الحرب الغادره … تفجير أجهزة اتصال

عملية اجهزة الاتصال الجبانه كانت اشبه بالعملية الهوليوديه وذكرتنا بالافلام الامريكيه

هذه الجريمه المصنوعه في غرفة عمليات الاستخبارات الغربيه وقد نفذت صبيحة زيارة هوكشتين الصهيوني الامريكي التي ركزت على خوفه المزعوم وحرصه باسم بايدن على سلامة لبنان ومواطنيه الخ الخ الخ

العمليه اسرائيليه امريكيه غادره وخبيثه واجراميه لانها تمت تحت الحزام واصابت المدنيين الامنين ولها ثلاثة اهداف : هدف ردعي نفسي صادم وهدف عملياتي يرمي لاصابة اهداف سمينه محتمله ضمن دائرة شبكات الاجهزه . والثالث هو استفزاز حزب الله لجره لمعركة واسعه بمبادرة منه كما يرغب غلاة القاده العسكريين من امثال قائد المنطقه الشماليه المتهور. هذا الاسلوب لا يختلف عن اسلوب الاغتيالات وطريقته الغادره ولا يراعي اخلاقيات وقوانين الحرب وخطوطه الحمراء .

العمليه فاشله وعبثيه استراتيجيا وناجحه ربما تكتيكيا اذ تتضمن بعض النتائج ومقدره استخباراتيه وخرق امني .

وهنا نتساءل اذا كانت الاجهزه مخترقه فلماذا لم تفجرها اسرائيل قبل اشهر منذ وصول الشحنه ؟ لماذا الان تحديدا ؟ عشية تهديدات اسرائيل بشن حرب في الشمال وصبيحة زيارة هوكشتين .

على المستوى الاستراتيجي لن تغير هذه الجريمه المعادلات القائمه سواء ردعيا او اشتباكيا وما زال الشمال مشلولا واسرائيل عاجزه عن تغيير هذا الواقع الجديد الذي فرضه حزب الله . موقف حزب الله الى جانب غزه ثابت وصامد وموقفه من وضع الحدود والتوازنات لم يتغير ولن يتغير بسبب الاغتيالات او تفجير الاجهزه .

اسرائيل الاجراميه تفكر بنفس المنهجيه دائما وتعيد تدوير اساليبها . اذكر انها في الانتفاضه الاولى قامت بتسميم المياه وبثت الذعر في نفوس الناس ولكن ذلك لم يغير مجرى الانتفاضه . بعد الطوفان شنت هجمات وحشيه صادمه ودمرت المستشفيات وحولت ساحاتها الى مقابر بهدف التخويف واحداث صدمه في البيئه الحاضنه . هي نفس منهجية التفكير الاجرامي الهوليودي سابقا وحاليا . ماذا جنت اسرائيل من عملبة التفجير الاجراميه ؟ هل سيخاف حزب الله ؟ هل ستندلع مظاهرات شعبيه رافضه لمشاركته في الحرب مع اسرائيل؟ هل سترفع بيئته الحاضنه الرايه البيضاء؟

طبعا النتيجه ستكون معاكسه تماما ولن تزيد العمليه الحزب الا عزما وتصميما ويتعزز الالتفاف حول خطه وتوسع دائرة الغضب على دولة الاجرام وحاضنتها امريكا .

قد يقول قائل هذه العمليه تتسبب في تخفيض ثقة حزب الله بنفسه وتزعزع ثقة الأنصار فيه وبقيادته وتؤكد حقيقة اقتدار اسرائيل وتفوقها . هذه الفرضيه ليست صحيحه لان اقتدار اسرائيل قد تبدد بعد اثبات ضعفها امام المقاومه في غزه واليمن ولينان الذين كشفوا نقاط ضعف تفوقها واقتدارها واخترقوا اجهزتها ومنظوماتها . الحرب سجال ولكل ضعفه وقوته . معادلة التكافؤ هذه بحد ذاتها هي الامر المستجد في الصراع فلطالما كانت اسرائيل تصول وتجول في الشرق الاوسط وتحقق ما تريد باستثناء هزيمتها الاولى والثانيه امام حزب الله وهزيمتها في حرب تشرين في النصف الاول من الحرب قبل انقلاب السادات وخيانته للتحالف العسكري السوري المصري واخيرا عملية الطوفان …

الان هناك تبادليه ونديه وهذا واقع لا تستطيع اسرائيل ان تتعايش معه استراتيجيا لانها بحاجه لتكريس فوقيتها وغلبتها المطلقه حتى تبلور صورة الدوله الامنه القويه المقتدره المستقره وبذلك ينجح المشروع الاستعماري في كسب رضى الغرب والمستثمرين واكتفاء واشباع المستعمرين الصهاينه .

الضربات الغادره الاجراميه لا يمكنها ان تحقق النصر الحاسم وان تحقق التغيير الاستراتيجي، وهي دليل جديد على الضعف والتخبط والتفكك والخوف من المواجهه وليس العكس!

قد يفرح نتنياهو وغلاته الفاشست اليوم ويشمتون ويرقصون ولكن الى متى سيبقى الفرح ؟ والى اين ستقودهم العمليه الاجراميه حربيا وميدانيا ؟ وما الرد الذين لا يحتسبون له والذي ستجلبه على راسهم هذه الضربه في قادم الايام ؟ والن يؤدي ضرب المدنيين في لبنان الى شرعنة ضرب المدنيين في اسرائيل؟

هذا ما يتوجب ان يفكروا فيه والحرب كما يعلمون سجال يوم لك ويوم عليك .

محمد صفدي