المسار الإخباري :عمَّ الإضراب العام الوحدوي، اليوم الثلاثاء، المجتمع العربي في أراضي 48 إحياءً للذكرى الرابعة والعشرين لهبة القدس والأقصى، استجابة لدعوة لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية بمشاركة اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية، وجميع الأحزاب السياسية واللجان الشعبية.
في مدينة الناصرة، أكبر مدينة عربية في الداخل، أُغلقت المؤسسات، البنوك والمدارس منذ ساعات الصباح التزاماً بالإضراب، فيما شهدت مناطق أخرى مثل سخنين ومنطقة البطوف التزاماً شاملاً بالإضراب. ودعا القائمون على الفعاليات إلى الوحدة في مواجهة تصاعد جرائم الاحتلال والجرائم المجتمعية.
زيارات لأضرحة الشهداء وتأكيد على الوفاء لدمائهم
قام العشرات، صباح اليوم، بزيارة ضريح الشهيد رامي غرة في بلدة جت المثلث، إحياءً لذكراه وذكرى شهداء هبة القدس والأقصى. تخللت الزيارة قراءة الفاتحة ووضع أكاليل الزهور على الضريح. وخلال الزيارة، صرّح محمد بركة، رئيس لجنة المتابعة العليا، بأن “التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى يمثل تحدياً خطيراً للأمة العربية والإسلامية”. كما دعا الشعوب العربية والإسلامية إلى التحرك ضد سياسات الاحتلال.
وتوجه وفد من لجنة المتابعة إلى أم الفحم لزيارة ضريح الشهيد محمد جبارين، وكذلك إلى سخنين لزيارة عائلتي شهيدي هبة القدس والأقصى، عماد غنايم ووليد أبو صالح. وأكد المشاركون في هذه الزيارات على أن ذكرى الشهداء يجب أن تبقى حاضرة في وجدان الأجيال، والتأكيد على الوفاء لتضحياتهم في الدفاع عن المسجد الأقصى.
الدعوة للوحدة في مواجهة الجرائم
في ظل تصاعد الجرائم داخل المجتمع العربي، والتي راح ضحيتها 176 قتيلاً منذ بداية العام، أشار فؤاد غنايم، شقيق الشهيد عماد غنايم، إلى أن الشعب الفلسطيني يعاني من ضغوطات هائلة، سواء في الداخل أو في غزة والضفة الغربية ولبنان. وأكدت لجنة المتابعة أن “الوحدة هي السبيل الوحيد لمواجهة هذه التحديات والتصدي لجرائم الحرب والجرائم المجتمعية التي تعصف بالمجتمع العربي”.
التزام كامل بالإضراب ودعوات للتظاهر
أُعلن إلغاء المظاهرة المركزية التي كان من المقرر تنظيمها في سخنين، حفاظاً على سلامة المشاركين في ظل الحرب على غزة، إلا أن أعضاء اللجنة الشعبية في المدينة دعوا إلى تنظيم مظاهرات لاحقاً ضد السياسات الإسرائيلية وجرائم الاحتلال. كما أشار عبد المنعم أبو صالح، والد الشهيد وليد أبو صالح، إلى أن زيارة وفود اللجنة الشعبية تمثل وفاءً للشهداء وتؤكد أن الشهيد ليس فقط ابن عائلته، بل ابن المدينة والشعب بأكمله.
وأهابت لجنة المتابعة بجميع أبناء المجتمع العربي الالتزام بالإضراب، ليكون رسالة موحدة ضد جرائم الاحتلال والجريمة المنظمة في المجتمع العربي، وتأكيدا على الوقوف إلى جانب أبناء الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية.