اليونيفيل تحت مرمى النيران الإسرائيلية.. وزير الخارجية الإيطالي يعترض.. ولبنان يدين السابقة الخطيرة

المسار الاخباري”: عاود جيش الاحتلال الإسرائيلي الاعتداء على قوات “اليونيفيل” العاملة في جنوب لبنان، بحسب ما أوردت “الوكالة الوطنية للإعلام”، وأطلق اليوم قذيفة على المدخل الأساسي لمركز قيادة “اليونيفيل” في الناقورة، ما أدى إلى إلحاق أضرار بالمدخل.

واستهدفت دبابة ميركافا أحد أبراج “اليونيفيل” على الخط العام الذي يربط صور بالناقورة، أمام حاجز الجيش اللبناني، ما أدى إلى إصابة عسكريين من الكتيبة السريلانكية.

وجاء هذا الاعتداء بعد 24 ساعة على استهداف برج حراسة لقوات الطوارئ الدولية في المقر العام في منطقة رأس الناقورة، حيث أصيب جنديان، إضافة إلى إطلاق نار على موقع الأمم المتحدة 1-31 في رأس الناقورة، وإصابة دشمة لجنود حفظ السلام، وإلحاق أضرار بآليات ونظام اتصالات. أضف إلى ذلك تعطيل كاميرا مراقبة.

وكان مندوب إسرائيل في الأمم المتحدة طالب “اليونيفيل” بالانسحاب 5 كلم شمالاً، ما جعل الدول المشركة في هذه القوات تتخوف من غياب الضمانات الجدية من قبل الحكومة الإسرائيلية لحماية جنودها ومواقعهم.

وتعليقاً على التعرّض لـ “اليونيفيل”، التي يتألف قسم كبير منها من القوات الفرنسية والإيطالية، أعلن وزير الدفاع الإيطالي غويدو كروزيتو أن “لبنان ليس أفغانستان، وما يحدث في جنوبه تجاه اليونيفيل غير مقبول”.

وزير الدفاع الإيطالي: لبنان ليس أفغانستان، وما يحدث في جنوبه تجاه اليونيفيل غير مقبول

وقال، خلال مؤتمر صحافي في أعقاب إصابة جنديين أندونيسيين في “اليونيفيل”، وتدمير كاميرات في القاعدة الإيطالية: “بيروت مدينة تتعايش فيها ثقافات وأديان مختلفة، ولبنان يتمتع بحساسية ديمقراطية”، مشيراً إلى أن “مشكلة لبنان تكمن في أنه استقبل مليوني لاجئ، وهي نسبة من اللاجئين مقارنة بالسكان لا توجد في أي دولة أخرى في العالم”.

أضاف: “في الأعوام الأخيرة تظاهرنا بعدم ملاحظة ذلك. وهو الوضع الذي كان سيتسبب في انفجار كل شيء في أي مكان. حتى الآن، رغم ذلك، حافظ لبنان على توازن هش، أدخله هذا الهجوم الإسرائيلي في أزمة”.

من جهتها، دانت وزارة الخارجية والمغتربين “بأشد العبارات الاستهداف الممنهج والمتعمّد الذي يقوم به الجيش الإسرائيلي لقوات الأمم المتحدة المؤقتة العاملة في جنوب لبنان UNIFIL، وآخر فصوله قصف استهدف أبراج مراقبة في المقر الرئيس لليونيفيل في رأس الناقورة، وفي مقر الكتيبة السريلانكية، ما أدى إلى سقوط عدد من الجرحى في صفوف اليونيفيل”.

وأكدت الخارجية، في بيان، أن “الهجمات الإسرائيلية المتكررة ضد قوات حفظ السلام، والطلب منها بشكل غير مشروع إخلاء مواقعها في جنوب لبنان، خلافاً لولايتها التي حدّدها مجلس الأمن تعدّ سابقة خطيرة، وتؤكد مرة أخرى استباحة إسرائيل للشرعية الدولية، وعدم امتثالها للقوانين والمواثيق الدولية، وللقانون الدولي الإنساني، وقد تشكل جريمة حرب، إضافة إلى انتهاكها الصارخ والمستمر لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 .كما تعرّض هذه الاعتداءات المقصودة سلامة قوات “اليونيفيل” وأمنها لخطر شديد تتحمل إسرائيل مسؤوليته. ولا يمكن فصل هذه الاستهدافات عن المحاولات الإسرائيلية المتكررة والمتواصلة لتقويض مهمة “اليونيفيل”، وعرقلة عملية التجديد السنوية لولايتها، وإلغاء التفويض الممنوح لها من قبل مجلس الأمن”.

وأضافت الخارجية: “أمام هذا التعدي الإسرائيلي الخطير على قوات حفظ السلام، يطالب لبنان مجلس الأمن والمجتمع الدولي والدول المساهمة في مهمة “اليونيفيل” بالدعوة لفتح تحقيق بالموضوع، واتخاذ موقف حازم وصارم من هذه الاعتداءات، وإدانتها بشدة، لأن عدم ردع اسرائيل ووضع حدّ لانتهاكاتها سيسمح لها بالتمادي في هجماتها على “اليونيفيل”، وسيبعث برسالة خاطئة قد يكون لها تبعات خطيرة على مهمات الأمم المتحدة لحفظ السلام حول العالم، وعلى سلامة أفرادها وممتلكاتها”.