وعندما قال خامينئي أمس ان الهدف كان افشال هذا الحلف، وعزل إسرائيل، وتعزيز فرع محور الشر الذي يحيط إسرائيل ويطلق الصواريخ الى إسرائيل – فانه قصد كل كلمة. وأضاف خامينئي: “بالنسبة لما حصل في الأشهر الثمانية الأخيرة، فلا احتمال لاحياء الخطة الامريكية – الإسرائيلية”. اما نحن فماذا نفعل؟ حماس أعدت لنا مستنقعا مغرقا. خامينئي يتحدث عنه بفخار. نتنياهو مُصر على أن نغرق فيه. يوجد فقط طريق واحدة للخروج من هذا المستنقع. ان نقول نعم لمنحى بايدن، المشكوك أنه منحى نتنياهو، الذي سيؤدي الى تحرير المخطوفين والى تغيير إقليمي أيضا. هذا لن يؤدي الى النصر المطلق لكن هذا على ما يبدو هو الطريق الوحيدة لإنقاذ إسرائيل من هزيمة مطلقة.

——————————————–

 هآرتس 4/6/2024

الجيش يحقق في ملابسات موت 48 فلسطيني، ولم يتم اعتقال أي مشبوه

بقلم: ينيف كوفوفيتش وبار بيلغ

الجيش الاسرائيلي يجري تحقيقا جنائيا ضد جنود حول 48 حالة وفاة لفلسطينيين، معظمهم أسرى تم اعتقالهم في قطاع غزة. في أي حالة من حالات الوفاة هذه لم يتم تقديم لائحة اتهام أو اغلاق الملف. وحسب الجيش فانه بالاجمال تم فتح منذ بداية الحرب 70 ملف جنائي في الشرطة العسكرية، من بينها حالات تتعلق بالسرقة والعنف وسرقة السلاح والتمرد.

اضافة الى حالات الموت المعروفة تم احصاء 36 معتقل في منشأة سديه تيمان، اثنان منهم كانا في الطريق الى المنشأة، واثنان تم نقلهما الى المعتقل في عناتا، ومعتقل كان في القطاع ومعتقل آخر امرأة اقتربت من قوات الجيش الاسرائيلي عند جدار الفصل. حسب مصادر عسكرية فان الحالات الستة المتبقية تتوزع بين الموت في القطاع خلافا لاوامر الجيش، أو اثناء الطريق منه أو اثناء التحقيق في اسرائيل. مصدر عسكري قال للصحيفة إنه حتى الآن لا يوجد أي متورط في هذه الملفات رهن الاعتقال.

منذ اندلاع الحرب تم احضار الى المعتقلات في اسرائيل حوالي 4 آلاف غزي، في معظم الحالات الجنود في القطاع يقومون باعتقال فلسطينيين تم القاء القبض عليهم اثناء المعارك، ويتم التحقيق معهم في الميدان، واذا ثار الاعتقاد بأنه يمكن الحصول منهم على معلومات مهمة فانه يتم نقلهم الى سديه تيمان، وهي القاعدة العسكرية قرب بئر السبع والتي تم تحويلها الى منشأة اعتقال. في بعض الحالات المعتقلون لم يشاركوا في القتال، لكن القوات اعتقدت أنه يمكن الحصول على معلومات منهم. حوالي 2000 من المعتقلين تم نقلهم الى سجون اخرى ويحتجزون بناء على أمر اعتقال دائم، و1500 تم اطلاق سراحهم بسبب عدم وجود أدلة تسمح باحتجازهم في المعتقل اكثر من 45 يوم، المدة المسموح بها في قانون المقاتلين غير القانونيين.

منذ لحظة اعتقالهم يتم اعتبار المعتقلين أسرى، ويجب الحفاظ على حياتهم، حتى وفقا لقوانين الحرب في القانون الدولي. جزء من الشكاوى جاء من هيئات دولية، قدمت شكاوى لاسرائيل حول موت معتقلين فلسطينيين. في الجيش قالوا إن التحقيقات تم فتحها عندما تم تسلم التقارير عن هذه الحالات، وليس فقط خوفا من الاجراءات ضد اسرائيل في لاهاي.

التحقيقات الجنائية التي لا تمس موت الفلسطينيين تتناول في معظمها مخالفات تتعلق بالممتلكات، بعضها يتعلق بأخذ سلاح لفلسطينيين واخراجه الى خارج القطاع، وفي حالات اخرى بيع السلاح والذخيرة لمجرمين اسرائيليين. وحالات اخرى تتعلق بسرقة معدات من الجنود، بعضها في ايام المعارك في القطاع في بداية الحرب.

ثلاث حالات تتناول اعمال عنف لم تنته بالوفاة. واحدة منها هي لجندي الاحتياط الذي نشر تهديد بالعصيان الجماعي. في بعض هذه المخالفات تم تقديم لوائح اتهام، وفي عدد محدود منها تمت ادانة الجنود وارسالهم الى السجن. في حالات كثيرة اخرى أمرت النائبة العسكرية الرئيسية، يفعات يروشالمي بانفاذ القانون على هؤلاء الجنود باجراء انضباطي، بعد أن تسلمت نتائج التحقيق في الوحدة أو لطاقم التحقيق التابع لهيئة الاركان.

باستثناء المنشأة في سديه تيمان فانه يتم اعتقال فلسطينيين في معتقلات عنتوت وعوفر، التي فيها ايضا ستفحص اللجنة الظروف السائدة فيها. وسيترأس هذه اللجنة الجنرال احتياط ايلان شيف.

من المتوقع أن تناقش المحكمة العليا في هذا الاسبوع الالتماسات التي قدمت حول ظروف السجن المشددة في منشأة سديه تيمان. في كانون الاول تم الكشف في “هآرتس” بأن المعتقلين في هذه المنشأة يتم احتجازهم في مناطق مسورة وعيونهم مغطاة وايديهم مكبلة طوال اليوم، والضوء مضاء ايضا في الليل. مصدر طبي زار المنشأة قال للصحيفة إن “الوضع الصحي هناك صعب جدا. توجد هناك حاضنة للامراض”.

ضابط كبير في الجيش زار السجن في اعقاب ما نشر عن ظروف الاعتقال فيه قال للصحيفة بأنه شاهد صورة قاسية، وأنه يمكن تحسين الظروف هناك اذا أمر المستوى السياسي بذلك. في الاسبوع الماضي اعلن الجيش عن تشكيل لجنة استشارة لفحص ظروف حبس معتقلي الحرب في المنشآت التي توجد تحت مسؤوليته.

——————————————–

معاريف 4/6/2024

زمن الحساب

بقلم: بن كسبيت

تبين أمس بان أربعة مخطوفين إضافيين قتلوا في الاسر. العدد نزل الى 119. يورام مسغار، حاييم بيري، عميرام كوفر، نداف بوبلفيل. هذه الوتيرة، في نهاية المطاف سندفع الثمن الباهظ جدا، الذي سبق ان وافقنا على ان ندفعه، ونحصل على مخطوف/ه حي واحد. مثلما حصل مع جلعاد شاليط. كان هذا دوما هو نهج نتنياهو: الإصرار على المساومة، نزاع مع الباعة، الحصول على بضاعة فاسدة، دفع الثمن الاغلى والطرد من المدينة.

