توفيق الطيراوي : قرار تنحيتي من جامعة الاستقلال خاطئ لكن “أنا أسامح الرئيس”، والتنسيق الأمني مع الاحتلال انتهى

سمعت بإقالتي من جامعة الاستقلال من الاعلام، والرئيس لم يخبرني او يتصل بي

لقاء خلال الأيام المقبلة مع حركة حماس لاستكمال مباحثات المصالحة

يجب وضع خطة متكاملة لإعادة إعمار غزة

مستقبل غزة، واليوم التالي للحرب يتطلب توحيد الرؤى بين القيادات الفلسطينية

محاولات الاحتلال في إنهاء المقاومة والاقتتال الداخلي في غزة باءت بالفشل، مما أدى إلى عدم تحقيق أهدافه في القطاع

يجب لملمة حركة فتح واعادة كل المفصولين والذين خرجوا منها دون استثناء

قرار تنحيتي من جامعة الاستقلال كان قرار خاطئ

الاحتلال الإسرائيلي يهدف لدفع الفلسطينيين للهجرة أو التوطين في أماكن أخرى

عمليات الاحتلال في لبنان هدفها تقويض جهود الدفاع عن فلسطين

الطيراوي: اعتقال الأجهزة الامنية للمقاومين خطأ والمطلوب احتواء الحالة والشبان

جميع الاتفاقيات مع الاحتلال انتهت بما في ذلك تقسيمات المناطق الى أ وب وج

المسار: رام الله –  قال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح توفيق الطيراوي، أن هناك حاجة ملحة لوضع رؤية فلسطينية شاملة لضمان إعادة بناء قطاع غزة وتحقيق الاستقرار فيه، بعد انتهاء العدوان.

وأشار الطيراوي، خلال حديثه في برنامج “وطن في الظهيرة” ضمن موجة “غزة الصامدة، غزة الأمل عبر شبكة وطن الإعلامية، إلى أن محاولات الاحتلال في إنهاء المقاومة والاقتتال الداخلي في غزة باءت بالفشل، مما أدى إلى عدم تحقيق أهدافه في القطاع.

وأكد الطيراوي أن المستقبل في غزة، واليوم التالي للحرب يتطلب توحيد الرؤى بين القيادات الفلسطينية، سواء المنضوية تحت منظمة التحرير أو غير المنضوية، مشيرا الى أن هذا يتطلب اتفاق فلسطيني شامل مدعوما عربيًا ودوليًا، نظرًا للتحديات الكبيرة المرتبطة بإعادة بناء غزة وإزالة الأنقاض التي خلفها العدوان.

وأشار الطيراوي إلى أهمية وضع خطة متكاملة لإعادة إعمار غزة، تشمل رصد وتوفير الدعم المالي والإداري، ضرورة ان يكون توافق فلسطيني عربي ودولي لضمان نجاح هذه الخطة.

ولفت الطيراوي إلى أهمية دور السلطة الفلسطينية في قطاع غزة، موضحًا أن العنصر البشري المطلوب للحفاظ على النظام والقانون في غزة لا يزال غير متوفر بشكل كافٍ.

وبشأن المصالحة الوطنية واتفاق بكين، قال الطيراوي ان ما تم مناقشته هو الخطوط العامة وهذا بحاجة الى تفصيلات، كاشفا عن وجود اجتماع بين حركتي حماس وفتح من اجل الاتفاق على هذه التفاهمات من المفترض ان ينعقد خلال أيام.

يجب إعادة جميع المفصولين الى حركة فتح

وبشأن ترتيب البيت الداخلي الفتحاوي، قال الطيراوي ان حركة فتح منذ انشائها تتعرض لضغوطات خارجية او داخلية وبعض الاحيان عربية، لافتا ان المؤامرات الداخلية التي تعرضت لها فتح كانت بعضها مدعومة من قوى خارجية عربية.

وحول التقارير التي تشير الى وجود توجه وتحركات داخل حركة فتح لإجراء مصالحة داخلية مع ما يعرف بتيار محمد دحلان، قال الطيراوي ان “المطلوب هو لملمة حركة فتح واعادة كل المفصولين والذين خرجوا منها واعادتهم طوعا حتى يكون قرار الحركة واحد وموقفها واحد بلا استثناء.”

وأضاف الطيراوي ” ان الاخوة الذين تم فصلهم من حركة فتح لم يقاتلونا بمدفعية ولم يطلقوا النار علينا، وكل ما جرى يتعلق بقضايا أثيرت بالإعلام لا اريد التحدث بتفاصيلها وأسبابها ومن يقف خلفها، ولذلك من المهم الآن لملمة حركة فتح واعادة جميع الذين فصلوا من الحركة او خرجوا دون استثناء”.

