جمعية الجليل تعقد مؤتمرا حول أزمة تغير المناخ

استعرضت المركزة الجماهيرية في مشروع بناء القدرات المحلية للصمود أمام التغير المناخي في شفاعمرو عن جمعية الجليل، طبيعة العمل المجتمعي من خلال مبادرات مجتمعية محلية لتعزيز الصمود المجتمعي

عقدت جمعية الجليل ضمن مركز العدل البيئي وبالتعاون مع بلدية شفاعمرو وجامعة حيفا والاتحاد الأوروبي، مؤتمرا تحت عنوان “مناخ للتغيير” في فندق “غولدن كراون” بمدينة الناصرة، وقد تخلل ثلاث جلسات قدمت خلالها محاضرات قيمة من قبل متخصصين ومهنيين.

وجاء المؤتمر تتويجا لأكثر من 3 سنوات ونصف من العمل الدؤوب في مجال الاستعداد لتغيرات المناخ ضمن مشروع “بناء القدرات المحلية للصمود أمام التغير المناخي في شفاعمرو” والممول من قبل الاتحاد الأوروبي وصندوق “مزريور”، والذي يهدف إلى رفع مشاركة المجتمع المدني في تعزيز الصمود المناخي بالمجتمع العربي من خلال بناء نموذج للصمود المناخي التعاوني والمستدام في شفاعمرو.

ويرتكز هذا النموذج على 3 ركائز رئيسية وهي البحث العلمي، الحكم المحلي والعمل المجتمعي.

وافتتح المؤتمر الذي تولى إدارته الإعلامي حسين الشاعر بكلمات ترحيبية بدأها د. عبد السلام مصالحة، أعرب خلالها عن تقديره لكل من ساهم وعمل على إنجاح المشروع، ووجه الشكر إلى كوادر جمعية الجليل ودعا الاتحاد الأوروبي إلى مؤسسة “مزريور” للمشاركة ودعم المزيد من المشاريع الحيوية في المجتمع العربي.

وتحدث رئيس بلدية شفاعمرو، ناهض خازم، باسم اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية عن التغيرات المناخية الحاصلة وما قرأه من مقالات تؤكد بأن هذه البلاد ستشهد تغيرا ملحوظا في المناخ، كما تحدث عن المجتمع العربي بوصفه مجتمعا فلاحيا، له علاقة وطيدة بالأرض وبالمناخ وهو ما دفع بلدية شفاعمرو إلى تبني المشروع كنموذج لهذا المشروع الكبير.

وألقى ممثل الاتحاد الأوروبي، إدواردو فرنانديز زينكي، كلمة مقتضبة أشاد من خلالها بالتعاون والشراكة التي جمعت بين جمعية الجليل والاتحاد الأوروبي وبلدية شفاعمرو وجامعة حيفا.

وألقى مدير جناح التكيف مع المناخ في وزارة حماية البيئة، عميئيل فاسل، المحاضرة الرئيسية قدم خلالها معطيات عن الأشهر الثلاثة الماضية التي سجل خلالها شهر حزيران/ يونيو أعلى درجات حرارة على الإطلاق، أما تموز/ يوليو فسجل ثاني أعلى درجات حرارة في تاريخ البلاد، وشهر آب/ اغسطس سادس أعلى درجة حرارة.

وقال إن التغير المناخي في الشتاء القريب يتجه نحو أمطار غزيرة تصل حد الفيضانات خاصة في المناطق الساحلية، وستهطل الأمطار بكميات كبيرة وفي وقت قصير. وقال إن “الأمر لا يفاجئنا، ونحن على موعد مع أحوال طقس أكثر سوءا بعد عشر سنوات وفي المستقبل البعيد”.

