فلسطيني

إسراء جعابيص: حروق على الجسد وأوسمة شرف على الروح

المسار الإخباري :إسراء جعابيص، المرأة التي تحوَّلت حروقها إلى أوسمة شرف، صمدت أمام قسوة الاحتلال الإسرائيلي وأظهرت للعالم أن الإرادة أقوى من كل الألم. بعد 8 سنوات من الاعتقال في سجون الاحتلال، انتزعت إسراء حريتها في صفقة تبادل الأسرى في 25 نوفمبر 2023، لتبدأ من جديد رحلتها مع الألم والأمل.

عُرفت إسراء بتحديها لظروف الحياة القاسية، بعد أن أصيبت بجروح بالغة نتيجة انفجار أسطوانة غاز في سيارتها أثناء وجودها بالقرب من حاجز “الزعيم” في 11 أكتوبر 2015. هذا الانفجار أدى إلى فقدانها يديها وتشوه وجهها، لكن أكثر ما آلمها كان معاملة الاحتلال لها، حيث مُنعت من العلاج وتركها مكبلة تحت النيران لساعات طويلة.

لكن إسراء التي نُسجت حياتها من مزيج من الصمود والآلام، لم تستسلم، بل تحولت معاناتها إلى مصدر قوة. في حديثها عن تجربتها في السجون، قالت: “كنتُ أتعامل مع تهديدات متواصلة، ولكن قوتي جاءت من داخلي، من والدي الذي علمني أن أكون جريئة في الحق”. ورغم الإهمال الطبي والتهديدات المتواصلة، بقيت إسراء مؤمنة بقضيتها، وكتبت ورسمت لتخرج من عزلتها وتواصل نضالها من خلف القضبان.

“موجوع”، هو كتاب إسراء الذي يعكس معاناتها ويصف تجربتها في السجن، إذ كان القلم بالنسبة لها نافذة نحو الحرية، وأداة للتعبير عن الألم والأمل. كما كانت رسوماتها، التي تضمن وجه شجرة تحاكي حياتها في السجن، بمثابة رسالة للعالم عن قوة الإرادة والتمسك بالأمل.

اليوم، إسراء لم تعد مجرد أسيرة فلسطينية، بل هي رمز من رموز المقاومة والحرية، تبث الأمل في قلب كل فلسطيني وعربي.