خربشات سياسية / محمد علان دراغمة

أعتقد أن الحوثيين كانوا على قناعة مطلقة أن الرد الإسرائيلي سيكون قوياً على المسيرة التي ضربت تل أبيب ليلة الخميس/الجمعة. تل أبيب بالنسبة لدولة الاحتلال ليست كأي مدينة أخرى، فقد تعرضت إيلات لضرب مسيرات، وكذلك شمال فلسطين، ومواقع إسرائيلية حساسة، ولم يكن رد إسرائيلي خارجاً عن المألوف.

رغم ذلك، أطلق الحوثيون المسيرة محققين مجموعة من الأهداف. أولها السقوط المدوي لمنظومات دفاعات جوية متعددة الدوائر، أمريكية وعربية وإسرائيلية، والتأكيد على تآكل نظرية الردع الإسرائيلية، ومؤكدة مرة أخرى وبقوة على نظرية وحدة الساحات. رغم شدة وقساوة الرد الإسرائيلي على الأراضي اليمنية، لن تتمكن دولة الاحتلال الإسرائيلي بعدوانها على اليمن من مسح أهداف المسيرة اليمنية التي تحققت، والأيام القادمة ستكون حبلى بالمفاجآت ربما على مستوى الإقليم.

الجيش الإسرائيلي أطلق اسم “اليد الطويلة” على العملية العسكرية التي قصف فيها سلاح الجو الإسرائيلي ميناء الحديدة رداً على المسيرة التي قصفت تل أبيب ليلة الخميس/الجمعة. الساعة 20:30 هبطت آخر الطائرات الإسرائيلية التي قصفت ميناء الحديدة اليمني، الطائرات الإسرائيلية قطعت مسافة 3400 كم، وهو الهدف الأبعد الذي يُقصف في تاريخ دولة الاحتلال الإسرائيلي.

حسب “يديعوت أحرنوت”، عشرات الطائرات من أنواع مختلفة شاركت في العملية، منها F35، وطائرات من نوع “رام”، وطائرات بوينغ 707 عمرها قرابة 50 عاماً، والتي كانت مسؤولة عن تزويد الوقود في الجو. التدريب على عملية كهذه كان قبل حوالي الشهر والنصف في اليونان وبالشراكة مع الجيش اليوناني، والتدريب كان على خلفية الحرب في غزة والمواجهات في الشمال من أجل الحفاظ على جاهزية الجيش الإسرائيلي في قصف ما يُعرف بدول “الدائرة الثالثة”.

الجيش الإسرائيلي جمع معلومات عن الأهداف في اليمن من الأيام الأولى للحرب، وتعليمات نتنياهو للجيش بالاستعداد لعملية عسكرية ضد اليمن أعطيت من يوم الجمعة، ساعات بعد المسيرة التي ضربت تل أبيب.

**ترجمة: محمد علان دراغمة**