ليس لدي أي فكرة كيف نفعل هذا، لكن علينا أن ننقذ بنيامين نتنياهو من نفسه، من الشياطين (والارواح) التي تلاحقه. من طبيعته ومن مخاوفه. إسرائيل توجد على مفترق طرق ليس هناك أكثر مصيرية منه. هذا ليس فقط كتيبتان في رفح مقابل حلف إقليمي استراتيجي ضد ايران. هذا أيضا مساواة في العبء مقابل استمرار التملص الجماهيري من الخدمة. هذا أيضا حكومة صهيونية سوية العقل وشجاعة مقابل حكومة تافهين، مسيحانيين، قومجيين ومحبين لاشعال النار. هذا أيضا ديمقراطية يهودية ليبرالية متنورة مقابل دولة شريعة منقطعة، ظلامية ومنبوذة. نعم، الى هذا الحد.

نتنياهو مقتنع بانه يمكنه أن يخدع كل الناس كل الوقت. وهو يستند الى الاحصائيات. فهو يفعل هذا منذ زمن بعيد. يخيل لي ان خط الائتمان له انتهى. الكرات التي لعب بها على مدى زمن طويل جدا تسقط له على الرأس. عليه أن يتخذ قرارا حقيقيا، ليس مثابة قرار، ليس كأنه قرار، ليس قرارا مشروطا وليس قرارا مؤقتا. قرار.

هذه المرة، حاول ان يفعل ما فعله مرات عديدة في الماضي: ان يقول نعم، لكن. او لا، لكن. او الامر ونقيضه. او الموافقة على أمور كثيرة بالسر والتنكر لهذا بعد ذلك. أتذكرون الاتفاق الذي وقع عليه في واي بلانتيشن؟ حتى قبل ان يخرج من الطائرة التي اعادته الى البلاد، بدأ يندم الى أن عطله تماما. هكذا في كل باقي المجالات والمواضيع. هو بطل العالم في تمديد الوقت، تشويش العدو، تشويش المحب أيضا، التشوش، التبجح وفي النهاية جعل كل الأطراف يكرهونه ويتملص من دفع الحساب عندما يأتي.

وبالتالي فانه من الحساب الذي رفع له الان لا يمكنه أن يتملص. اجمالا، خطة نتنياهو كانت أن ينقل الى بايدن الخطة التي كشفها بايدن والامل في أن حماس تقول لا حتى قبل ان تتحرك الأمور الى الامام. المشكلة: حماس لم تقل لا. في مثل هذه الحالة خطط نتنياهو أن يبيع السموتريتشيين والبن غفيريين بانه لا يوجد احتمال للانتقال من المرحلة الأولى الى المرحلة الثانية من الخطة، يوجد هناك بند خاص يسمح لنا بان نوقف كل شيء، أي ان الحرب لن تتوقف. السموتريتشيون والبن غفيريون لا يشترون هذا. وبالتالي يسير نتنياهو الى مسار الإفلات رقم 3: يسرب حتى التعب من داخل الجلسات وباقي اللقاءات حين يكرر التشديد بانه لن يكون وقف للقتال ولن يكون انتقال الى المرحلة الثانية ولن ولن ولن. الهدف هو أن تقول حماس لا.

يخيل لي ان جو بايدن أيضا لم يأكل هذا هذه المرة، مثلما حصل لكل اسلافه. لقد غلف بايدن خطة نتنياهو وباعها للطرفين بالطريقة التي مكن فيها الطرفان من أن يريا فقط نصف الكأس المليئة. استغلا الغموض كي تنزل الخطة في حلق نتنياهو والسنوار. في منتصف هذه المسيرة اكتشف نتنياهو بان المشكلة ليست مع ما ينزل له في الحلق بل مع أولئك الذين يشدون الان على حلقه.

قبل يومين باع لرجاله بانه يسير مع الخطة، ان هذه خطته وانه ينبغي تعديل بضعة أمور لكننا سندخل الى المرحلة الأولى بهدف جلب 33 مخطوفا، وبعد ذلك نرى. وقال انه اذا كانت حكومته محكوم عليها ان تسقط فمن الأفضل أن تسقط على الصفقة وعلى الجائزة السعودية الكبرى وليس على ازمة التجنيد.

في هذه الاثناء مر يوم. السموتريتشيون والبن غفيريون نبحوا على نتنياهو وهو الان يتباكى. يفعل كل شيء كي يعلق الموضوع او يتوقف. كل من هذه الدولة هامة له، كل من المخطوفون هامون له، كل من مستقبلنا هام له، عليه أن يفعل كل شيء كي لا يهرب نتنياهو هذه المرة أيضا. يمكن لهذا ان يكون هروبا يوقع كارثة علينا جميعنا.

———————————————

هآرتس 4/6/2024

نتنياهو الكابنت الصغير وبيبي الكابنت الكبير

بقلم: عاموس هرئيل

مصر اعلنت ظهر أمس بأن حماس ردت بالايجاب على الاقتراح الاخير لصفقة المخطوفين ووقف اطلاق النار مع اسرائيل، الذي عرضه في يوم الجمعة الماضي الرئيس الامريكي، جو بايدن. هذا لا يعتبر رد ايجابي كامل على الصفقة. وحتى أمس لم يتم نشر أي بيان رسمي لحماس. سلوك مصر تمت تجربته في المفاوضات الاخيرة: اعلانات باسم الطرفين، وبذلك تقييدهما بالصفقة بشكل اكبر. ايضا يجب التذكر بأن الشيطان يوجد في التفاصيل الصغيرة. الصفقة تستدعي تنازلات غير بسيطة، بالاساس بالنسبة للطرف الاسرائيلي. اسرائيل سيتعين عليها اطلاق سراح مئات السجناء الفلسطينيين المحكومين بالمؤبد، حتى في المرحلة الاولى، مقابل اعادة عدة مخطوفين. حق الفيتو لمنع تحرير قتلة كبار سيكون محدود جدا.

ما الذي تريده اسرائيل؟ كما اعتاد خبراء مخضرمون في الشؤون السوفييتية، قبل اربعة عقود، على محاولة حل لغز المقالات في صحيفة “برافدا” (أو تسلسل ظهور كبار في الكرملن في المسيرات في 1 أيار)، من اجل فهم توجه الاتحاد السوفييتي، فانه الآن يشاهد الكثيرون ما يتم بثه في القناة 14 هنا. مساء أول أمس باستثناء التجند لتطهير اسم الوزيرة ميري ريغف، بعد التقرير القاتل لرفيف دروكر في القناة المنافسة فقد كان للمذيعين في القناة البيتية لرئيس الحكومة مفاجآت اخرى للمشاهدين. فقد اعترفوا أن الاقتراح الذي قدمه جو بايدن هو في الحقيقة اقتراح اسرائيلي، وأكدوا على الحاجة الى استكمال على الاقل المرحلة الاولى للصفقة (فيها، كما يظهر، اطلاق سراح مخطوفين على قيد الحياة لـ “اسباب انسانية”). ووعدوا بأنه عند الحاجة سيكون بالامكان استئناف القتال ضد حماس.

