مئات الجثث تصل المشافي والعشرات في الشوارع.. وتحذيرات من خطورة الأوضاع في شمال غزة

المسار الاخباري: تزداد الأوضاع الصحية صعوبة في مناطق شمال قطاع غزة، مع استمرار قوات الاحتلال في إطباق الحصار المفروض منذ بدء الهجوم البري الكبير على تلك المناطق قبل نحو الأسبوعين، في وقت أكد فيه مركز حقوقي، أن جيش الاحتلال لجأ إلى استخدام سياسة “الأرض المحروقة” خلال الهجوم البري الكبير على شمالي القطاع.

وضع صحي صعب

وقال المدير العام لوزارة الصحة الفلسطينية في غزة الطبيب منير البرش، إنه منذ بدء الهجوم البري لجيش الاحتلال على شمال القطاع، وصل 350 شهيدًا ومئات الإصابات إلى مستشفيات شمالي القطاع.

وأكد في ذات الوقت أن️ هناك جثامين بقيت في الشوارع والأزقة، حيث لا تستطيع الطواقم الطبية الوصول إليها لانتشالها، وأشار في ذات الوقت إلى أنه مع زيادة عدد الإصابات والضحايا، وفي ظل الحصار المحكم على شمال القطاع، ️تعاني المستشفيات من نقص حاد في الأدوية الأساسية، خاصة أدوية التخدير.

وقال إن قسم ️العناية المركزة توقف تمامًا بسبب نفاد الوقود، فيما ️لم تصل أي مساعدات إلى شمالي القطاع منذ بدء العدوان.

من جهته قال الدكتور محمد صالحة، مدير مستشفى العودة، أحد المشافي الثلاث التي تعمل بأقل الإمكانيات شمال القطاع، إن حصار مخيم جباليا وشمال غزة مستمر “في ظل استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي لكل ما هو متحرك في شمال غزة”.

وأكد وصول عشرات الإصابات لمستشفى العودة والمستشفيات العاملة في شمال غزة، لافتا إلى أن الطواقم الطبية تتعامل مع الإصابات المعقدة في ظل النقص الحاد في الأدوية والمستلزمات الطبية والوقود.

ممر آمن

جدير ذكره أن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، طالب بفتح “ممر آمن” بشكل فوري وحقيقي لإنقاذ المنظومة الصحية شمال القطاع، التي قال إنها “تمر بوضع كارثي وغير مسبوق بسبب عدوان الاحتلال الإسرائيلي”.

وأكد أن جيش الاحتلال يواصل استهداف المنظومة الصحية بمحافظة شمال قطاع غزة، حيث هدد قبل أيام بإسقاط المستشفيات التي تعمل في المحافظة، وأطلق النار على غرفة الإدارة بمستشفى كمال عدوان، وطالب جميع الطواقم الطبية بمغادرة المستشفيات وهي مستشفى كمال عدوان، المستشفى الإندونيسي، مستشفى العودة، مستشفى اليمن السعيد.

هذا وكان مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا” حذر من أن الوضع الإنساني في شمال غزة كارثي، مع تكثيف العمليات العسكرية الإسرائيلية هناك، مما يهدد بشكل بالغ قدرة الناس على الوصول إلى وسائل البقاء.

وقال “إن شركاء الأمم المتحدة في مجال الصحة حذروا من أن ثلاثة مستشفيات فقط في محافظة شمال غزة تعمل الآن، وبحد أدنى من طاقتها”، لافتا إلى أن تلك المرافق تعاني من نقص حاد في الوقود والدم ومواد علاج الصدمات والأدوية، وأن حوالي 285 مريضا ما زالوا في هذه المستشفيات، بينما تستمر الأنشطة العسكرية خارجها.

كما حذرت منظمة الصحة العالمية، من أن مستشفى كمال عدوان في الشمال ما زال مكتظا رغم عملية الإجلاء الأخيرة لبعض المرضى من المستشفى الذي يستقبل ما بين 50 و70 جريحا جديدا كل يوم.

الأرض المحروقة

وفي السياق، أكدت مؤسسة الضمير لحقوق الإنسان-غزة، أنها “تتابع بخطورة شديدة” ما يقوم به جيش الاحتلال من “إبادة جماعية وحصار خانق لمخيم جباليا”، على مسمع ومرأى من العالم أجمع دون تدخل فعلي وحقيقي لوقف الإبادة الجماعية التي يتعرض لها المخيم.

ووفقا للمعلومات المتوفرة لمؤسسة الضمير لحقوق الإنسان، فإن جيش الاحتلال الإسرائيلي شن حملة برية عسكرية واسعة النطاق في شمال قطاع غزة، بدأت بمطالبة كافة سكان شمال غزة (جباليا – بيت حانون– بيت لاهيا)، والمستشفيات العاملة فيها (الاندونيسي – كمال عدوان – العودة) بالإخلاء فوراً إلى المناطق الجنوبية من القطاع.

وذكر المركز الحقوقي أنه قبل مغادرة المواطنين منازلهم قام الاحتلال بمحاصرة معسكر جباليا من كافة اتجاهاته، وانتهج سياسة “الأرض المحروقة” من خلال نسف المباني السكنية واستهداف أي شيء متحرك على الأرض بواسطة طائرات “كواد كابتر” المنتشرة في كافة أجواء المخيم مما أدى إلى استشهاد الكثير من المواطنين، منذ بدء العملية.