كتاب وصحفيون من شمال غزة: الاحتلال ينفذ “خطة الجنرالات” بالقتل والتجويع

المسار الاخباري: اتفق صحفيون وكُتاب فلسطينيون على أن الاحتلال الإسرائيلي يسعى فعليًا لتنفيذ ما وصفوه بـ “مخطط الجنرالات” لتهجير سكان شمال قطاع غزة، رغم الادعاءات المنافية لذلك.

وفي حديثهم لـه، أشاروا إلى أن هذا المخطط يتم تنفيذه عبر القتل والتجويع، ويستهدف نحو 600 ألف فلسطيني يرفضون ترك منازلهم في محافظتي غزة وشمال القطاع.

وأكد الكاتب يسري الغول أن “الاحتلال يمضي قُدمًا في تنفيذ مخططه، مرتكبًا جرائم الإبادة والتطهير العرقي بحق السكان، في ظل صمت دولي وانشغال العالم بما يحدث في لبنان”.

وأضاف “الغول”: “المخطط يجري تنفيذه عبر القتل والتجويع وقطع المياه، كما حدث عند استهداف عشرات المواطنين أثناء محاولتهم الوصول إلى مخزن مساعدات في جباليا بسبب الجوع”.

وشدد “الغول” على أهمية صمود السكان لمواجهة هذا المخطط، معربًا عن أمله في تعزيز مقاومة الناس لهذه السياسات.

ودعا النشطاء والصحفيين إلى تسليط الضوء على ما وصفه بـ”مجزرة جباليا” بمختلف اللغات، مشيرًا إلى أن المؤسسات الدبلوماسية الفلسطينية يجب أن تلعب دورًا أكثر فاعلية في مواجهة هذه الممارسات.

من جانبه، أوضح الصحفي أسامة العشي أن شمال قطاع غزة يشهد عودة للمجاعة بسبب منع دخول المساعدات منذ بدء العملية البرية في المنطقة.

وقال “العشي”: “يبدو أن العالم فقد حسه الإنساني، إذ لم يتحرك رغم نقل الحقيقة بالصوت والصورة على مدى عام كامل”.

وبالرغم من ذلك، يرى “العشي” ضرورة استمرار التواصل مع العالم بطرق جديدة، مشددًا على أهمية تذكير العالم بأن “غزة لن تكون وحدها، وأن الحرب والجوع قد يمتدان إذا لم يتم التحرك لإنقاذها”.

وطالب “العشي”، الكُتاب والصحفيين والنشطاء بالسعي لإعادة إحياء الشعوب المتأثرة، رغم القيود الأمنية التي تفرضها حكوماتهم.

“قضية التهجير”..

أما الصحفي عمر محمد، أكد على ضرورة إبقاء قضية تهجير سكان شمال القطاع حية في الإعلام، وعدم تجاهلها في التغطيات.

وقال عمر: “كلما زاد التركيز الإعلامي على هذه القضية، كانت الرواية الفلسطينية أكثر حضورًا، في مواجهة الروايات المضللة للاحتلال”.

ودعا إلى تكثيف العمل الإعلامي عبر نقل الأخبار والتقارير، وتوثيق المعاناة بالصور والفيديوهات، بهدف إيصال الحقيقة للعالم من خلال جهود الصحفيين والنشطاء.

وفي جملة من المقابلات التي أجرية مع عدد من المواطنين الصامدين في شمال القطاع، رغم الحصار والعدوان الإسرائيلي المتتابع لليوم الـ 14 تواليا، ترصد حالة الثبات الغزي العنيد، الذي يقف حائلا أمام تنفيذ “خطة الجنرالات” التي يهدف الاحتلال من خلالها إلى التهجير القسري لقرابة 400 ألف فلسطيني من شمال القطاع

وفي 6 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي بدء عملية عسكرية في جباليا بذريعة “منع المقاومة من استعادة قوتها في المنطقة”، وذلك بعد ساعات من بدء هجمة شرسة على المناطق الشرقية والغربية لشمالي القطاع هي الأعنف منذ مايو/أيار الماضي.

وأنذر جيش الاحتلال الإسرائيلي الفلسطينيين بإخلاء مساكنهم في جباليا وبلدتي بيت حانون وبيت لاهيا والتوجه جنوباً، وسط تحذير وزارة الداخلية والأمن الوطني بغزة المواطنين من الاستجابة لذلك، معتبرةً إياه “خداعاً وكذباً”.

ويواصل جيش الاحتلال الاسرائيلي حصاره وعدوانه على شمال قطاع غزة، لليوم الـ 14 تواليا، وسط قصف، وإطلاق نار ومنع المواطنين من الحركة أو إدخال المساعدات.

ويأتي العدوان الاسرائيلي الأخير على الشمال في محاولة لاستمرار تهجير عشرات الآلاف من المواطنين، وتنفيذ “خطة الجنرالات”، فيما تؤكد مصادر حقوقية وصحفية، أن سكان الشمال مازالوا ثابتين في بيوتهم وفي مراكز الايواء ويرفضون تهجيرهم نحو جنوب القطاع.

وتدعو الخطة إسرائيل إلى الإبقاء على سيطرتها على شمال غزة لفترة غير محددة في محاولة لإنشاء إدارة جديدة بدون حماس، مما يقسم قطاع غزة إلى قسمين.