فيديو وصور…غداة هجوم المستوطنين الإرهابي على جيت .. شهادات خاصة من بلدة جيت

وفقا لشهادات الأهالي، فإن الهجوم استمر أكثر من ساعة ونصف فيما لم يصل الجيش إلا بعد قتل شاب وإصابة آخر بجراح خطيرة. كان المستوطنون المسلحون يقفون على الطريق الرئيس بعد الهجوم قرب نقطة حراسة للجيش.

غداة هجوم المستوطنين الإرهابي.. شهادات خاصة لـ

بعد أن بدأت الشمس بالغروب في قرية جيت شرق قلقيلية بالضفة الغربية المحتلة، وحينما كان يسود الهدوء البلدة صدحت مكبرات الصوت في المساجد لتدعو أهالي القرية إلى الدفاع عن منازلهم وعائلاتهم إثر اقتحام حوالي 100 مستوطن من المستوطنات الجاثمة على أراضي الفلسطينيين، وهم مقنعون ويرتدون قمصانًا سوداء ومسلحين ببنادق “إم 16” ومسدسات وعصي وحجارة.

وذعر أهالي القرية في البداية وتحصنوا في منازلهم لحماية عائلاتهم عندما بدأ المستوطنون هجومهم الإرهابي على القرية. كل مجموعة من المستوطنين تحركت باحترافية منظمة، كما روى الأهالي في حديث لـهم ؛ وقال حسن عرمان وهو شاب أحرقت سيارته واقتحم المستوطنون ساحة منزله: “كان هذا الهجوم كأنه مهمة مخططة بعناية دقيقة”.

انتشرت رائحة الدخان والبلاستيك المحترق بسرعة في أجواء القرية، بينما امتدت ألسنة اللهب إلى بعض الحقول المجاورة حتى أن الرائحة ظلت موجودة لساعات بعد ذلك. في وقت الاقتحام قامت بعض المجموعات من المستوطنين بتحطيم نوافذ السيارات والمنازل باستخدام قضبان حديدية ثقيلة، فيما قامت مجموعات أخرى مزودة بمواد قابلة للاشتعال بحرق ما في طريقها وكأنهم جيش منظم.

وأظهر تحقيق أولي لأجهزة الأمن الإسرائيلية، أن جنودا من قوات الاحتياط وعناصر من “الفرق المتأهبة” تواجدوا إلى جانب المستوطنين أثناء الهجوم وكانوا شاهدين على ذلك منذ البداية غير أنهم لم يقوموا بتوقيفهم؛ حسبما أورد موقع “هآرتس” الإلكتروني مساء الجمعة.

وقالت والدة الشهيد رشيد، إيمان سدة،بعد استشهاد ابنها برصاص المستوطنين “قبل أسبوعين فقط أخبرني بأنه يرغب في الزواج ويريد بدء حياة جديدة، وطلب مني أن نبدأ في تجهيز المنزل، لكنه لم يحظ بفرصته وأخذوه مني فجأة”.

وأضافت “رشيد لم يكن مجرد ابن وحسب إنما كان صديقا مقربا، حيث كان يساعدني في كل شيء ويهتم بي دائما، وكنا نتحدث بشكل مستمر ونتشارك في كل شيء وعلاقتنا تجاوزت علاقة الأم بابنها”.

وشددت والدة الشهيد على أن “رشيد لا يختلف عن باقي الفلسطينيين وأهالي غزة الذين يقتلون يوميا. كان يحب الحواسيب وعمل في متجر بنابلس لكسب رزقه وكان لديه العديد من الاحلام التي لم تتحقق. نحن مشروع شهادة وأحمد الله على كل شيء”.

وذكر د. إبراهيم سدة الذي أحرقت مركباته وجزءا من منزله،، أن “المشهد كان مرعبا. نزلنا حفاة للدفاع عن منزلنا ولم يكن لدينا خيار آخر، كنا نعلم أننا إما سنموت أو ندافع عن منازلنا وعائلاتنا التي تواجدت في المنزل وقتها، فقد احترقت 3 سيارات بالكامل لدي وحاولوا حرق المنزل، تركوا وراءهم هياكل متفحمة وأكواما من الرماد”.

ويستذكر الهجوم بالقول إن “الحجارة وزجاجات المولوتوف كانت تطير بكثافة في الهواء، وفوق كل ذلك كانوا يطلقون الرصاص بلا توقف. سمعنا فقط أصوات تحطم زجاج نوافذ المنازل والسيارات ثم خرجنا وكان هناك ذهول تام ورأينا نحو 100 مستوطن”.

وتابع “بعد ذلك بدأنا بإطفاء الحرائق في المنازل والسيارات، ثم عاد المستوطنون مع تعزيزات وأسلحة. الناس الذين سمعوا عن المستوطنين اختبأوا بالقرب من بساتين الزيتون عندما بدأوا بإطلاق النار بالذخيرة الحية بالقرب من منزلي. لم نكن نعلم ما يجب علينا فعله وقد دافعنا عن منازلنا بأجسادنا، حيث دخلوا ساحة المنزل وتواجهنا معهم بالأيدي وكان ذلك خطيرا جدا وكان يمكن أن يكون الأمر أسوأ بكثير”.