واكد الطيراوي على انتظام اجتماعات مركزية فتح سواء بحضور الرئيس او عدم حضوره، لافتا ان ما تقرره المركزية يتم تطبيقه، مضيفا ” ان الرئيس عباس في آخر اجتماع قال لنا قرروا ما تريدون وأنا موافق على تلك القرارات دون الرجوع الي”.

وأكد الطيراوي انه عاد لحضور اجتماعات اللجنة المركزية منذ فترة، لافتا ان تعليق مشاركته في الاجتماعات خلال الفترة السابقة كان بقرار ذاتي منه.

وحول علاقته مع الرئيس عباس واقصائه من رئاسة جامعة الاستقلال قال الطيراوي ” كان قرار خاطئ وأنا أسامحه”، مشيرا الى ان العلاقة بالسياسة تختلف عن العلاقة الشخصية.

وأضاف الطيراوي ان قرار تنحيته من جامعة الاستقلال كان قرار خاطئ، قائلا “كان يجب الاتصال بي واستدعائي، وان يقول لي الرئيس انا لا اريدك بهذا الموقع وكنت سأقول له شكرا، ولكن ليس ان اسمع بالقرار بالإعلام، فأنا لست طارئ في الحركة”.

وعن مؤتمر فتح العام وعدم انتظامه قال الطيراوي ان الظروف الحالية تحول دون انعقاد المؤتمر، موضحا ان ثلث أعضاء المؤتمر من قطاع غزة والثلث الثاني من الخارج، وهناك صعوبة بالغة في إحضارهم من غزة او من الشتات لحضور المؤتمر، كون ذلك يحتاج الى موافقة إسرائيل وتصاريح دخول.

ولفت ان انعقاد المؤتمر يحتاج الى ظروف واستعدادات لوجستية يجب تذليلها لحضور كل الأعضاء، ولذلك جرى تأجيل المؤتمر.

وحول تصعيد الاحتلال في الضفة الغربية وكيفية وسبل مواجهة ذلك التصعيد، أشار الطيراوي إلى تصاعد النشاط الاستيطاني واحتمالية ضم الأراضي لصالح دولة المستوطنين، وعبّر عن قلقه من الأداء الحالي للسلطة الفلسطينية في مواجهة هذه التهديدات، داعيًا إلى تكثيف الجهود لمراجعة ومواجهة المخططات الاستيطانية.

وشدد الطيراوي على ضرورة تطوير رؤية استراتيجية موحدة لمواجهة التحديات الكبرى، وتحصين وحدة الصف الفلسطيني لتعزيز القدرة على إعادة بناء غزة وتحقيق الاستقرار في الضفة الغربية، مشددا على ضرورة الثبات على الأرض وعدم الاستسلام لمطالب الاحتلال الإسرائيلي التي تهدف إلى دفع الفلسطينيين للهجرة أو التوطين في أماكن أخرى.

وأشار الطيراوي إلى أن أي محاولة لفرض حلول بديلة على الفلسطينيين، مثل الحديث عن الأردن كبديل للوطن، مرفوضة بشكل قاطع، مضيفا “أن الأردن هو بلد عربي شقيق، وأن فلسطين هي الوطن الوحيد الذي يجب أن يسعى الفلسطينيون للحفاظ عليه واستقلاله.”
وشدد الطيراوي على ضرورة وضع استراتيجية وطنية مشتركة تضم جميع التنظيمات الفلسطينية، سواء المنضوية تحت لواء منظمة التحرير أو غير المنضوية، بهدف تحقيق الاستقلال الفلسطيني.

وحول الانتقادات التي توجه لأداء السلطة الفلسطينية وتحديدا الأجهزة الأمنية، واستمرار التزامها بالاتفاقيات الموقعة مع الاحتلال بما فيها التنسيق الأمني، قال الطيراوي ان التنسيق الأمني مع الاحتلال الإسرائيلي انتهى فعليًا، وأن ما تبقى هو التعامل مع القضايا المدنية فقط، كما انتهت جميع الاتفاقيات  مع الاحتلال بما في ذلك تقسيمات المناطق الى أ وب وج بحكم الواقع الموجود.

ولفت الطيراوي إلى أن هذا التنسيق لم يمنع الاحتلال من التوغل وارتكاب الانتهاكات في الأراضي الفلسطينية، وأن هناك العديد من ضباط الاجهزة الأمنية الذين استشهدوا أو سجنوا، لافتا الى ان ما تبقى من علاقات مع الاحتلال هو الشؤون المدنية التي تعالج القضايا المدنية فقط والمرتبطة بالمعابر وجثث الشهداء.

