برنامج دكتوراة علم الحاسوب في جامعة بيرزيت.. الأول في فلسطين

جامعة بيرزيت التي عودتنا على كل ما هو مميز واستثنائي، تفتتح أول برنامجَ دكتوراة في علم الحاسوب في فلسطين، إدراكا من الجامعة لأهمية التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي.

يوفر البرنامج منح دراسية كاملة تشمل إعفاء كامل من الرسوم وراتب سنوي قدره 4000 دينار، أو نصف منحة وتشمل اعفاء من نصف الرسوم وراتب سنوي 2000 دينار، على ان يكون الملتحقين جزءا من الكادر الأكاديمي لتدريس طلبة البكالوريوس خلال فترة المنحة.

وحول ذلك، قال مدير برنامج الدكتوراة في علم الحاسوب بجامعة بيرزيت، د. مصطفى جرار لوطن إن “هناك معايير ومتطلبات لاختيار طلبة البرنامج بدقة، والذي يتم من خلال عدد من العلماء المرموقين الذين يشرفون على البرنامج، وبموجبه يتم تبني الطلبة على مدار ثلاث إلى أربع سنوات، يتلقى خلالها الطلبة قرابة 10 ساعات تدريبية مكثفة أسبوعياً، كما يشرف العلماء على كل تفاصيل أبحاثهم والجوانب المهنية ومتابعتهم بعد التخرج وفق متطلبات البرنامج.

وأضاف أن أساتذة وعلماء في الجامعة، وعلماء في المهجر وعدد من الأساتذة الجامعيين من جامعات عالمية متواجدين في لجنة إدارة البرنامج والتدريس والإشراف على كل التفاصيل.

وحول شروط القبول والمسارات والخطة الأكاديمية الخاصة بهذا البرنامج أوضح جرار أن هناك مسارين فيه وهما الذكاء الاصطناعي متشعباً ومفتوحاً وتتداخل فيه الإنسانيات واللغويات وعلم الاجتماع وغيرها، والمسار الآخر هو هندسة الأنظمة المتعلقة بأمن المعلومات، موضحاً أن “ما يميّز هذا البرنامج في بيرزيت هو أن الطالب يبدأ بالمساقات التدريسية والبحثية منذ اليوم الأول لالتحاقه به، في ظل وجود 6 مساقات تدريسية و4 مساقات بحثية إضافة إلى أطروحة الدكتوراة” .

وأكد جرار على أن البرنامج متاحاً للجميع، فلا يشترط ما هو تخصصك الجامعي أو الماجستير، وبالتالي هو يمثل فرصة للانضمام إليه، موضحاً “ما هو مطلوب عدداً من المواد الاستدراكية، يدرسها المسجل للبرنامج مع طلبة البكالوريوس ويمكنه إنجازها حسب قدراته الشخصية ومهارته وخبراته العلمية”.

وأضاف أن “هناك شرطا وزاريا متعلقا بأن يكون الطالب حاملا لدرجة الماجستير، مع تطلعنا لعدم جدوى هذا الشرط وخاصة أن الجامعات في أوروبا وأمريكا باتت تحول الطلبة من البكالوريوس إلى الدكتوراة مباشرة في ظل تقليص عدد الكورسات والتوجه لدمج بين الماجستير والدكتوراة”.

كما قال طالب الدكتوراة في علم الحاسوب، أحمد صباح لـوطن، إنه كان يبحث عن فرص بالجامعات خارج فلسطين، للالتحاق ببرامج الدكتوراة في هذا المجال، لكن بعد افتتاح جامعة بيرزيت هذا البرنامج لم يتوانى لحظة في التسجيل به.

وعبّر عن امتنانه وشكره لجامعة بيرزيت كونها توفر منحاً وراتباً وامتيازات خلال سنوات دراسة هذا البرنامج، مشدداً على أنه “سيبقى ببلده ولم يضطر للهجرة للبحث عن فرصة خارجية، وبذات الوقت وجود برامج أكاديمية في جامعة بيرزيت منافسة للجامعات العالمية” .

ويشمل البرنامج خطة تضم 6 مساقات دراسية، و4 أخرى بحثية، وأطروحة نهائية، بالإضافة إلى شروط ومعايير محددة لقبول الطلبة الملتحقين بالبرنامج.

من جانبها قالت الباحثة في علم الحاسوب، لينا دعيبس لوطن، إن “برنامج الدكتوراة في علم الحاسوب أتاح لي التقدم لجائزة أفضل ورقة بحثية في مؤتمر الذكاء الاصطناعي لحوسبة اللغة في تايلند، وبالفعل فزت بها”.

وتابعت: “البرنامج يوقع اتفاقيات ومذكرات مع مختلف جامعات العالم من أجل تنظيم الزيارات الأكاديمية، الأمر الذي يشجع الطلبة ويحفزهم، إضافةً إلى إتاحة الفرصة والمجال لهم في تبادل الخبرات والتجارب” .

كما قالت الباحثة في علم الحاسوب، تيماء حمودة، لوطن، إنها عملت على إعداد 8 ورقات بحثية مختصة بالذكاء الاصطناعي وعلم الحاسوب، مؤكدةً على أن “الأبحاث هذه تخدم القضية الفلسطينية سواء بشكل مباشر، أو غير مباشر، فكل يخدم قضيته من موقعه” .

وتسعى جامعة بيرزيت من خلال طرحها برنامج الدكتوراة في علم الحاسوب إلى إغناء الباحثين الفلسطينيين بمعرفة متقدمة وتنافسية في مجال علم الحاسوب، وتزويدهم بمهارات البحث العلمي بالاعتماد على التكنولوجيا الحديثة، إضافةً إلى إعداد خريجين قادرين على تطوير حلول جديدة ومبتكرة في مجالي الذكاء الاصطناعي وأنظمة البرمجيات، وكذلك تطوير حلول وتطبيقات إلكترونية جديدة.