وول ستريت جورنال: إيران حذّرت حلفاء أمريكا العرب من مساعدة إسرائيل على ضرب أراضيها

المسار الاخباري”: نشرت صحيفة “وول ستريت جورنال” تقريراً أعدته سمر سعيد ونانسي يوسف وعمر عبد الباقي قالوا فيه إن إيران حذرت حلفاء الولايات المتحدة، وطلبت منهم عدم مساعدة إسرائيل على ضرب الأراضي الإيرانية، وإلا كان الدور التالي عليها.

وقالوا إن إيران هددت، عبر قنوات دبلوماسية سرية، بمهاجمة المنشآت النفطية لدول الخليج وحلفاء الولايات المتحدة الآخرين بالشرق الأوسط لو فتحت أجواءها أو أراضيها لهجوم إسرائيلي ضد إيران، وذلك بحسب مسؤولين عرب.

الصحيفة: لدى إسرائيل طرق أخرى لإرسال طائراتها غير أجواء الخليج، فهي تستطيع عبر أجواء سوريا التي تحلّق فيها بحُرية، أو عبر العراق الذي لا يملك دفاعات جوية قادرة على مواجهة التكنولوجيا الإسرائيلية

وأشارت الصحيفة إلى أن إسرائيل هدّدت بتوجيه ضربة قوية لإيران بسبب الغارات الصاروخية الباليستية هذا الشهر، في ظل مطالبة عدد من المسؤولين الإسرائيليين والمعلقين باستهداف المنشآت النووية الإيرانية.

وهددت إيران بأنها سترد بشدة وتستهدف البنى التحتية المدنية في إسرائيل لو حدث هذا، وأنها ستنتقم من أي دولة عربية سهّلت الهجوم، حسب قول المسؤولين.

وأشار التقرير إلى أن الدول التي هدّدتها إيران تشمل الأردن والإمارات العربية المتحدة وقطر والسعودية، ولدى كل واحدة قوات وقواعد عسكرية أمريكية. وأخبرت هذه الدول إدارة بايدن أنها لا تريد أن تتعرّض بناها التحتية والنفطية للتدمير.

ومع أن التهديدات الإيرانية غامضة إلا أنها أثارت المخاوف في دول الخليج التي ظلت منشآتها النفطية محمية بمظلة أمريكية قد تكون في مرمى الاستهداف بالمواجهة بين إيران وإسرائيل، حسب قول المسؤولين العرب. وأضافوا أن المنشآت والقوات العسكرية الأمريكية في المنطقة قد تكون معرضة للخطر أيضاً في منطقة تضم أوسع انتشار أمريكي في العالم.

وأضافت الصحيفة أن التصعيد المتزايد في الشرق الأوسط، زاد من التوترات والضغوط على تحالفات دول عربية وإسرائيل، وكلها تعارض التأثير الإيراني بالمنطقة. وتعتبر الولايات المتحدة العصب الرئيسي لهذا التحالف، حيث كانت تأمل بتحول التكتل إلى ما يشبه ناتو الشرق الأوسط المتحالف لمواجهة التأثير الإيراني، وليس التأثير الروسي، كما حول هو حال الناتو الداعم لأوكرانيا ضد موسكو.

ويأتي التحذير الإيراني السري بعد مساعدة دول عربية، مثل الأردن، في إسقاط مسيرات وصواريخ أطلقتها إيران ضد إسرائيل، في نيسان/أبريل، رداً على تفجير السفارة الإيرانية في دمشق، بداية ذلك الشهر. وعليه، فدعم هجوم إسرائيلي مباشر على إيران قد يكون خطوة بعيدة.

واعترف مسؤولون دفاعيون أمريكيون بأن بعض الشركاء بالشرق الأوسط أبلغوا البنتاغون بأنهم لا يريدون أن تحلق الطائرات الحربية الإسرائيلية فوق أراضيهم، أو أن تشن القوات الأمريكية عمليات هجومية من داخل أو عبر مجالهم الجوي.