وبشأن انتقاد الأجهزة الأمنية واتهامها بأنها لا زالت تنسق مع الاحتلال، قال “ان الاتهام سهل لكن اين الدليل على ذلك؟

وتطرق الطيراوي الى حالة المقاومة الناشئة في الضفة، واعتقال مقاومين من قبل الأجهزة الأمنية قائلا “أن هناك حاجة لإصلاح هذا الوضع لتفادي الاعتقالات غير الضرورية والتعامل مع الشباب المقاوم بروح من التفهم والدعم”.

وقال الطيراوي حول ملاحقة المقاومين واعتقالهم من قبل الأجهزة الأمنية ان ذلك الاعتقال خطأ، مضيفا ” رأيي الشخصي ان اعتقال هؤلاء الشبان خطأ، بل يجب احتواء هذه الحالة واحتواء هؤلاء الشبان، وتوعيتهم”.

وأضاف الطيراوي “لدينا شبان لديهم حماسة وطنية للقتال لكنهم يفتقدون للتدريب والخبرة، ولذلك يجب توعيتهم”، مضيفا ” إذا بدنا نروح لمقاومة بالفعل الصحيح يجب تنظيف بيتنا من العملاء. مين قال ما عنا عملاء في كل الأماكن، خلينا ننظف بيتنا اولا ومن ثم نقاوم الاحتلال”.

واكد الطيراوي ان “الاعتقال خطأ ويجب ان يكون هناك احتواء، وعلى ومسؤولي الامن احتواء الشبان واعطائهم محاضرات والحد مما يجري”

عمليات الاحتلال في لبنان هدفها تقويض جهود الدفاع عن فلسطين

وتطرق الطيراوي الى تطور المشهد العسكري في لبنان، معربا عن قلقه العميق إزاء التصعيد العسكري الإسرائيلي لافتا إلى أن هذه التطورات تأتي في سياق أوسع من الاستهدافات التي تنفذها إسرائيل والتي تستهدف تقويض الاستقرار في المنطقة.

وأوضح الطيراوي أن الهجمات الإسرائيلية الأخيرة التي شهدتها لبنان تأتي في إطار محاولاتها تقويض جهود الدفاع عن القضية الفلسطينية، موضحًا أن الشهداء الذين ارتقوا في لبنان كانوا يدافعون عن فلسطين وقضيتها.

وأضاف أن الشعب اللبناني قدم تضحيات كبيرة على مدى التاريخ ولا يزال مستمرًا في تقديم التضحيات، مشيرًا إلى أن لبنان قد شهد في الماضي محاولات من قبل بعض الدول العربية لإعادة تقييم دورها وتأثيرها على الوضع الإقليمي.

وأشار الطيراوي إلى أن إسرائيل، منذ تأسيسها، كانت تتطلع إلى توسيع نفوذها في المنطقة، وهذا يظهر من خلال الاستهدافات المستمرة التي تنفذها ضد قوى المقاومة في لبنان.

ولفت إلى أن عمليات الاحتلال في لبنان تهدف إلى تحقيق عدة أهداف رئيسية، منها ضرب الحالة النفسية والمعنوية لدى القوى المقاومة، وتعطيل نشاط الكوادر العسكرية، وزيادة الفجوة بين الفصائل المختلفة.

واعتبر الطيراوي أن العملية الأمنية الأخيرة هي جزء من استراتيجية أوسع، وأنه من الممكن أن تستمر إسرائيل في استخدام أساليب أخرى لزيادة الشك والتوتر بين القوى المقاومة.

وأشار إلى أن التحديات الحالية قد تستدعي ردود فعل وتكتيكات جديدة من قبل الفصائل اللبنانية والفلسطينية لمواجهة التصعيد الإسرائيلي.

وفيما يتعلق بالدور العربي في هذا السياق، انتقد الطيراوي بعض الدول العربية التي لم تستفد بشكل كافٍ من التصعيد الإسرائيلي لصالح القضية العربية.

ودعا إلى ضرورة وضع رؤية واضحة للقيادة الفلسطينية تتماشى مع المستجدات في المنطقة وتستفيد من الوضع الحالي لصالح تعزيز الموقف العربي والفلسطيني.

وفي الختام، أكد الطيراوي على أهمية أن تبقى المنطقة متماسكة في مواجهة التحديات، أملا أن يتمكن الشعب اللبناني والشعوب العربية الأخرى من التصدي للتصعيد الإسرائيلي بشكل موحد وفعّال.

المصدر: وطن للأنباء