ميري ريغف، التي حتى في نقاشات الكابنت الامني تعبر عن دعمها للصفقة، قالت في مقابلة إنها ستفعل كل ما في استطاعتها للدفع قدما بالمصادقة على الصفقة. “الوزيرة ريغف تحاول اصلاح اضرار تقرير دروكر، وهي تغمز لليسار”، هكذا كتب في حساب القناة في “اكس”. وزراء آخرون اسمعوا مواقف متناقضة. فاسرائيل كاتس تحدث بشكل ايجابي عن الصفقة. عميحاي شكلي تحد عنها بسلبية. ومن كل هذه التصريحات يصعب الحصول على صورة كاملة حول موقف نتنياهو. ربما أن الوزراء واعضاء الكنيست والمتملقين يحاولون ببساطة تلمس وتخمين ما سيقرره رئيس الحكومة، وردودهم تتوزع بحسب ذلك. ربما المهم اكثر هو موقف شركاء نتنياهو في اليمين المتطرف. الوزير ايتمار بن غفير والوزير بتسلئيل سموتريتش صرحا ضد الصفقة المقترحة. بن غفير طلب من نتنياهو، ولكنه لم يحصل، المصادقة على الاطلاع على الصيغة الكاملة لاقتراح اسرائيل (الذي للمفارقة حماس لديها نسخة منه).

في الوقت الذي ناضلت فيه عائلات المخطوفين أمس من اجل المصادقة على الصفقة فقد نزلت عليهم البشائر السيئة واحدة تلو الاخرى. في الصباح اعلن الجيش الاسرائيلي بأنه عثر على جثة دولب يهود، وهو الممرض من كيبوتس نير عوز والذي خرج لمساعدة المصابين في يوم المذبحة، والذي حتى الآن كان الاعتقاد بأنه محتجز في غزة. في المساء صدرت بيانات مشابهة عن موت اربعة من المخطوفين المحتجزين في خانيونس وهم حاييم بري ويورام متسغر وعميرام كوفر (نير عوز) ونداف كوبلفيل (كيبوتس نيريم). هؤلاء الاربعة تمت مشاهدتهم في افلام الفيديو التي نشرتها حماس في كانون الاول الماضي. ويبدو أنهم ماتوا بعد بضعة اسابيع في ظروف غير واضحة حتى الآن. ويثور الشك بأنهم اصيبوا بالخطأ في عمليات قصف الجيش الاسرائيلي. ادعاء العائلات آخذ في الازدياد. فأي تأخير للصفقة يعرض حياة المخطوفين للخطر. احيانا يبدو أن اسرائيل هي التي تتسبب بالخطأ في موتهم. عدد المخطوفين في القطاع هبط الى 124 مخطوف، 43 من بينهم تم الاعلان عن موتهم، رغم أن العدد الحقيقي أعلى بكثير.

اذا لم يكن هذا كاف فقد جاءت اقوال نتنياهو في لجنة الخارجية والامن التابعة للكنيست أمس. رئيس الحكومة كرر بأنه لن يوافق على وقف الحرب وأنه لن يتنازل عن النصر المطلق (التعبير الذي قلل من ذكره مؤخرا). وأنه يمكن استئناف القتال بعد المرحلة الاولى للصفقة، التي فيها سيتم الحفاظ على وقف اطلاق النار لمدة 42 يوم. المستمعون المتشككون هذا يبدو لهم تقريبا كدعوة لرؤساء حماس بالرد سلبا على الصفقة. نتنياهو يحتفظ بجميع الخيارات مفتوحة، وخلال ذلك ينجح في تشويش فهم كل من يحاول معرفة توجهه.

خطاب بايدن عرض على العالم الفجوة بين نتنياهو مجلس الحرب ونتنياهو نقاشات الكابنت الامني. في الكابنت الامني مع وزراء الليكود واليمين المتطرف فان نتنياهو يظهر خط متشدد. وفي كابنت الحرب المصغر، كما يتبين من اقوال الرئيس الامريكي، فان رئيس الحكومة كان منفتح اكثر على اقتراحات جديدة. الرئيس الامريكي كشف موقف نتنياهو من المنتدى المصغر (مجلس الحرب)، اضافة الى القليل من التفسير الامريكي الابداعي. هامش مناورة نتنياهو تقلص، بسبب كشف مواقفه. في الخلفية توجد متغيرات كثيرة مؤثرة: تهديد المعسكر الرسمي بالانسحاب من الائتلاف بعد اربعة ايام (الامريكيون يفضلون بقاءه وأن يضغط من الداخل من اجل المصادقة على الصفقة). تخوف نتنياهو هو من اصدار أمر اعتقال دولي ضده في محكمة الجنايات الدولية في لاهاي، ومن العملية المستمرة في رفح.

في القضية الاخيرة من الجدير الانتباه الى أن العملية في رفح تجري بشكل مختلف عن العمليات السابقة للجيش الاسرائيلي. في الحقيقة الولايات المتحدة لم تفرض الفيتو على دخول الجيش الاسرائيلي الى رفح بعد قناعتها بأن اسرائيل قد نجحت في أن تدفع بالتهديد نحو مليون مدني فلسطيني  الى خارج المدينة. ولكنها لا تسمح للجيش الاسرائيلي بالعمل بدون قيود في المدينة. العملية حتى الآن تتركز على احتلال ممر فيلادلفيا على طول الحدود مع مصر وعلى القتال على مداخل الاحياء في رفح، وليس في وسط المدينة. صحيفة “وول ستريت جورنال” نشرت أول أمس بأنه بتدخل امريكي فقد تم تغيير العملية من عملية تشمل فرقتين الى عملية تشمل فرقة واحدة. مصادر في اسرائيل أكدت على هذه التفاصيل.

جمود خطير

الادارة الامريكية تقلق جدا ايضا من التسخين الاخير على طول الحدود مع لبنان. تبادل اللكمات بين الجيش الاسرائيلي وحزب الله آخذ في التصاعد، والنار تنتشر الآن على مسافة تبعد عشرات الكيلومترات عن الحدود. وحزب الله يزيد هجماته من اجل التسبب باضرار اكبر للجيش الاسرائيلي ردا على الخسائر الكبيرة في الجانب اللبناني. المسيرة تبين أنها أداة ناجعة جدا، وهي توجد لدى حزب الله. سلاح الجو ينجح في اسقاط فقط بعض المسيرات التي يتم اطلاقها. في الجليل الاعلى تشتعل حرائق كبيرة بسبب عمليات القصف التي يقوم بها حزب الله.

النتائج المحبطة والمنفى الطويل لـ 60 ألف اسرائيلي، تزيد الضغط على الحكومة وعلى الجيش من اجل العمل، الى درجة الدخول البري الى لبنان وقصف بيروت. التوتر واضح ايضا في لقاءات رؤساء المجالس المحلية في الشمال مع قائد المنطقة الشمالية اوري غوردن. ورئيس بلدية كريات شمونة افيحاي شتيرن غادر الجلسة وهو غاضب أول أمس بعد نقاش صعب مع قائد المنطقة. في هذه الظروف، حيث الحرب في القطاع عالقة، فانه يوجد اغراء امام هيئة الاركان، التفكير في أن الخلاص سيأتي من حرب مبادر اليها في الشمال. مع ذلك يجدر التذكر بأن هذه الحرب سيكون من الصعب جدا توقع كيفية انتهاءها، وأنه في كل الحالات ستجبي ثمن اسرائيل لم تتعود عليه.