وقال المسؤولون إن الدول العربية قالت إنها ستسمح للقوات الأمريكية بالرد دفاعاً عن النفس. وقال مسؤول دفاعي أمريكي إن الطلبات العربية تظل غير رسمية، مضيفاً أن الدول العربية قامت، ومنذ بداية الحرب في غزة العام الماضي، بفرض قيود على العمليات الأمريكية. لكن المسؤولين قالوا إن هذه الدول أصبحت أكثر في ظل توسع الحرب والمواجهات بين إسرائيل وإيران، بما فيها العلميات والغارات الإسرائيلية في لبنان.

وفي أول مكالمة بين الرئيس جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، منذ آب/أغسطس، ناقشا يوم الأربعاء الانتقام الإسرائيلي المحتمل ضد إيران. وقال مسؤولون أمريكيون إنهم لا يعرفون توقيت الهجمات وما الذي ستضربه إسرائيل من أهداف.

ولدى إسرائيل طرق أخرى لإرسال طائراتها غير أجواء الخليج، فهي تستطيع إرسالها عبر أجواء سوريا التي تحلّق فيها المقاتلات الإسرائيلية بحُرية، أو عبر العراق الذي لا يملك دفاعات جوية قادرة على مواجهة التكنولوجيا الإسرائيلية القوية.

ومع ذلك، فإن أي قيود على حركة القوات الأمريكية في جميع أنحاء المنطقة تجعل من الصعب تأمين أو إعادة إمداد أصوله، مثل حاملات الطائرات العاملة في البحر الأحمر.

بعثة إيران في الأمم المتحدة حذّرت “أي دولة ستقدم المساعدة” لهجوم إسرائيلي بأنها “ستعتبر أيضاً شريكاً وهدفاً مشروعاً”

وكانت بعثة إيران في الأمم المتحدة قد حذّرت، في وقت سابق من هذا الشهر، “أي دولة ستقدم المساعدة” لهجوم إسرائيلي، و”ستعتبر أيضاً شريكاً وهدفاً مشروعاً”، لكنها لم تقدم أي تفاصيل محددة. وفي الوقت الذي أعلنت فيه الولايات المتحدة دعمها للرد الإسرائيلي إلا أنها تضغط من أجل أن يكون الرد محدوداً حتى لا يتوسّع النزاع في المنطقة.

ومع تحذير إيران بأنها سترد لو هاجمت إسرائيل، يشعر قادة الدول العربية بالقلق من أن أمريكا ستزيد من دعمها لحليفتها في الشرق الأوسط. وقال يوسي ميكلبيرغ، محلل شؤون الشرق الأوسط بمعهد “تشاتام هاوس” بلندن: “إن ما يقلقني في هذا الوضع هو مخاطر سوء التقدير، أو حدوث خطأ ما”، و”ربما دفع ذلك الجانب الآخر إلى القيام بأشياء لم يحضر نفسه لها”.

وتقول الصحيفة إن القنوات السرية التي فتحت في نيسان/أبريل أعيد فتحها لمواجهة الأزمة الحالية، وقد زادت الوساطات السرية لتهدئة الوضع، وبخاصة بعد مقتل زعيم “حزب الله”، حسن نصر الله وغزو إسرائيل للبنان. وهناك رسالة واضحة في التحركات الدبلوماسية، وهي المخاطر التي قد تطال الولايات المتحدة في لعبة الملاكمة بين إيران وإسرائيل. وهو ما يفسر من زيادة أمريكا من أرصدتها العسكرية في المنطقة. وتعهدت السعودية والإمارات، في اجتماع طارئ الأسبوع الماضي، بعدم السماح باستخدام أراضيهما أو مجالهما الجوي في أي ضربات محتملة على إيران.

ويخشى بعض الدول العربية أن تؤدي الحرب المتوسعة إلى خنق صادرات النفط التي تمرّ عبر مضيق هرمز، الممر المائي الضيق الذي يربط الخليج بالعالم الأوسع، ما قد يدفع أسعار النفط إلى الارتفاع، حسب مسؤولي البلدين.