معركة كسر العظم ….

مجريات الحرب في غزه تشير الى ان الخارطه السياسيه في اسرائيل مركبه وتنحو نحو اليمين ولذلك تعجز المعارضه عن التكتل ضد نتنياهو وبلورة زخم قادر على احداث التغيير المنشود للخلاص من الورطه المتشعبه .تفسير ذلك يكمن في ان المجتمع الاسرائيلي هو بطبعه مجتمع فاشي يميني وذلك يتمظهر في ازدواجيته الصارخه فمن ناحيه يعبرون شعاراتيا عن معارضتهم لنهج نتنياهو وكتلته وداخليا بالاعماق يوجد لديهم رضى من معركة كسر العظم المتوحشه والاباده الجماعيه التي يبطش من خلالها بالقطاع ويستفرد فيه امام مراى العالم ومسمعه . الاسرائيليون يشعرون في دخيلتهم بالرضى من هذا النهج الانتقامي التحطيمي للغزاويين والضفاويين لانه يعيد لهم بعضا من كرامتهم المكلومه وامانهم المفقود وفردوسهم الوهمي المصطنع في بلاد السمن والعسل المختاره بسبب صدمة اكتوبر وحرب حزب الله ضدهم التي تؤكد لهم ضعفهم وعجزهم الموصوف. .

اي انهم راضون في دخيلتهم عن المشاهد الفظيعه التي تشبع غرائزهم ولكنهم يرفعون شعارات اخلاقيه مضاده للنهج النتنياهوي . من يرغب فعلا باستعادة مخطوفيه وجنوده يتوجب علبه ان يتبع نهجا تصعيديا في الشارع وازنا وهذا ما لا نراه فعلا . لطالما كان المجتمع الصهيوني يتغنى يقيمة افراده العليا وفي السابق كانت الدنيا تقوم ولا تقعد عندما تمس شعرة من راس افراده وللتاكيد نذكر بان اسرائيل كانت قد شنت حربا تدميريه شامله ضد لبنان في ٢٠٠٦ بسبب اسر اثنين فقط من جنوده اما اليوم فهاهي تعجز عن مقاومة النهج الحربي المتهور الذي يفرط بارواح اكثر من ١٠٠ منهم لا بل ويقوم بقتلهم بيديه بقانون هنيبال بلا مبالاة واضحه .

كلهم يعرفون ان نتنياهو يشخصن الحرب ويورطهم في مستنقع غزه الذي يحصد ارواح جنودهم الكثيره ويفرط بسكان غلاف غزه وغلاف لبنان المهجرين بلا امل او مخرج واضح مامون .

معركة كسر العظم في غزه والتفريط في لبنان ترضي نفوسهم الانتقاميه الاستعلائيه الاستعماريه . هي ازدواجية مرضيه وثنائية عاجزه .

غانتس وايزنكوت انسحبا من مجلس الحرب وانضما للمعارضه ولكن الفارق غير ملموس على الارض ووزير الدفاع غالانت المتبجح يعارض ببهلوانيته الشهيره نهج نتنياهو الذي يرفع شعار النصر الحتمي لكنهم جميعا يطلقون شعارات تعزز نهج نتنياهو وتؤيده في واقع الامر .

 

نتنياهو اذا يدرك بمكره الاناني ان العالم الرسمي والعربي الرجعي وان مجتمعه يعارضه لفظيا لكنه يرغب في انتصاره ويامل ان يؤدي الى قطف راس السنوار وصحبه .

فان انتصر سيكسبون معه وان خسر فسيحمولنه المسؤوليه كاملة . لسان حال نتنياهو يقول عارضوا وطبلوا وزمروا ولكن اتركوني اقوم بما عزمت علبه : مواصلة الحرب واللعب بلعبة التفاوض الفارغه لكسب الوقت وشد الخيوط . هو كما يصرح لا يكترث بالمجتمع الدولي ومنظماته المجعجعه وبحراكه الشعبي الملفت ولا يكترث بشعارات العرب الزائفه ولا بمظاهرات الشارع الداخلي .

مجزرة محاولة اغتيال الضيف المروعه والتمرجل على المدنيين ، تدل على انه يستميت لنصر مزعوم ولو رمزيا للتلويح به امام العالم الغربي وامام مجتمعه العاجز والظهور بمظهر البطل المنتصر الذي لا يلين دفاعا عن شعبه وتضخيمه وكانه نصر استراتيجي .

كل المحللين بما فيهم الصهاينه يجمعون على ان اسرائيل في مازق استراتيجي ومستنقع مركب وان نتنياهو يجرهم نحو ورطة اعادة احتلال غزه والى طريق مسدود لا مخرج منه الا التسليم بالهزبمه على غرار احتلال جنوب بلبنان وغزه التي خرجوا منها يجرجرون اذيال الخيبه تاركين اذنابهم وراءهم ……

الاحتلال يحاول تعويض عجزه في لبنان وغزه من خلال المزيد من البطش الوحشي واستخدام اسلحة فتاكه حارقه لكي الوعي واحداث صدمه نفسيه والتسبب في انقلاب البيئه الغزاويه الحاضنه ومن خلال البطش والاستفراد في الضفه بتغطية وتواطؤ من السلطه الانتهازيه التي ترقص على دماء شعبها .

 

نتنياهو يعيش حالة من الخيال والوهم باحراز النصر ويحلم بالصمود في حرب كسر العظم وصولا الى حقبة ترامب اليميني وصديقه الصدوق .

هو يعتقد ان وصول ترامب سيشكل انقلابا في الموازين والمجريات قد يخرجه من مازقه المركب متعدد الجبهات .

عميقا في دخيلته يعرف انه مهزوم ، لكنه يكابر بغطرسته المعهوده . دلائل الهزيمه تظهر في عجزه عن هزيمة ثلة من الفدائيين رغم مرور تسعة اشهر طوال ويعجز عن هزيمة حزب الله في الشمال ويعجز عن اطفاء جذوة المقاومه في المخيمات في الضفه رغم تعاون السلطه وتنسيقها الامني معه وتظهر ايضا في عدم وجود مخرج الا قبول الصفقه ببصمة حمساويه مقاومه واضحه للجميع وتظهر في عدد قتلاه الذين يجبن عن الاعتراف باعدادهم الكبيره في غزه وفي جبهة لبنان .

اعادة اجترار الاحتلال في غزه كما هو مسار الحرب اليوم ، لا يمكن ان تكون نصرا باي شكل وانما تاجيلا مهما طال امده للاعتراف بالهزيمه المدويه الاتيه لا محاله . الاحتلال في القطاع المنكوب ورطه انسانيه وقانونيه وسياسيه ومصيدة عسكريه دمويه مهما بلغ بطشه وترسانته العاجزه .

كتب …محمد الصفدي