“دائرة وكالة الغوث في الجبهة الديمقراطية” بعد عام على طوفان الاقصى: الاونروا في دائرة الاستهداف

مواجهة الحرب الشاملة ضد الوكالة وتوفير الحماية السياسية مسؤولية وطنية فلسطينية وعربية ودولية

المسار الاخباري: كان واضحا منذ اليوم الاول لحرب الابادة الجماعية الاسرائيلية ضد قطاع غزه، ان وكالة الغوث وكافة منشآتها هي اهداف مباشرة للعدوان، بذرائع اكدت الايام والاشهر التي تلت انها مجرد اكاذيب واضاليل. وحين بدأت عملية التهجير الجماعي والقسري من الشمال باتجاه جنوب القطاع، طلب من مسؤولي الوكالة اخلاء المراكز والتوجه جنوبا، وما هي الا ساعات حتى تم قصف كافة مخازنها ومراكزها التربوية والصحية والاغاثية، رغم تحذير الاونروا برفض الاستجابة للمطالب الاسرائيلية. وقد تواصلت عمليات القصف وتركزت على موظفي الاونروا وسجل استشهاد نحو 230 موظفا حتى الآن..

لقد حاول العدو الاسرائيلي الاستفادة من التحالف الغربي والاطلسي الذي توفر له في عدوانه على القطاع ليصوب نحو وكالة الغوث واتهام عدد من موظفيها بالمشاركة في معركة طوفان الاقصى. ورغم عدم تقديم الاحتلال لأي دليل حتى اللحظة، يؤكد صحة مزاعمه، فقد لجأت مجموعة من الدول الى قطع تمويلها، ثم عادت وقررت استئناف التمويل بعد عجز الاحتلال عن اثبات صحة مزاعمه باستثناء الولايات المتحدة، التي هي شريك كامل في العدوان.

ان شراكة الولايات المتحدة في استهداف الاونروا، سياسيا وماليا ومن خلال عمليات التحريض الممنهجة ضدها، هو استكمال لحلقات الاستهداف التي سبقت تاريخ السابع من اكتوبر، في اطار السعي للتخلص من وكالة الغوث وتصفية خدماتها، تحقيقا لهدفين ما زالا يؤرقا الاحتلال الاسرائيلي: الاول رمزية الوكالة وما تمثله من عنوان للجوء يذكر العالم بشكل دائم بالمأساة الفلسطينية، وبحجم الظلم الذي ما زال متواصلا بحق شعب فلسطين بشكل عام وبحق اللاجئين بشكل خاص، وبمسؤولية الاحتلال عنهما. والثاني محاولة ضرب حق العودة من خلال الغاء القرار 194، بما يسهل امر العبث بتعريف اللاجئ وصولا الى انقاص الاعداد الى حدها الادنى انسجاما مع المطالب التاريخية للاحتلال الاسرائيلي.

الاونروا في الاقاليم الخمسة:

*قطاع غزة:* بعد معركة طوفان الاقصى استهدفت اسرائيل وبشكل مباشر وممنهج مخيمات اللاجئين، وتدميرها بالكامل، وأصبحت الاونروا مشلولة، وهي مناسبة لنتوجه بالتحية الى جميع موظفي الاونروا ومن خلالهم الى كافة العاملين في مجال اغاثة النازحين بشكل خاص الذين يستبسلون في مجال تحدي الاحتلال وافشال اهدافه.

الضفة والقدس الشرقية: كانت هدفا استراتيجيا للاحتلال، من خلال التضييق على المكتب الرئيسي في منطقة الشيخ جراح، ثم استهداف المخيمات بالاقتحامات المتواصلة وبقوانين الكنيست التي تقطع العلاقة مع الاونروا واعتبارها منظمة ارهابية،(في سابقة خطيرة جدا بتداعياتها المختلفة)، بهدف تهجير الاونروا واللاجئين..

سوريا والاردن: الوضع الانساني ما زال سيئا، والخدمات التي تقدمها الاونروا لا تلبي الحد الادنى من حاجات اللاجئين، سواء نتيجة وقف التمويل الامريكي او تلكؤ بعض الدول المانحة عن التزاماتها او نتيجة الضغط على خدمات الوكالة من قبل اقاليم اخرى، خاصة قطاع غزه.

لبنان: رغم التحذيرات المسبقة من عدوان اسرائيلي محتمل على لبنان، فقد تبين القصور الفاضح في استجابة الاونروا لتداعيات النزوح من مختلف مخيمات الجنوب وبيروت والبقاع. الامر الذي يحتاج وبشكل عاجل الى اطلاق نداءات الاغاثة العاجلة لتلبية حاجات النازحين قبل بدء فصل الشتاء، والمسارعة الى تشكيل غرفة عمليات اغاثية مشتركة بين كل الاطراف المعنية باللاجئين الفلسطينيين في لبنان.

نعيد التأكيد بأن سياسة التخفيض التدريجي في مساهمات بعض الدول المانحة لا يمكن وضعه الا في خانة الابتزاز السياسي والاستجابة للمواقف الاسرائيلية المعلنة ودفع الوكالة لانتهاج سياسات تنسجم والمساعي الاسرائيلي الامريكية الهادفة الى التخلص من اللاجئين ومرجعياتهم السياسية والقانونية والخدماتية. لذلك نعتبر ان الحرب التي تشن على وكالة الغوث هي جزء من الحرب الشاملة التي يتعرض لها شعبنا الفلسطيني، وتشكل تحديا فلسطينيا وعربيا ودوليا لجهة توفير الحماية المطلوبة للوكالة وخدماتها وموظفيها، واخراجها من دائرة الابتزاز الذي يمارس عليها وبما يعطي الوكالة الحرية في تطبيق برامجها، بما فيها تأمين الاموال اللازمة بما ينسجم مع الاحتياجات المتزايدة.

لقد سبق لنا في “دائرة وكالة الغوث في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين” ان دعونا في مناسبات عدة الى حلول للازمة المالية بشكل خاص تقوم على عدة مسارات متوازية، يقع في مقدمتها زيادة الدول المانحة لمساهماتها المالية واستئناف الولايات المتحدة لمساهمتها المالية كونها ساهمت وما زالت تساهم في وجود مشكلة اللاجئين وفي ابقاءها دون حل، اضافة لاعادة الاعتبار لفكرة التمويل المستدام، وضرورة المبادرة من قبل قيادة منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية لطرح استراتيجية عمل وطني خاصة بوكالة الغوث وعلى مساحة كل تجمعات اللاجئين لتوحيد التحركات الشعبية على المستويين الرسمي والشعبي، انطلاقا من حقيقة ان ما يتهدد وكالة الاونروا هو خطر يهدد القضية الفلسطينية بجميع عناوينها..

نؤكد ختاما على ان موظفي وكالة الغوث هم جزء لا يتجزأ من النسيج الوطني الفلسطيني، ومسؤولية وكالة الغوث حماية حقهم بالتعبير وفي الانتماء الوطني، بعيدا عن سيف الملاحقات الجائر تحت عناوين الحيادية وغيرها، والتي تترجم عادة باستجابة كاملة للمطالب الاسرائيلية الامريكية وبما يجعل وكالة الغوث والدول المانحة اسرى التدخلات المتواصلة للادارة الامريكية وللفاشية الصهيونية في اسرائيل..