عربي

أحزاب معارضة في مصر تنعى السنوار وتطالب بطرد البعثات الدبلوماسية الإسرائيلية

المسار الاخباري: نعت أحزاب معارضة، في مصر، يحيى السنوار، رئيس المكتب السياسي لـ”حماس” الذي استشهد يوم الأربعاء باشتباك مع قوات الاحتلال في رفح، ونعته الحركة، أمس الجمعة.

وحيت الحركة المدنية الديمقراطية، روح الشهيد السنوار، وقالت في بيان إنه استشهد رافعا رأسه وشاهرا سلاحه.

وأكدت الحركة التي تضم 12 حزبا معارضا، أن الموت قد يغيب القادة، ولكن الحياة تعيد إنتاج المقاومة والمقاتلين، كما جرى بعد استشهاد إسماعيل هنية وحسن نصر الله.

وقالت إنها تدرك أن حروب الاستقلال بطبيعتها هي حروب استنزاف طويلة المدى، تتواصل على جولات ولا تعرف منطق الضربة القاضية، وأن منطقها دائما هو أنك لن تنهزم ما دمت تقاتل.

ولفتت إلى أنها تابعت، تصريحات مجرم الحرب نتنياهو وهو يؤكد أن الحرب لم تنته، ويشهر خريطة إسرائيل الكبرى والشرق الأوسط الكبير، وقد ابتلعت عواصم عربية. كما تابعت مظاهر البهجة في الدوائر الرسمية في العواصم الغربية برحيل السنوار، وكيف أعادت المقاومة اللبنانية تنظيم صفوفها بعد استشهاد نصر الله والقادة الكبار.

وشددت على ضرورة طرد البعثات الدبلوماسية الصهيونية من عواصم التطبيع، ومراجعة كل الاتفاقيات التي تمس السيادة الوطنية للدول العربية على أراضيها، وحضور القوات المسلحة المصرية على معبر رفح ومحور صلاح الدين، معتبرة أن الكيان الصهيوني خطر يهدد الجميع.

وشددت على ضرورة “المقاومة الآن وليس غدا”.

كذلك، أصدر الحزب الاشتراكي المصري بيانا نعى فيه السنوار، حيث وصفه بأنه “جندي بطل وسط ساحة النزال، حاملا حياته على كفه، وسلاحه في يده، ومرتديا زي المكافحين الصامدين، ومقاتلا ببسالة حتى الرمق الأخير، لكي يؤكد مجددا، حتى في لحظة ارتقائه، أن الشعوب الحية لا تذل، وأن ليل القهر والاستعباد، مهما طال، إلى زوال”.

وزاد: “ورغم اعترافنا بفداحة الخسارة، فيقيننا أن استشهاد القائد السنوار لا يعني نهاية المقاومة الفلسطينية أو انكسار إرادة شعب فلسطين التي قدت من فولاذ، تماما كما لم تكن عملية الاغتيال الدنيئة للشهيد حسن نصر الله نهاية لنضال الشعب اللبناني ومقاومته للعدو الإسرائيلي الهمجي، المدعوم دعما كاملا: عسكريا، واقتصاديا، ودبلوماسيا وسياسيا من الولايات المتحدة والغرب الاستعماري، وحلف الناتو، ونظم العرب الحليفة”.

ووفق الحزب “هذه المعركة التي ما زالت دائرة، هي جولة من جولات الصراع ضد العصابات الصهيونية، القاعدة المركزية للهيمنة الاستعمارية في الشرق الأوسط، وقد استطاعت المقاومة الفلسطينية، رغم محدودية إمكاناتها، أن تعري عبر صمودها الأسطوري ـ عورات الجيش الذي لا يقهر، واستطاعت أن تعيد إحياء القضية الفلسطينية وتضعها في المرتبة الأولى على أجندة العالم كله، والأهم أنها زلزلت وضع الكيان الصهيوني المصطنع، وأبرزت هزال تكوينه وهشاشة مقوماته، بالهجرة المعاكسة لأكثر من مليون ساكن إلى خارجه مع امتداد القتال”.

طريق طويل وشاق

وبين أن “طريق المقاومة والنضال طريق طويل، وشاق، ومليء بالتضحيات، لكن إرادة شعوب المنطقة وتصميمها على التحرر من التبعية والاستبداد الاجتماعي والسياسي، ونضال الشعب الفلسطيني، مدعوما بقوة الشعوب، من أجل استعادة حقوقه، وسعيا للتخلص من نير الاحتلال الصهيوني وقوى الهيمنة، وإصرار بلادنا على نيل حريتها واستعادة كرامتها، هو ما سيحسم نهاية هذا الصراع لصالح شعوب المنطقة والعالم، وسيزيل العقبات من طريق الانتصار، ولن تنال قوة التدمير وروح الانتقام الاستعماري، والإبادة الصهيونية، من عزيمة شعوبنا، لكنه سينال من استقرار عروش كل الخونة المتحالفين مع العدو، والمعادين للمقاومة في الوطن العربي”.

واعتبر أن “واقع الاستشهاد البطولي للقائد يحيى السنوار، وزملائه من المقاتلين الأبرار، على أرض فلسطين الباسلة، يرسم خريطتها الحرة المنيعة المقبلة، وسوف يستكمل شعب فلسطين مع شعب لبنان والأحرار في كل مكان، الذين أصبحوا على وعي كامل بحقيقة القضية في منطقتنا، ومعهم كل الأصوات الشريفة حتى بين يهود العالم على اتساعه، مسيرة مواجهة الكيان الصهيوني المتوحش، حتى هزيمته المحتومة”.

ونعى الأزهر الشريف، شهداء المقاومة الفلسطينية الأبطال، رافضا نعتهم بالإرهابيين.

جاء ذلك في بيان نشره عبر حسابه الموثق في منصة “إكس”، إذ قال: “ينعى الأزهر الشريف شهداء المقاومة الفلسطينية الأبطال، الذين طالتهم يد صهيونية مجرمة”.

وأكد أن تلك اليد “الصهيونية عاثت في أرضنا العربية فسادا وإفسادا، فقتلت وخربت، واحتلت واستولت وأبادت أمام مرأى ومسمع من دول مشلولة الإرادة والقدرة والتفكير، ومجتمع دولي يغط في صمت كصمت الموتى في القبور، وقانون دولي لا تساوي قيمته ثمن المداد الذي كتبَ به”.

وأضاف، أن “شهداء المقاومة الفلسطينية كانوا مقاومين بحق، أرهبوا عدوهم، وأدخلوا الخوف والرعب في قلوبهم، ولم يكونوا إرهابيين كما يحاول العدو تصويرهم كذبا وخداعا، بل كانوا مرابطين مقاومين متشبثين بتراب وطنهم، حتى رزقهم الله الشهادة وهم يردون كيد العدو وعدوانه، مدافعين عن أرضهم وقضيتهم وقضيتنا؛ قضية العرب والمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها”.

وتابع: “الأزهر إذ ينعى شهداء المقاومة الفلسطينية، فإنه يشدد على أهمية فضح كذب الآلة الإعلامية الصهيونية وتدليسها، ومحاولتها تشويه رموز المقاومة الفلسطينية في عقول شبابنا وأبنائنا، وتعميم وصفهم بالإرهابيين”.

وشدد على أن “المقاومة والدفاع عن الوطن والأرض والقضية والموت في سبيلها شرف لا يضاهيه شرف”.