نقص قطع الغيار وارتفاع أسعارها.. مُعضلة جديدة تلاحق سائقي غزة

تتفاقم معاناة الغزيين يوماً بعد آخر، فإلى جانب حرب الإبادة الجماعية التي ترتكبها “إسرائيل”، منذ الـ 7 من أكتوبر 2023، تزداد معاناة فئة السائقين بسبب أزمة نقص قطع الغيار وارتفاع أسعارها، في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يمر بها القطاع

وتسببت أزمة ارتفاع أسعار قطع غيار السيارات، التي يمنع الاحتلال دخولها منذ بداية الحرب، إلى توقف عمل العديد من السائقين التي تعتبر مصدر دخل يومي لهم، وكذلك ارتفاع أجرة المواصلات على المواطنين بسبب الأزمة، في الوقت التي تحتاج فيه معظم مركبات القطاع للصيانة بسبب تعرضها للتدمير بفعل القصف الإسرائيلي.

ودمر الاحتلال ما يقارب 55 ألف مركبة في قطاع غزة، أي ما يعادل 60% من المركبات المرخصة في القطاع، وقدرت خسائر قطاع النقل والمواصلات بغزة 3 مليارات دولار، بما فيها البنية التحتية وممتلكات المواطنين من المركبات، بحسب ما ذكر وزير النقل والمواصلات طارق زعرب في شهر أبريل/ نيسان الماضي.

أسعار خيالية..

ويقول محمد عدنان؛ والذي يمتلك كراجاً لتصليح المركبات، إن أسعار قطع الغيار ارتفعت بشكل خيالي، الأمر الذي أثر على جميع الفئات التي تعمل في هذا المجال، مثل السائقين والمواطنين، وكذلك العاملين في تصليح المركبات “حيث أصبحوا بلا مصدر دخل عقب توقف العديد من السائقين عن صيانة مركباتهم”.

ويضيف عدنان في حديثه، أن الأسعار ارتفعت تقريباً إلى 3 أضعاف وأحياناً أكثر حيث لم يسمح الاحتلال بدخول أي قطعة غيار جديدة منذ بداية الحرب؛ “كل ما هو موجود بقايا قطع في مخازن التجار وخصوصاً في مدينة غزة وشمال القطاع”.

ويوضح على سبيل المثال لا الحصر، أن سعر لتر زيت الماتور ارتفع من 15 شيقلَا إلى 180، وزيت البريك من 10 إلى 100 شيقل، وزيت الباور من 10 إلى 200 شيكل، وسعر إطار المركبة من 200 إلى 1000 شيكل للقطعة الواحدة، بمعنى أن المركبة عندما تحتاج لأربعة إطارات جديدة سيكلف الأمر 4000 شيكل وهو ما كان سابقاً يكلف فقط 800 شيكل.

10 شهور بلا عمل..

ويشير عدنان، إلى الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي بات يمر بها فئة مصلحي المركبات، بسبب عزوف كثير من السائقين عن صيانة مركباتهم، فيما اضطر إلى إغلاق كراجه الخاص به لصعوبة الوصول للمنطقة شرق مخيم البريج، بسبب اشتداد القصف والقذائف هناك يوميا، وخوفاً من أن تتعرض المركبات لأي ضرر.

معاناة مركبة..

من جانبه، يقول السائق أدهم محمود، إنه اضطر لإيقاف عمل مركبته في ظل الوضع الراهن وارتفاع أسعار قطع الغيار وأجرة الصيانة، حيث أنه يحتاج لتغيير زيت الماتور بتكلفة 800 شيكل، وهو ما كان سابقاً يكلفه فقط 60 شيكلًا فقط.

ويضيف محمود قائلا: “البعض يلوم السائق على ارتفاع سعر الأجرة وهو لا يعلم مدى صعوبة الوضع اليومي الذي نمر به”.

ويُبين، أنه قبل أيام توجه لعمل بنشرين فكانت الصدمة بعد أن علم أنه سيكلف 40 شيكلًا، وهو ما كان سابقاً بـ 5 شواكل فقط.

واستطرد: “أصبحنا نحتاج لعمل بناشر كل يوم تقريباً بسبب الشوارع والمنازل المدمرة بفعل القصف الإسرائيلي، وأصبحنا نرفض الكثير من عمليات توصيل المواطنين الخاصة إذا كانت في مناطق وعرة”.

ويوافقه الرأي السائق “أبو شادي”؛ وهو أحد العاملين في مجال السواقة منذ ما يقارب 10 سنوات، والذي اضطر لبيع مركبته التي تعمل بالسولار، واستبدالها بمركبة أخرى تعمل على البنزين والغاز لـ “التماشي” مع الوضع القائم.

ويضيف أبو شادي في حديثه: “الكثير من الأيام نكون بلا عمل، بسبب عدم توفر الغاز، وعدم قدرتنا على شراء لتر البنزين بـ 150 شيكلًا، والذي كان يباع فقط بـ 6 شواكل”.

واستدرك: “نضطر في بعض الأحيان لشراء الغاز بسعر السوق السوداء بأسعار مضاعفة تصل لـ 200 شيكل لقاء 8 كيلوغرامات من الغاز فقط، لكي نعمل ونحاول توفير أي مصدر دخل لأولادنا”.

فيما يخشى السائق محمد حميد، والذي تعرض “رأس الماتور” الخاص بمركبته للتلف بسبب استعماله والخلط ما بين السيرج والسولار، كحال معظم سائقي غزة، إلى ترك مركبته في مدرسة الإيواء التي يقطن بها حالياً في حال تعرض لأي نزوح جديد، حيث تحتاج الصيانة لمبلغ 1500 شيكل