كتب محمد الصفدي: الحرب البرية في الشمال هي الفيصل

المسار  الاخباري…

اسرائيل في هذه المرحله تشعر بالضغط والتازم والسبب يعود الى التزايد المتسارع لمؤشرات تعافي حزب الله عدوها اللدود بعد ان نعته وادعت انه يتهاوى بسرعه وبدات تتصرف وكانه اصبح غير موجود لتنتقل الى شعار معربد وفرض نظام جديد في الاقليم كله .. قادتها سارعوا لاطلاق التصريحات المتبجحه المتغطرسه والاحتفال ببدء مرحلة جديده بعد الانتصار على حزب الله الذي غدا يتيما مرتبكا بلا الراس .

تعافي الحزب حسب كل الدلائل واضح للعيان والمشكله انه ياتي في فترة الاضطرار للرد على ايران التي سترد بدورها على الرد على الاغلب . الحرب مع ايران ليست مسالة سهله كالهجوم على غزه ولبنان وحتى اليمن والعراق حيث تتمتع بغطاء وشرعيه امريكيه دوليه وحتى تواطؤ داخلي من المعارضين للمقاومه من الطابور الخامس والانتهازيين الذين زرعتهم الاداره الامريكيه ضمن ترتيبات التقسيم في الشرق الاوسط الجديد والفوضى الخلاقه .

الهجوم على ايران يتطلب الاتفاق والتنسيق التام مع امريكا والاطلسي سواء اعلنوا عن ذلك ام لا . والهجوم يعني التدهور المحتمل نحو حرب اقليميه دوليه وقد يهدد الاقتصاد الدولي ومنابع الطاقه برمتها . لذلك كله يتطلب الرد على ايران رغم تبجح اسرائيل وتفذلكها الارعن في عباراتها المتكتكه العاليه ارتداء قفاز دقيق ومنسق ومدروس . لذلك تحتاج اسرائيل لراس هادئ وهي تقدم على هذا التحدي والمغامره الاضطراريه . ولكن هيهات فحزب الله ما زال ملعبطا حيا وفعالا وكذلك الامر مع مقاومة غزه وكان كل ما فعلته اسرائيل حتى الان لم يترك اي اثر الامر الذي يكشف زيف كل الشعارات الكاذبه حول القضاء والتفكيك والانتصار الوشيك . تصورات اسرائيل المعلنه لغزه ولبنان والمنطقه تبدو هزلية مضحكه في ظل عبثية وعدم جدوى كل ما فعلته من خطوات مفتخره .

حرب الاستنزاف البريه بالاساس ومن ثم الصاروخيه بما فيها اقتراب استخدام الصواريخ الدقيقه واستهداف البنى المدنيه والمنشآت هي الفيصل هذا ان لم تنزلق المواجهه مع ايران خارج حدود السيطره وتغطي على الجبهات الاخرى بسبب ضخامتها وتسارعها وتاثيرها الضخم .

الحرب البريه هي المقياس الحقيقي للارادات والعزائم والتصميم والروحيه وهي الملتقى بين رجال الميدان من الطرفين . ان تحققت التوقعات والمؤشرات المتزايده فسيمنى الاحتلال الباغي بخسائر كبيره سواء في عمليات التصدي ام في عمليات الالتفاف خلف خطوطه او الكر والفر بحرب العصابات او الاقدام على الاختطاف والاسر . المواجهات القريبه تشل تاثير الاليات الفتاكه بالحد الاقصى ولذلك يبرز وزن العنصر البشري فيها .الكذب والتزييف الاعلامي الحربي الاستعراضي لا يمكنه ان يغطي على الحقائق خاصه ان فعل الحزب اعلامه لتغطية الهجمات بصورة حيه كما تفعل المقاومه في غزه .

نحن الان امام مفترق طرق هام بانتظار ثلاثة تطورات هامه:

اولا الرد على ايران ورد الرد وما بعدهما

ثانيا توسيع الحرب البريه وتطوراتها الميدانيه

ثالثا توسيع الهجمات الصاروخيه “المهدهده” على اسرائيل من حيث الدقه والاستهداف

في المحصله يمكن القول ان فرحة نتنياهو البائس ورقصه فوق الدم لم يدوموا طويلا امام تجدد طاقات حزب الله وصمود حماس والمقاومه في غزه ودخول ايران بوزنها الوازن لدائرة الصراع المباشر . ولذلك لا يتبقى امامه الا مواصلة الكذب على طريقة “احمد سعيد والعلوج “وتزييف السرديه السيبراني الرقمي “واللعبطه ” في فقاعة الهوس التاريخيه التي وضع نفسه فيها .

تحليل الصفدي