هل رفعت الأقلام وجفت الصحف؟

كتب …عبد الرحمن حسن غانم

باحث وكاتب، مسؤول المنتدى الأكاديمي الديمقراطي

ينتظر الفلسطينيون في قطاع غزة نتائج المفاوضات المنعقدة في العاصمة القطرية الدوحة 15 _ 16/ 8 / 2024، حيث انهم يرون انها الفرصة الأخيرة للجميع وانه في حال فشلها سوف تستمر الحرب لوقت طويل، يرى الفلسطيني الغزاوي البسيط ان القدرة على التحمل والصمود أصبحت تكاد معدومة فهو منهك وغير قادر على تلبية احتياجاته في ظل الاغلاق وعدم دخول المواد الأساسية من دواء وغذاء ومواد تنظيف في ظل انتشار الأمراض التي لها علاقة بالتغذية والنظافة، وعدم وجود مقومات صمود توفرها لهم الجبهة الداخلية بجميع مكوناتها.

من مقومات صمود المواطن الغزاوي ورقة واحدة كانت تمده دوما بالقوة والثبات هي ورقة الأسرى الاسرائليين، وفي ظل تقلص عدد الأحياء منهم وعدم اهتمام الجيش الإسرائيلي بهم من خلال قصفهم وقتلهم بالرصاص تحت مبرر عن طريق الخطأ او انهم كانو يظنون انهم مخربين وعدم الاهتمام بمطالبات عائلاتهم بعقد صفقة والموافقة على شروط المقاومة الفلسطينية، أصبحت هذه الورقة باعتقاد الغالبية انها غير مجديه.

المتتبع لجولات المفاوضات يرى في الفترة الأولى وحتى إعلان الهدنه في شهر 11/2023، كان المفاوض الفلسطيني يفرض بنودة التي لم تتغير بقوة وكان هناك تجاوب من خلال وضع الحلول التي تنسجم مع شروط المقاومة وتلبي في نفس الوقت رفض الاحتلال لها من خلال وضع نقاط تفتيش لعودة النازحين على سبيل المثال، لكن باعتقادي ان هذا الوقت وهذه الجولة بالذات لا خيار سوى القبول بأقل القليل بحيث لا يوجد أي أوراق ضغط بيد المقاومة سوى الذهاب لحرب شاملة اقليميا وهذا الامر ليس بيدها.

يعتقد البعض ان بارتباطة باجندات اقليمية ودولية سوف يحصن نفسه ويكون قادر على الصمود والمواجهه بمعزل عن الوحدة الوطنية وانه قادر من خلال ارتباطه باجندات خارجية على الصمود وحدة، لكن هذا الاعتقاد تبين انه فاشل ويعمل على استمرار الانقسام ولا يخدم سوى الأجندة فقط ولا يعود على الشعب الفلسطيني باي منفعة.

لا فرصه لدينا سوى هذه الفرصة التي نعمل من خلالها على حقن ما تبقى من دماء لا حول لها ولا قوة وإنجاز المصالحة وتفعيل مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية وتشكيل حكومة وحدة وطنية تعمل على التحضير لانتخابات رئاسة وتشريعية ومجلس وطني ظمن برنامج وطني جامع يمثل الكل الفلسطيني دون ذلك تكون رفعت الأقلام وجفت الصحف.