واستعرضت مديرة مشروع بناء القدرات المحلية للصمود أمام التغير المناخي في شفاعمرو عن جمعية الجليل، آلاء عبيد، ما أطلق عليه نموذج “رحلة صمود”: من قلب النموذج المناخي في شفاعمرو، تحدثت فيه عن بناء القدرات المحلية للصمود أمام التغير المناخي في شفاعمرو، وعرض نتائج البحث الذي أجري بشراكة مع جامعة حيفا حول “الهشاشة المناخية في شفاعمرو”، دور الحكم المحلي في تعزيز المرونة المناخية.

واستعرضت المركزة الجماهيرية في مشروع بناء القدرات المحلية للصمود أمام التغير المناخي في شفاعمرو عن جمعية الجليل، طبيعة العمل المجتمعي من خلال مبادرات مجتمعية محلية لتعزيز الصمود المجتمعي.

وتحت عنوان “جسر الفجوات – كيف يمكن للبحث أن يكمل الصورة؟”، قدم المحاضر في كلية العلوم البيئية في جامعة حيفا، بروفيسور راسم خمايسي، محاضرة حول المنهجية التخطيطية والاستعداد للتغيرات المناخية في البلدات العربية.

وقبيل الجلسة الختامية، قامت مجموعة “انتماء” الشبابية المؤلفة من أربعة شبان من مدينة عرابة هم صلاح الدين سعدي، وحسن ياسين، وحسين ياسين وأمير نصار، بعرض مبادرة يشرف عليها مجموعة من الشبان والفتيات في مدينتهم، قاموا خلالها باستعراض برامجهم التطوعية في تنظيف شوارع ومتنزهات ومشروع “بارك الخانوق” كنموذج، بحيث كان هذا المتنزه مهملا ليعيدوا أحياءه ويتمتع فيه أهل المدينة، وخصوصا الصغار منهم.

واختتم المؤتمر بجلسة حوارية بعنوان “مناهج تعاونية لتعزيز الصمود أمام التغير المناخي – المضي قُدمًا”، أدارها الصحافي في “عرب 48″، عبد أبو شحادة، وشارك فيها بروفيسور راسم خمايسي، مديرة مختبر الابتكار في كلية “بورتير” للدراسات البيئية في جامعة تل ابيب د. أورلي رونين، مدير عام بلدية شفاعمرو عمر عبد الملك، ومديرة مركز العدل البيئي في جمعية الجليل المحامية أميرة عراف.

وقال مدير عام جمعية الجليل، أحمد الشيخ محمد، إن “التغير المناخي عبارة عن أزمة عالمية تواجه العالم ككل في القرن الـ21 بما في ذلك بلادنا، وما بالك باحتياجات البلدات العربية وسلطاتها المحلية كونها موجودة في أسفل السلم الاجتماعي وشح الميزانيات والبنى التحتية غير المتطورة، كل هذه التحديات تجعلنا نأخذ الموضوع على محمل الجد، ونبدأ العمل من اليوم وحتى عشر سنوات مقبلة ستكون صعبة على المنطقة”.

وأشار إلى أن “التغيير المناخي حاصل بدون أدنى شك وعلينا الاستعداد وتجهيز أنفسنا، وبناء البنية التحتية الملائمة لكي نستطيع أن نمتص هذه الأزمة”.

وقالت مديرة المشروع في جمعية الجليل، آلاء عبيد، ، إن “موضوع التغير المناخي يشكل أزمة معقدة عالمية ومحلية تحتاج إلى تضافر الجهود للتكيف معها”.

وأضافت “بالنسبة للمسؤولية الفردية فإن على كل واحد منا أن يدرك بأننا أمام احتمال فيضانات، فضلا عن أن مجتمعنا المتمدن يقوم باستبدال الحاكورة بالإسفلت والباطون، نقتلع الأشجار ونستبدلها بساحات، حتى غابت الطبيعة من حولنا، وتحولنا إلى مدن إسمنتية. ونحن نطلب من الفرد أن يفكر في الطبيعة وفي التظليل وزراعة الأشجار المظللة في الحيز العام، وليس فقط داخل أسوار بيوتنا”.