وبحسب شهادات الأهالي ، فإن المستوطنين كانوا مسلحين ببنادق “إم 16” ومسدسات، وحاصروا القرية من جهة مستوطنة “غلعاد” بينما كانوا يطلقون الغاز المسيل للدموع ويعيثون الخراب في كل مكان وصلوا إليه.

وقال سامر عرمان ، إنه “لو لم نقف بأجسادنا لكانوا دخلوا عمق القرية وكانت ستكون الأضرار أكبر بكثير. كانت عشرات من أظرف الرصاص من بنادق ’إم 16’ متناثرة في الشوارع بموقع الأحداث، وهي شاهدة على الجريمة بالإضافة إلى أن الخراب طال كل مكان في الحي”.

ووفقا لشهادات الأهالي، فإن الهجوم استمر أكثر من ساعة ونصف فيما لم يصل الجيش إلا بعد قتل شاب وإصابة آخر بجراح خطيرة. كان المستوطنون المسلحون يقفون على الطريق الرئيس بعد الهجوم قرب نقطة حراسة للجيش.

وذكر عرمان “كانوا كأنهم جزءا من الجيش الذي ضمن لهم اقتحام القرية دون إشكالية وقام بحمايتهم لينفذوا الدمار والعنف دون أي إعاقة، لو لم يكن لديهم غطاء سياسي وعسكري لما تجرأوا على ذلك”.

وبعد مرور يوم على الهجوم، ما زالت القرية بأكملها في حالة صدمة حيث سار الأهالي في أرجائها وهم يتفقدون الدمار الذي خلفه الهجوم، كما أن جزءا كبيرا ظلوا طوال الليل دون نوم، ومنهم من تساءلوا حول المستقبل المجهول ومن يحميهم إن قرر المستوطنين مهاجمة البلدة مرة أخرى.

وذكر عم الشهيد رشيد، مهند سدة،، أن “الجيش جاء في النهاية ليس من أجل حمايتنا إنما لحماية المستوطنين الإرهابيين، إذ أنه عندما قتل شاب منا وصلت قوات الجيش. هناك خوف كبير من إمكانية تكرار مثل هذا الهجوم، والخوف يسيطر على كل زاوية بالقرية لأنه لا يوجد أحد يوفر لنا الحماية”.

وتابع “نحن لا نستطيع حمل السلاح ولا نستطيع تشكيل مجموعات حراسة، إذ أننا نعيش في الحي الذي وقع في الهجوم ونفكر في وضع كلاب على مداخل كل بيت ربما تكون هذه وسيلة ردعهم في البداية، علمًا أننا نعيش في قرية هادئة وهذه المرة الأولى التي يقع فيها هجوما كهذا، حيث كانت هناك مواجهات في الماضي ولكن دون عنف”.

وأوضح سدة “نحن مسالمين ولا نريد عنفا، ولكن أقول لك إذا استمر هذا الأمر وتكرر فإنه سيدفع الشباب إلى استخدام العنف والسلاح، وسنكون نحن وهم الخاسرون”.

وأثنى بسام جيتاوي في حديثه ، على أن “مثل هذه الأحداث من الممكن أن تدفع إلى تشكيل مجموعة مسلحة بالقرية”، وتساءل “إلى متى يمكننا تحمل هذا العنف؟ إذا تكرر واستمر ولم يعاقب أحد الإرهابيين، فسيؤدي ذلك إلى تصعيد لن يكون لدينا نحن في القرية سيطرة عليه، وخصوصا أننا ليس لدينا جهة توفر لنا الحماية من المستوطنين. سيؤدي ذلك إلى تسلح الشباب وسنشهد فوضى هنا”.

أما حسن عمران الذي تضررت مركبته ومنزله وهو في الجهة الأمامية للحي الذي اقتحمه المستوطنون، فذكر : “كنا في المنزل عند نحو الساعة 19:30، حيث فوجئنا برؤية نحو 100 مستوطن يقتحمون الحي وهم يرتدون زيا موحدا ومقنعين وبحوزتهم أسلحة ومولوتوف وعصي وقضبان حديدية ومواد قابلة للاشتعال”.

وأضاف أنه “جاؤوا مع خطة منظمة جيدا، فقد رأيت كيف تقسموا إلى مجموعات وكل منها كانت مسؤولة عن مهمة معينة، منها قامت بتكسير النوافذ وأخرى ألقت زجاجات المولوتوف والبقية ألقت الحجارة بينما المجموعة المسلحة كانت تحميهم”.

وأشار عمران إلى أنه “يبدو أنهم تدربوا على ذلك، فقد بدوا مثل أشخاص موجهين ويتلقون تدريبا على خطتهم، حيث دمروا كل شيء في طريقهم وكسروا وأحرقوا سياراتنا ثم حاولوا اقتحام منازلنا بوجود النساء والأطفال”.

وختم بالقول “واجهتهم لوحدي مدة ربع ساعة عندما اقتحموا المنزل، كان الأمر أشبه بالدخول بين الحياة والموت من أجل إخراجهم، وبعد المواجهات أطلقوا النار علينا ثم انتقلوا إلى الحي المجاور وقد استمر ذلك حوالي ساعة ونصف. لقد جاؤوا بهدف القتل والتدمير ونشر الدمار”.

المصدر: عرب 48