إسرائيل تستعد لإعلان هزيمة كتائب القسام رغم تشكيك العسكريين

قالت هيئة البث العبرية إن حكومة الاحتلال الإسرائيلي تستعد للإعلان قريباً عن هزيمة كتائب القسام، الذراع العسكرية لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، بعد انتهاء معركة رفح جنوب قطاع غزة، رغم تصريحات العديد من القادة العسكريين السابقين في دولة الاحتلال عن استحالة هزيمة حماس.

ووفقاً لهيئة البث، يأتي الإعلان الإسرائيلي المتوقع وسط احتمالات توسيع المواجهة العسكرية مع حزب الله في جنوب لبنان. وأضافت الهيئة أن القيادات الأمنية والعسكرية في دولة الاحتلال بدأت تتحدث مؤخراً عن تقدم مهم في طريق هزيمة الجناح العسكري لحماس في رفح، لكن الأمر بحاجة لعمليات إضافية.

ونقلت الهيئة عن مصادر في جيش الاحتلال الإسرائيلي قولها إن “اثنتين من كتائب حماس في رفح باتتا في وضع صعب وعلى وشك الهزيمة، وإن اثنتين أخريين يوصف وضعهما بالمتوسط”. ومع ذلك، أشارت الهيئة إلى أن الذراع العسكرية لحماس قادرة على ترميم نفسها، بل وبدأت بالفعل في عملية الترميم.

وأكدت هيئة البث أن جيش الاحتلال الإسرائيلي سيستمر في تنفيذ عمليات عسكرية في قطاع غزة بطريقة مختلفة، ضمن ما يسمى بالخطة “ج”.

تشكيك عسكري واسع

يأتي الحديث عن هزيمة القسام مخالفاً لكثير من التحليلات العسكرية الإسرائيلية التي تحدثت عن صعوبة القضاء على حركة حماس. إذ صرح المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي دانيال هاغاري بأن الحديث عن تدمير حماس هو مجرد ذر للرماد في عيون “الإسرائيليين”، مشيراً إلى أنه طالما لم تجد حكومة نتنياهو بديلاً لحماس، فالحركة ستبقى. ووصف هاغاري، في مقابلة مع القناة الـ13 العبرية، حركة حماس بالفكرة المغروسة في قلوب الناس التي لا يمكن إخفاؤها.

من جانبه، أقر جنرال سابق في جيش الاحتلال الإسرائيلي بهزيمة “الجيش” أمام المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، محذراً من عجز “إسرائيل” عن خوض “حرب إقليمية محتملة في المنطقة”، في ظل التصعيد الجاري مع حزب الله في لبنان، ورفض رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو صفقة تبادل الأسرى مع حركة حماس.

وفي مقال له بصحيفة “معاريف”، قال جنرال الاحتياط إسحاق بريك إن “إسرائيل خسرت الحرب في جبهة غزة مع حركة حماس، ويرجع ذلك جزئياً إلى تآكل جيشنا البري حتى العظم خلال السنوات الـ20 الماضية”.

بدورها، قالت صحيفة “هآرتس” إن قيادات أمنية وعسكرية ومسؤولين في دولة الاحتلال انتقدوا في اجتماعات مغلقة عدم وجود إستراتيجية سياسية لإنهاء الحرب في غزة. وأكدت الصحيفة أن المسؤولين انتقدوا مطلب إسقاط حكم حماس وتدمير قدراتها الذي جرى صياغته وسط الضغط من دون تقديم أهداف واقعية.

حصيلة الحرب المدمرة

منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تشن “إسرائيل” حرباً مدمرة على غزة بدعم أميركي مطلق، خلفت أكثر من 123 ألف شهيد وجريح فلسطيني، مما أدخل تل أبيب في عزلة دولية، وتسبب في ملاحقتها قضائياً أمام محكمة العدل الدولية.

وتواصل دولة الاحتلال حربها رغم قرارين من مجلس الأمن الدولي بوقفها فوراً، وأوامر محكمة العدل الدولية بإنهاء اجتياح رفح، واتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال “إبادة جماعية”، وتحسين الوضع الإنساني المزري في غزة.