في كل تأبينات وزير الخارجية السابق دافيد ليفي، غاب قليلا مكان فصل مهم في حياته السياسية. في العام 1982 عند اندلاع حرب لبنان الاولى كان ليفي من الوزراء القلائل في حكومة مناحيم بيغن الذين صمموا على طرح الاسئلة والتشكيك عندما جر وزير الدفاع في حينه اريئيل شارون الدولة الى مغامرة، كانت نهايتها تورط الجيش الاسرائيلي في بيروت. كانت لليفي، الذي اكثر من انتقاد الفجوة بين الاحاطات التي قدمها شارون وضباط الجيش للوزراء حول مجريات الحرب وبين صورة الوضع الحقيقية، مصادر على الأرض. فاثنان من ابنائه كانا يخدمان في سلاح المظليين، وفي محادثات خاطفة في الجبهة وفي الاجازة في البيت اعتادوا على أن يصفوا لوالدهما الوضع البائس هناك. بعد ذلك لعب ليفي دور رئيسي في اتخاذ القرارات حول الانسحاب بالتدريج من جنوب لبنان، حتى الخروج النهائي في أيار 2000 في فترة حكومة اهود باراك (ليفي كان في حينه نائب رئيس الحكومة ووزير الخارجية).

في الحكومة وفي الكابنت الامني وفي كابنت الحرب، باستثناء رؤساء الاركان السابقين، غادي ايزنكوت وبني غانتس، فانه ينقص هناك وزراء يطرحون اسئلة صحيحة استنادا الى تجربتهم ويتحدون التفكير السائد. ايضا لا يوجد عدد كبير من الوزراء الذين لديهم أبناء في الخدمة العسكرية يخدمون في الجبهة (نجل ايزنكوت غال قتل في معركة في جباليا في كانون الاول، وهو جندي احتياط في لواء المظليين). ربما يمكن معرفة ذلك من اللامبالاة التي يتم فيها اتخاذ القرارات المصيرية. حتى أن الكثير من الوزراء واعضاء الكنيست لا يكلفون انفسهم عناء الاتصال مع العائلات الثكلى وعائلات المخطوفين الذين بسببهم لم يتم التصويت لليكود في صناديق الاقتراع.

——————————————–

معاريف 4/6/2024،

التطبيع مع السعودية بالفعل سيكون بالنسبة لإسرائيل إنجازا سياسيا

بقلم: زلمان شوفال

اذا ما حاكمنا الأمور وفقا لما نسمع من واشنطن والرياض، فان اتفاقا إقليميا، بما في ذلك “تطبيع” بين السعودية وإسرائيل، اقرب من أي وقت مضى. لكن يحتمل أن يكون هذا يستهدف “اقناع” إسرائيل الا تضع “عراقيل”، وتلميحات بخطة ثانية مزعومة، أي تسوية ثنائية بدون إسرائيل، موجهة للهدف إياه وان كانت إدارة بايدن والحاكم السعودي يفهمان عمليا انه بدون القسم الإسرائيلي يكاد لا يكون أي احتمال في أن يقر الاتفاق بالأغلبية اللازمة في مجلس الشيوخ.  المصلحة الامريكية واضحة: تقليص تسلل الصين الى المنطقة، التأثير على السعودية في موضوع أسعار النفط (وبخاصة في فترة الانتخابات الحالية)، السماح بنقل المركز الدبلوماسي والعسكري الأساس للولايات المتحدة الى الشرق الأقصى وزيادة مبيعات صناعاتها الأمنية. لكن ايضا التوقع في ان تتمكن ان تقلص بقدر ما الانشغال بالنزاع الإسرائيلي – الفلسطيني.

كما أن مصلحة السعودية ليست سرا: ضمان مظلة امنية تجاه ايران وفروعها، مظلة كانت مغلقة في عهد ترامب ومن شأنها أن تغلق من جديد اذا ما انتخب مرة أخرى. وذلك لانه حتى لو تجاه الخارج تحقق تقرب ما بين السعودية وايران، ليس للزعماء السعوديين أوهام عن التهديد الكبير من طهران. إضافة الى ذلك تريد السعودية أيضا الاستعانة بالولايات المتحدة في تطوير برنامج نووي “لأغراض سلمية”. لإسرائيل أيضا يوجد مكان في الأهداف السعودية؛ قبل اقل من سنة كتبت: “السعودية ترى في إسرائيل شريكا في تصميم شرق أوسط مستقر وهي واعية لمساهمتها الهامة في مجال العلم والتكنولوجيا مثلما هي واعية لقوتها العسكرية وكفاءتها الأمنية العامة”. هذه الأهداف لا تزال سارية المفعول الان أيضا، رغم انه تغير بعض من تشديداتها منذ 7 أكتوبر.

لكن وردة وفيها شوكة: اذا كانت المسألة الفلسطينية من قبل هي بالنسبة للسعوديين ضريبة لفظية أساسا، ففي اعقاب الحرب وردود الفعل المؤيدة للفلسطينيين في العالم العربي وفي السعودية نفسها – فان طلبها لاقامة دولة فلسطينية اصبح، علنا على الأقل شرطا لازما، وينبغي الافتراض، دون الاشتباه بالسياقات، بان هذا أيضا لم يعد رغما عن واشنطن. معنى الامر: تمديد مدى حياة حماس التي حسب الاستطلاعات ستحكم الدولة الفلسطينية – وتقريب التهديد الإيراني الى قلب إسرائيل.

من ناحية إسرائيل نشأ إذن وضع يجعلها امام خيار غير معقول بين التطبيع المجزي من جهة، والموافقة على إقامة دولة فلسطينية الان من جهة أخرى. المصلحة الإسرائيلية في التطبيع واضحة: ان تكون جزء من مظلة أمريكية إقليمية واتفاق رسمي مع زعيم العالم العربي السني، وكل ما ينبع عن ذلك في جملة مواضيع دولية وإقليمية سيشكل بالتأكيد تطورا ذا أهمية تاريخية، بما في ذلك في السياق الإيراني، ويحول “الشرق الأوسط الجديد” من شعار الى واقع جغرافي سياسي.  كما أن هذه ستكون درة التاج للاستراتيجية الكبرى “اتفاقات إبراهيم” لنتنياهو.

المصالح الأساس للشركاء الثلاثة للاتفاق لم تتغير. لكن 7 أكتوبر وآثاره بطأت الوتيرة نحوه، وذلك أيضا بسبب عائق الدولة الفلسطينية. لكن أيضا لانه مثل المسائل التي ثارت في الجمهور الإسرائيلي حول أداء المستوى العسكري، هكذا ثارت أفكار أيضا لدى شركائنا المحتملين. فقط نجاح إسرائيلي في تحقيق الأهداف العسكرية في غزة سيشطب علامات الاستفهام المتبقية.

