حرب الإبادة في غزة تقترب من عامها الأول : 41 ألف شهيد، دمار شامل، وأزمة إنسانية مستمرة

المسار الإخباري :توشك حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة على إنهاء عامها الأول، لتسجل واحدة من أطول وأقسى الحروب التي عاشها الفلسطينيون منذ عقود. هذه الحرب الدموية أدت إلى استشهاد أكثر من 41 ألف فلسطيني، وإصابة ما يقرب من 100 ألف آخرين، فضلاً عن دمار هائل طال كل مناحي الحياة في القطاع.

أعداد الضحايا والنازحين

منذ السابع من أكتوبر 2023، أدت العمليات العسكرية الإسرائيلية المستمرة إلى استشهاد 41 ألفًا و638 فلسطينيًا، فيما أصيب 96 ألفًا و460 بجروح متفاوتة الخطورة، بينهم عدد كبير من النساء والأطفال. بالإضافة إلى ذلك، هناك 10 آلاف مفقود ما زالوا تحت الأنقاض أو في عداد المختفين.

أما على صعيد النازحين، فقد أجبرت الحرب نحو مليوني شخص على النزوح من منازلهم، حيث يتجمعون في مخيمات لجوء مؤقتة أو مدارس تحولت إلى ملاجئ، في ظروف إنسانية قاسية. العديد من العائلات نزحت أكثر من 10 مرات بسبب القصف المستمر، مع غياب أي حماية أو مقومات للحياة.

دمار واسع في المرافق والبنية التحتية

أسفرت الحرب عن دمار شامل للبنية التحتية في قطاع غزة، حيث ألقى الاحتلال أكثر من 85 ألف طن من المتفجرات، دمر خلالها نحو 200 مقر حكومي، و611 مسجدًا بشكل كامل، بالإضافة إلى استهداف ثلاث كنائس. كما أظهرت التقارير أن نحو 150 ألف وحدة سكنية دُمرت كليًا، و80 ألف وحدة سكنية أخرى باتت غير صالحة للسكن.

ووفقًا لتقارير الأمم المتحدة، تُقدر الخسائر في البنية التحتية بنحو 23 مليار دولار، حيث دمر الاحتلال ما يقرب من 78% من شبكات الطرق والكهرباء والصرف الصحي والمياه في القطاع، مما أدى إلى انهيار الخدمات الأساسية للسكان.

القطاع الصحي على حافة الانهيار

تعرضت المستشفيات والمراكز الصحية في غزة لاستهداف مباشر منذ الأيام الأولى للحرب، ما أدى إلى إخراج 34 مستشفى من أصل 38 عن الخدمة، واستهداف 80 مركزًا صحيًا. كما عطل الاحتلال 60% من القدرة التشغيلية لمستشفيات غزة، وأوقف أكبر مجمع طبي في القطاع، مجمع الشفاء، ما أدى إلى أزمة صحية خانقة.

ويعاني القطاع الصحي أيضًا من نقص حاد في المستلزمات الطبية والوقود اللازم لتشغيل المستشفيات، نتيجة للحصار الذي يفرضه الاحتلال، مما أدى إلى وفاة العديد من المرضى، إضافة إلى وجود آلاف الجرحى الذين ينتظرون العلاج في الخارج.

اقتصاد غزة في حالة خراب

وصفت منظمة “الأونكتاد” التابعة للأمم المتحدة الاقتصاد في غزة بأنه “في حالة خراب تام”. حيث تعرضت 82% من الشركات في القطاع للدمار أو الانهيار، فيما تضررت معظم الأصول الزراعية، مما أدى إلى تفشي الفقر والجوع.

بلغ معدل البطالة في القطاع أرقامًا قياسية، حيث يعتمد 80% من سكان غزة على المساعدات الإنسانية، وسط انهيار شبه كامل للدخل الفردي وانكماش في الناتج المحلي الإجمالي.

مجاعة وأمراض متفشية

ساهمت الظروف الإنسانية المتدهورة في تفشي الأمراض والمجاعة في أوساط السكان، خاصة في ظل الاكتظاظ السكاني في مخيمات النزوح وانعدام النظافة العامة. كما انتشرت أمراض معدية مثل الكبد الوبائي وشلل الأطفال، فيما يعاني 71 ألف مواطن من أمراض خطيرة نتيجة تلوث المياه ونقص الخدمات الصحية.

إزالة الركام: 15 عامًا من العمل

تشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن إزالة 40 مليون طن من الركام الناتج عن القصف الإسرائيلي قد تستغرق 15 عامًا، بكلفة تصل إلى 600 مليون دولار. ويشتبه بأن هذا الركام ملوث بمواد سامة قد تشكل خطرًا على الصحة العامة.

خاتمة: غزة تحت الحصار والموت المستمر

بينما يدخل القطاع عامه الثاني من الحرب، تستمر آلة الحرب الإسرائيلية في قصف غزة، لتزيد من معاناة مليوني إنسان يعيشون في حصار مطبق، دون أفق واضح لإنهاء الحرب أو تحسين الأوضاع.