كما اسلفنا، التطبيع مع السعودية بالفعل سيكون بالنسبة لإسرائيل إنجازا سياسيا ذا مغزى لا ينبغي رده ردا باتا، لكن بالذات لهذا السبب مطلوب جهد سياسي استراتيجي من جهة لاجل تغيير المغلف السلبي الذي يحوط بها. علينا ان نقول للامريكيين اننا لا نرفض مسبقا أي تسوية، بما فيها هذه الصيغة أو تلك لحكم فلسطيني ذاتي في المستقبل على أساس مفاوضات مباشرة، وفقا لقول الرئيس بايدن نفسه بان السلام متعلق باعتراف كل الجهات بحق الشعب اليهودي في دولته القومية في بلاده. هذا الموقف أيضا كفيل بان يساعدنا في أن نوقف على الأقل او نبطيء الانجراف في العالم نحو اعتراف احادي الجانب بدولة فلسطينية.

——————————————–

 يديعوت 4/6/2024

في الطريق الى اسقاط السلطة الفلسطينية

بقلم: آفي يسسخروف

بعد نحو ثمانية اشهر منذ انهار مفهوم “تعزيز حماس واضعاف السلطة” في 7 أكتوبر 2023، وحكومة إسرائيل تواصل السياسة إياها غير أن هذه المرة في حالة الضفة الغربية. المرة تلو الأخرى تتخذ الحكومة خطوات أدت وتؤدي الى اضعاف السلطة الفلسطينية. والنتيجة المباشرة لهذه الخطوة هي تعزيز حماس في مدن الضفة الغربية، ومحافل أخرى مدعومة من ايران.

في حديث مع “يديعوت احرونوت” حذرت بضعة محافل امنية إسرائيلية من أن من يقود السياسة الواضحة والمعلنة لتفكيك السلطة الفلسطينية هو وزير المالية بتسلئيل سموتريتش. وعلى حد قول تلك المحافل، فان سموتريتش “يستغل موقعه في وزارة الدفاع ومنصبه كوزير المالية كي يتخذ سياسة مقصودة في نهايتها قد نشهد انفجارا عنيفا في الضفة. نحن نسير الى الهوة بعيون مغمضة”. وأضافت محافل امنية أخرى بان الإجراءات الاقتصادية التي يتخذها سموتريتش تمس أساسا بأداء السلطة ورجال الأجهزة. فرواتب أعضاء الأجهزة وموظفي السلطة تصل اليوم الى نحو 40 في المئة من رواتبهم العادية، في اعقاب الإجراءات الإسرائيلية. وتؤكد هذه المحافل بان من لا يتلقى راتبا قد يبحث عنه من مصادر أخرى. “نحن نشهد في الآونة الأخيرة محاولات من حماس وإيران اغراق المنطقة بالسلاح والمال. وتقول هذه المحافل ان الأجهزة الفلسطينية منعت منذ 7 أكتوبر عشرات العمليات ضد اهداف إسرائيلية. “انها مصلحة إسرائيلية الحفاظ على المعتدلين ومنع المتطرفين من السيطرة. ولكن حكومة إسرائيل بخلاف ذلك تواصل سياسة معاكسة بقيادة وزير المالية.

سياسة حكومة إسرائيل اضعاف السلطة برئاسة عباس بدأت منذ تسلم نتنياهو منصبه في 2009. فقد اتجهت حكومة إسرائيل “بنجاح” لمنع كل إمكانية لتسوية سياسية تؤدي الى إقامة دولة فلسطينية. وكانت النية هي الاثبات بان السلطة غير قادرة على أداء مهامها وليست شريكا مناسبا لمفاوضات السلام. بالتوازي تواصل السلطة سياسة خدمت نتنياهو. فمن جهة عملت ضد الإرهاب واحبطت مئات العمليات منذ 2007 لكنها بالمقابل كانت تدفع الرواتب للمخربين الذين نفذوا عمليات وحبسوا. عمليا غير قليل من المخربين الذين سلمتهم السلطة لإسرائيل من خلال معلومات تبادلها الطرفان، تلقوا دفعات من اللحظة التي حلوا فيها في السجون الإسرائيلية. لكن الخطوات الإسرائيلية على الأرض منذ بداية الحرب احتدمت وأدت الى تدهور دراماتيكي في الوضع الاقتصادي في الضفة وللسلطة الفلسطينية.

بداية، منذ 7 أكتوبر، لا يوجد دخول للعمال الفلسطينيين للعمل في إسرائيل. بمعنى أن القطاع الذي حرك الاقتصاد الفلسطيني ويضم 150 الف عامل فلسطيني في إسرائيل تعطل. وهي لا تسمح الا لدخول 8 الاف عامل فقط لاعمال حيوية ونحو 18 ألف عامل بالذات في المستوطنات. بمعنى أن إسرائيل فضلت العمل في المستوطنات. عمليا اضيف نحو 120 ألف عاطل عن العمل مما لا يضيف استقرارا في المناطق. وارتفع معدل البطالة الى نحو 33 في المئة في الضفة. ومع أن الشباك ومنسق المناطق اعد خطة لعودة العمال الا ان القيادة السياسية غير مستعدة حتى للبحث في هذه المسألة. ثانيا، التجارة في مناطق السلطة انخفضت بشكل دراماتيكي. اعمال التصدير والاستيراد قلت بنحو 30 في المئة مما يعني تحصيل ضريبي اقل. ثالثا، قرار سموتريتش وقف تحويل أموال المقاصة التي تشكل نحو 70 في المئة من ميزانية السلطة.

وتقول المحافل الأمنية ان “هدف سموتريتش ليس فقط تفكيك السلطة بل احتلال البلاد. وهذا واضح أيضا في قضية مزارع الرعاة التي نمت كالفطر وكذا رغبته في إقامة مستوطنات في قطاع غزة. عمليا، اذا افلست السلطة فانها لن تستطيع العود الى غزة في اليوم التالي. لكن ما هو البديل إن لم يكن احتلال إسرائيل لمدن الضفة او تعزز حماس ومؤيدي ايران”.

بالتوازي، تشير المحافل الى تصاعد معدلات الجريمة القومية او الإرهاب اليهودي. ولا يوجد من يوقفه او يحاول أن يوقفه. إذ ان له مجموعة ضغط قوية جدا في الكنيست، في الحكومة وفي الكابنت.

——————————————–

هآرتس 4/6/2024

حتى وهو يعرض موقفا ضد ايران وحماس، عباس غير مقبول كشريك بالنسبة لنتنياهو

بقلم: تسفي برئيل

الرئيس الفلسطيني محمود عباس لم يتأخر ولم يزن كلماته عندما تطرق أمس لاقوال المرشد الأعلى الإيراني علي خامينئي. “من يدفع ثمن الحرب الإسرائيلية المتواصلة هو الشعب الفلسطيني”، قال عباس وأضاف: “هو اول من يتضرر من هذه الحرب والتي تبيح دمه”. من حصل منه على هذه الإجابة الاستثنائية في شدتها كان قول خامينئي في الخطاب الذي القاه بمناسبة ذكرى موت مؤسس الثورة الإسلامية الخميني، والذي قال فيه ان “هذه الحرب كانت ضرورية للمنطقة حيث أنها افشلت محاولات التطبيع مع الكيان الصهيوني وسيطرته على المنطقة.

عباس رسم خطا أحمرا واضحا بين المصلحة الوطنية الفلسطينية وبين المصلحة الاستراتيجية لإيران والتي حسب أقواله “في تصريحاتها تعلن صراحة ان هدفها هو التضحية بالدم الفلسطيني، دم الاف الأطفال والنساء والمسنين”. في البيان الرئاسي الفلسطيني كتب أن “تدمير الأراضي الفلسطينية لن يقود الى إقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية. الشعب الفلسطيني يناضل منذ مئة عام وليس بحاجة الى حروب لا تخدم تطلعاته للحرية والاستقلال”.

عندما يحاول رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو طمس الفوارق العميقة بين حماس وفتح، وبين عباس ويحيى السنوار، ويعارض بكل قوته دخول السلطة الفلسطينية الى غزة، والتي يرى فيها تنظيما إرهابيا لا يختلف عن حماس، يضع عباس مقابله رؤيا استراتيجية فلسطينية ثابتة والتي لم تتغير مع مرور السينين. ليس فقط ضد ايران وقف عباس، بل انه في أقواله اعتبر أيضا الحرب التي بدأتها حماس كعملية مناقضة للمصلحة الفلسطينية. لهذا فانه غرس أصبعا في عيون من يتظاهرون مطالبين “من النهر وحتى البحر”.

هذه ليست هي المرة الأولى التي فيها عباس وحركة فتح يرسمون خارطة للفوارق المبدئية هذه. في نيسان، وعندما أعلن القائد العسكري لميليشيات “حزب الله العراق” والذي يعمل في دولة برعاية ايران، انه مستعد في تدريب وتسليح 12 الف مواطن اردني ليكونوا مستعدين للانضمام للحرب ضد إسرائيل، نشرت فتح ردا شديدا فيه ادانت ايران. لقد اتهمتها بالتدخل في القضية الفلسطينية من خلال ادارتها لحرب “على حساب الدم العربي”. الحركة أكدت في بيانها حينئذ انها “لن تسمح باستخدام القضية الفلسطينية المقدسة وبدم أبناء الشعب الفلسطيني كورقة لصالح مشاريع مشبوهة ليس لها علاقة بالشعب الفلسطيني).

هذه الاقوال موجهة جيدا أيضا تجاه خصوم عباس السياسيين داخل م.ت.ف وأيضا داخل فتح، والذين يدعون الى مصالحة مع حماس والى ضمها لـ م.ت.ف كجزء من إعادة بناء المنظمة. تصريحيا، عباس لا يعارض هذه المصالحة، وحتى انه وقع على اتفاق مصالحة رسمي مع حماس في 2017، والذي في اطاره شكلت حكومة وحدة وطنية حولت لايدي السلطة إدارة معبر رفح. هذه المصالحة تحطمت خلال اقل من سنتين في اعقاب محاولة اغتيال لرئيس حكومة الاتفاق، رامي الحمدالله، عندما زار غزة. بعد ذلك واصلت فتح وحماس إجراء مفاوضات لا تنتهي في محاولة لتشكيل اطار سياسي مشترك ولكن هذه المفاوضات انتهت بلا شيء. هذا إزاء رفض عباس تبني الشرطين الأساسيين اللذان وضعتهما حماس والتي بموجبهما على حماس الاعتراف بكل الاتفاقات التي وقعت عليها م.ت.ف بما في ذلك اتفاقات أوسلو، والانتقال من مقاومة مسلحة ضد إسرائيل الى مقاومة مدنية وسياسية.

هذه المباديء لم تنفع كثيرا عباس في جهوده ليحظى بدعم إسرائيل، ولولا الحرب أيضا الولايات المتحدة كانت ستواصل تجاهل وجود السلطة الفلسطينية. السلطة تحولت الان الى البديل المفضل لادارة غزة في نظر واشنطن والقاهرة ولكن حتى الان هي بعيدة عن قبولها كشريك في نظر إسرائيل. بالرغم من ذلك عباس لم يغير نظرته سواء بالنسبة لإيران أو بالنسبة لحماس. الاقوال التي نشرها امس هي سهم مسموم أيضا موجه لقلب نظرية “وحدة الساحات” والتي تطلعت حماس لتشكيلها سوية مع ايران وحزب الله وباقي امتداداتها.

عباس وفتح ابعدا نفسيهما عن هذه “الوحدة”، والانتفاضة التي تمنتها حماس لم تندلع في المناطق ورغم الضربات الاقتصادية الصعبة التي اوقعتها حكومة نتنياهو على السلطة، فان التنسيق الأمني مع إسرائيل يتواصل. في حين أن ايران، كما صرح زعيمها، ومعها حماس وحزب الله، يرون في الحرب نصرا استراتيجيا لمجرد احباطها للتطبيع مع السعودية ولـ “المشروع الأمريكي”، فان عباس يقف الى جانب التطبيع. هذا بشرط أن ينتج عنه اعتراف بدولة فلسطينية مستقلة، او على الأقل تحرك خطوات سياسية تسعى الى انجاز ذلك. علاوة على ذلك، رد حركة فتح ضد ايران الذي صدر في شهر نيسان يتحدث عن “استغلال الدم العربي” بايدي ايران، وبهذا فهي توضح ان مكان القضية الفلسطينية هو في الحضن العربي وليس في الحضن الإيراني، الذي هو غير عربي، وفعليا هو حضن غريب ومعادٍ.

الموقف الفلسطيني هذا كان من شأنه أن يشجع إسرائيل على تبني السلطة كشريك لمخططات اليوم التالي. ولكنها هي التي تهدد نفس الاستراتيجية التي حرص نتنياهو على بنائها، هذه الاستراتيجية التي استهدفت احباط إقامة دولة فلسطينية بواسطة فصل سياسي تام بين حماس وم.ت.ف وبين الضفة والقطاع. هذه الاستراتيجية تقول ان “المصلحة الوطنية” لإسرائيل ستكمن في تقوية حماس في غزة كوزن مضاد للسلطة الفلسطينية ولـ م.ت.ف. هذا من اجل منع تشكيل قيادة فلسطينية واحدة تستطيع ان تمثل بصورة حصرية الشعب الفلسطيني. هذه الاستراتيجية استندت الى تبرير سياسي مدحوض، والذي يقول انه طالما م.ت.ف لا تمثل كل الشعب الفلسطيني، وطالما انها لا تستطيع مواجهة حماس وكبحها – فليس هنالك أي جدوى من الحديث عن حلول سياسية.

المشكلة المنطقية التي وجدت الان، والتي منها يمكن أن يشتق السلوك السياسي والعسكري في غزة، هي انه منذ بداية الحرب، إسرائيل تعلن عن تطلعها لتدمير حماس وتدمير قدراتها السلطوية. بيد أنه يكمن في هذا الطموح ثمنا سياسيا إسرائيل غير مستعدة لدفعه، حيث أن “الخطر” هو انه مع تدمير حماس ستتحطم أيضا استراتيجية الفصل بين حماس والسلطة الفلسطينية والتي رعتها وتعهدتها إسرائيل طوال سنين. النتيجة من شأنها أن تكون ان م.ت.ف والسلطة سيحظيان بمكانة الممثل الوحيد والحصري للشعب الفلسطيني، وعلى الأقل نظريا، دون منافسة من جانب حماس. هذه نتيجة غير محتملة من ناحية حكومة نتنياهو والتي تسعى لصدها عن طريق منع عودة السلطة الفلسطينية الى غزة، وتأطيرها كتنظيم إرهابي، وتدميرها من ناحية اقتصادية ورفض طرح خطط لليوم التالي. إسرائيل، هكذا يبدو، كانت ستكون مسرورة اكثر لو ان عباس كان قد مد يده لإيران، وربت على كتف خامينئي واعتبر الحرب في غزة كحرب تحرير فلسطينية.

——————————————–

هآرتس 4/6/2024

نتنياهو يسير الى الحل الذي افاده دائما: حل الكنيست والتوجه الى الانتخابات

بقلم: الوف بن

بنيامين نتنياهو يقترب بسرعة نحو استلال سلاحه الناجع لمنع الازمات السياسية: حل الكنيست وتبكير موعد الانتخابات. هذه هي الورقة الوحيدة التي بقيت له من اجل تحقيق الاهداف المستعجلة: وقف اطلاق النار مع حماس، الذي يسمى في اسرائيل “صفقة المخطوفين”، ووقف قرار الحكم الذي يلوح في الافق في المحكمة العليا في اسرائيل، الذي سيلزم الحكومة بتجنيد الحريديين أو على الاقل اجازة قانون يلزمهم بالتجند.

رصاصة الرحمة على الائتلاف، “اليميني الخالص” اطلقها أمس القاضي نوعم سولبرغ، الذي يعتبر مؤشر اليمين في المحكمة العليا. استغراب سولبرغ حول حصة التجنيد بالحد الادنى، 3 آلاف شاب حريدي في السنة، لم يترك أي مجال للشك حول موقفه. “أنا خائب الأمل جدا من العدد… ليت هذا العدد كان ثلاثة اضعاف أو اربعة اضعاف”، قال في الجلسة. هكذا هو مس بنقطة الضعف الاكثر ايلاما لحكومة نتنياهو: دعمه لرفض تجنيد الحريديين في ذروة الحرب المستمرة، التي يقتل ويصاب فيها كل يوم جنود علمانيون وجنود يرتدون القبعة المنسوجة ودروز وبدو. اقوال سولبرغ الصحيحة التي عبرت عن الموقف السائد في اوساط فئات الجنود دوت امام صراخ “نموت ولا نتجند” لحريدي في قاعة المحكمة. وهي أيضا لم تسكت المتظاهرين في الجناح المقدسي الذين قدموا سابقة للاحتجاج العنيف الذي سيندلع اذا تم ارسال اوامر التجنيد الى المدارس الدينية.

الساحر السياسي نتنياهو لا يوجد لديه أي جواب على سؤال سولبرغ. يبدو أنه لا توجد صيغة محتملة لقانون يبقي الاحزاب الحريدية في الائتلاف، أي يبقي الاعفاء من التجنيد على حاله، وايضا تمويل المدارس الدينية التي اصبحت مدن لجوء من الخدمة في الجيش – في نفس الوقت تهدئة غضب الجمهور من تهرب الحريديين من الخدمة، الذي يتسرب عميقا الى قاعدة اليمين القومية المتطرفة لنتنياهو. بالتأكيد لن نجحوا في صياغة هذا القانون في ذروة الحرب، لأن الدورة الصيفية للكنيست آخذة في النفاد.

حل الكنيست سيدحرج مسألة تجنيد الحريديين الى السنة القادمة والحكومة القادمة وظروف أخرى. ايضا قضاة المحكمة العليا الاكثر نجاعة لن يتمكنوا من اجبار الحكومة الانتخابية التي تستعد للانتخابات على الدفع قدما بتشريع يغير الانظمة الاجتماعية التي سادت لسنوات. هكذا مرة اخرى يستطيع نتنياهو أن يحول قرار المحكمة العليا الى طبق طائر، الذي سيسقط بالضبط فوق القمامة التي رميت فيها قرارات المحكمة العليا السابقة في مسألة تجنيد الحريديين.

في تبكير موعد الانتخابات تكمن مكاسب سياسية اخرى لنتنياهو، على جانبي الخارطة السياسية. على خلفية الخلاف حول وقف اطلاق النار في الجنوب فان التهديدات المتزايدة من قبل شركائه في الائتلاف، من اليمين ومن اليسار، بالانسحاب من الحكومة – فانه يستطيع أن يحول ذلك الى اطباق طائرة. سموتريتش وبن غفير لن يتمكنا من اسقاط الحكومة الانتقالية التي ستصادق على صفقة بايدن – نتنياهو مع حماس. في المقابل، سيجد بني غانتس وغادي ايزنكوت صعوبة في التهرب منها اذا تبنت هذه الحكومة الاقتراح وطمحت الى اعادة المخطوفين.

وقف اطلاق النار في الجنوب هو حيوي بالاساس لمنع الاشتعال في الساحة الشمالية، يصعب الانفعال من بيانات الجيش الاسرائيلي بأن لواء غولاني يستعد لاحتلال جنوب لبنان، وأن سلاح الجو مستعد لتحويل بيروت الى “غزة 2″، وأنه حتى الآن قتل مئات الجنود والضباط من حزب الله في تبادل اطلاق النار (هذا العدد لا يعني أي شيء في ميزان الاستراتيجية). بعد ثمانية اشهر على القتال في القطاع، الذي لم يؤد الى هزيمة حماس، فان الروح القتالية التي بقيت في هيئة الاركان لفتح جبهة اخرى هي بحق تستحق التقدير. ولكن نتنياهو يدرك جيدا أنه لا يوجد للجيش أي اختراع لهزم حزب الله وأن حرب شاملة ضده ستؤدي الى دمار واسع  في التجمعات السكانية ومنشآت البنى التحتية والاقتصاد في اسرائيل. تدمير لبنان لن يفيد الاسرائيليين الذين اعزاءهم وبيوتهم ومصالحهم التجارية ستتدمر، مثلما أن الدمار في القرى اللبنانية خلف الحدود لا يعزي سكان الجليل الذين تم اخلاءهم.

في الوقت الذي توجد فيه اسرائيل في الحضيض من حيث مكانتها الدولية، مهددة بحظر تزويدها بالسلاح الامريكي، والقيادة العليا السياسية والامنية فيها تتشاجر فيما بينها، فان الحرب المبادر اليها والمدمرة في الشمال هي وصفة مؤكدة لكارثة وطنية، التي ستتقزم فظائع 7 اكتوبر مقارنة معها. لذلك، مطلوب وقف اطلاق النار لصالح التنظم واستقرار الجبهة في الجنوب وتحريك الجهود الدبلوماسية لبلورة هدنة مع حزب الله. واضح أن هذا الموقف سيعتبره اليمين المتحمس للمعركة انهزامية مهينة، وسيعرض للخطر نتنياهو في حملة التطويق من اليمين لبن غفير. ولكن هذا ثمن محتمل بالنسبة له مقابل الضغوط المتزايدة لبايدن من اجل انهاء الحرب في غزة.

إن حل الكنيست سيدحرج الى المستقبل ايضا المطالبة المتزايدة لتعيين لجنة تحقيق رسمية لفحص المذبحة في 7 اكتوبر وادارة الحرب. الحكومة الانتقالية يمكنها التغطية على التحقيق، وتبكير موعد الانتخابات في الاصل سيكون اعتراف من قبل نتنياهو وائتلاف الكارثة بأنه لا يمكن مواصلة الامور كالعادة. في هذا الوضع فان حبة الكرز على كعكة نتنياهو هي القوة كي يتهم باسقاط الحكومة كبش الفداء الثابت لليمين، أي المحكمة العليا. لو أنهم فقط سمحوا لي بتصفية جهاز القضاء، سيصرخ في الحملة الانتخابية، لكانت حكومة الجواهر ستواصل توزيع موارد البلاد على كل من يؤيدونها.

——————————————–

هآرتس 4/6/2024

طلاب إسرائيليون: يجب “إعادة تثقيف” أساتذتنا في الجامعات وإقالة كل من ينتقد الدولة

بقلم: أسرة التحرير

مشروع القانون الذي يعمل عليه اتحاد الطلاب القطري والذي يسعى للمس بكل محاضر يتجرأ على توجيه نقد لإسرائيل وسياستها، يدل على أن رؤساء الاتحاد فشلوا في فهم مبادئ الديمقراطية. وحسب كتاب بعث به الاتحاد لوزير التعليم يوآف كيش، فإن مشروع القانون المتبلور يطلب إلزام مؤسسات أكاديمية بإقالة “فورية” بدون تعويض، لأعضاء طاقم يعبر “بشكل يتضمن رفض وجود إسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية”. وإذا لم يطيعوا القانون، فسيقلص رئيس مجلس التعليم العالي ميزانياتهم.

تطوع الموقعون على المبادرة لشن هجمة على حرية التعبير والحرية الأكاديمية لفرض الرعب على أعضاء الطاقم في المؤسسات الأكاديمية ومنعهم من التعبير والبحث والعمل بموجب مبادئهم. في السنة الماضية، عارض رئيس اتحاد الطلاب، “الحنان في الهايمر”، أي إبداء احتجاجي ضد الانقلاب النظامي حتى بعد أن عبرت منظمات كبرى أخرى، من مركز الحكم المحلي وحتى الهستدروت، عن موقفها في هذا الشأن. وادعى بأن الاتحاد الذي يرأسه ليس سياسياً. أما الآن فقد أشيح القناع: انضم اتحاد الطلاب إلى محافل في الحكومة ومنظمات تنضوي تحت تأثيرها وتسعى لإقامة نظام كم أفواه في إسرائيل.

“في الهايمر” وشركاؤه هم كاريكاتير طلاب تحت أنظمة ظلامية يسعون لملاحقة “وإعادة تثقيف” محاضريهم. يدور الحديث عن مبادرة شوهاء تدل على وضع متهالك الذي يعيشه الوعي المدني للأعضاء في ما يشكل أحد المخزونات المركزية لزعماء الغد. فلئن كان ممثلو الاتحاد وهم على مقاعد الدراسية في جامعاتهم يسعون إلى كم الأفواه، فالأبدان تقشعر حين نفكر ماذا سيفعلون عند انخراطهم في منظومات الدولة والمجتمع.

مشروع القانون الشعبوي يترافق وحملة يافطات تحريضية تحت عنوان “فلنخرج الإرهاب من الأكاديميا”. “نحن هنا كي نقضي على الظاهرة”، يقسم المكارثيون الشبان. هذه كذبة إضافية: لا إرهاب ولا دعم للإرهاب في المؤسسات الأكاديمية؛ وإذا كان لا بدـ، فكثيرون في الأكاديمية اختاروا الصمت في ضوء الواقع. عن حق، شجبت لجنة رؤساء الجامعات أمس حملة الملاحقة التي يقودها اتحاد الطلاب. إحدى غايات الأكاديميا هو تشكيل ضمير أخلاقي إلى جانب البحث والتعليم. ليس صدفة أن تتعاطى حكومة نتنياهو مع التعليم العالي كتهديد متواصل يجب هزمه، مثل إسكات مؤسسات نقدية وهيئات مستقلة أخرى. لقد خان اتحاد الطلاب مهمته بانضمامه إلى حملة كم الأفواه.

لا نتوقع من ممثلي التفوق اليهودي في الكنيست إلقاء مشروع القانون، فيعيدوه إلى البيبيين الذين خرج منهم؛ والواجب على باقي الكتل العمل ككتلة واحدة لصده.

——————————————–

الاحتلال إذ يحذر من تحوّل المعركة مع الشباب الفلسطينيّ إلى شبكات التواصل الاجتماعيّ

نواف الزرو 4/6/2024

لا يختلف اثنان في هذه الايام على الاهمية الكبيرة والاستراتيجية لوسائل الاعلام في الحروب أو في المواجهات الحربية بكل اشكالها، وماكناتها الاعلامية والثقافية، فقد كتب المفكر الامريكي المعروف”ناعوم تشومسكي”: “ان الرؤية الاعلامية تسعى الى اختلاق وتزييف الوقائع والحقائق، وتسعى على نحو خاص الى تزييف التاريخ”.

واسرائيليا، كان نحمان شاي الإعلامي الإسرائيلي المعروف قد صرح في بداية انتفاضة الاقصى لصحيفة معاريف على سبيل المثال: “أن الإعلام ذاته هو ساحة الحرب ، وهو وسيلة غير عادية ، وإسرائيل تدير أمورها اليوم عبر ثلاث وسائل : الجهد العسكري ، والسياسي ، والإعلامي .. “وكان رعنان غيسين الناطق باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي شارون آنذاك اعلن “أن الحرب الإعلامية مع الفلسطينيين جزء من الحرب الدائرة “.

ومنذ السابع من اكتوبر اخذت “اسرائيل” تستحضر هذه المقولة في تصعيدها الابادي المخطط ضد الفلسطينيين، فاطلقت العنان لاعلامها ومتحدثيها في الخارجية الاسرائيلية وغيرها لتهيئة الاجواء والمناخات السيكولوجية /النفسية الاسرائيلية والعربية والدولية لإجراءت وخطوات قادمة تستهدف ليس فقط استكمال مخطط الابادة، وانما ايضا ضم وتهويد ما تبقى من الارض الفلسطينية المحتلة….؟!

اسرائيليا ايضا قالت صحيفة يديعوت احرونوت العبرية “ان دافِعْ الشباب الفلسطينيّ للقتال ضدّ الجانب الإسرائيليّ آخذ في الازدياد، ولا يبدو أنّ أيّ شيءٍ في الأفق السياسيّ أوْ الأمنيّ يُمكِنْ أنْ يُغيِّر هذا الاتجاه”، وفي الوقت نفسه حذّرت مصادر أمنية وسياسية اسرائيلية من “تحوّل المعركة مع الشباب الفلسطينيّ إلى شبكات التواصل الاجتماعيّ”، لافتةً إلى “عجز جهاز الأمن العّام (الشاباك) عن ملاحقة جميع الشباب الفلسطينيين، الذين يستخدمون الوسائط الاجتماعيّة لبثّ الرسائل والقيام بنشر موادٍ تصفها إسرائيل بالتحريضيّة”.

وهنا بيت القصيد، ولذلك نقترح ونطالب دائما وبالحاح متزايد اليوم قبل غدا، تشكيل جبهة اعلامية ثقافية تعبوية من نخبة الكتاب والاعلاميين والمثقفين في مواجهة جبهة التطبيع والاستسلام المعززة بدول ودوائر تعمل على مدار الساعة من اجل تمرير وتسويق التطبيع على الامة….!

——————انتهت النشرة—————-