المسار الاخباري: تبنت الفصائل العراقية المسلحة، المنضوية في ائتلاف “المقاومة الإسلامية”، أمس الجمعة، مهاجمة هدف للعدو الإسرائيلي في شمال الأراضي المحتلة بالطيران المسيّر، متوعدة بمواصلة عملياتها بـ”وتيرة متصاعدة”، في وقت حذر فيه سياسي ينتمي “للإطار التنسيقي” الشيعي، من سياسة “الأرض المحروقة” التي تنتهجها سلطات الاحتلال، مشيرا إلى أن الكيان الصهيوني يخطط لابتلاع غرب العراق وسوريا ولبنان لتحقيق حلمه في إقامة “دولته اليهودية”.
وفي بيان صحافي، أفادت الفصائل بأنه “استمرارا في نهجنا في مقاومة الاحتلال، ونصرة لأهلنا في فلسطين ولبنان، وردا على المجازر التي يرتكبها الكيان الغاصب بحق المدنيين من أطفال ونساء وشيوخ، هاجم مجاهدو المقاومة الإسلامية في العراق صباح الجمعة (أمس)، هدفا حيويا في شمال أراضينا المحتلة بواسطة الطيران المسيّر، مؤكدة “استمرار العمليات في دك معاقل الأعداء بوتيرة متصاعدة”.
وبذلك تكون “المقاومة الإسلامية”، قد أعلنت مسؤوليتها عن 16 عملية عسكرية خلال أسبوع، وفقا لجردة حساب لما أصدرته من بيانات صحافية أرفقتها بمشاهد مصورة توثق اللحظات الأولى للعمليات.
وطبقا لما نشرته الفصائل من معلومات، فإن العمليات طالت أهدافا حيوية في أم الرشراش “إيلات” المحتلة، والجولان وغور الأردن و”شرق وشمال ووسط وجنوب الأراضي المحتلة”، مستعينة بالطيران المسيّر وطائرات قالت بأنها “ذات قدرات متطورة”.
جبهة إسناد
يأتي ذلك في وقت، أكد فيه النائب عن “الإطار التنسيقي” الشيعي، حسين مؤنس، أن العراق ليس طرفا في المواجهة في المنطقة، بل إنه في جبهة الإسناد، محذرا من أن الكيان الصهيوني يعتمد سياسة الأرض المحروقة ولا يأبه للأرواح والممتلكات.
النائب العراقي المقرب من الفصائل المسلحة، ذكر أيضا للمحطة الرسمية، بأن “الكيان الصهيوني تجاوز كل الأعراف في حربه على الشعبين الفلسطيني واللبناني، ويعتمد سياسة الأرض المحروقة غير آبه للأرواح والممتلكات”.
وأضاف أن “الكيان الصهيوني فشل في تحقيق أهداف عسكرية في الحرب على غزة ولبنان، وقبلها أفشلت المقاومة الإسلامية حزب الله مخطط الشرق الأوسط الجديد في حرب تموز/ يوليو 2006”.
وأكد أن “الكيان الصهيوني ليس دولة بل هو كيان غاصب ومحتل، وهو بالنسبة للعراق كعصابات داعش الإرهابية”، لافتا في الوقت عينه إلى إنه “بالنسبة للحرب الحالية، فإن العراق ليس طرفا بالمواجهة، إلا أنه في جبهة الإسناد”.
وحذر من أن “الكيان الصهيوني يسعى لابتلاع غرب العراق وسوريا والأردن ولبنان؛ لتحقيق حلم إقامة دولة يهودية من النيل إلى الفرات، والمنطقة بالنسبة له منطقة قتال ضمن مشروعه للدولة اليهودية، وفشله في التوسع منذ العام 1948 جاء لمواقف الدول والمقاومة”.
وفي الموازاة، اعتبر إمام جمعة النجف، صدر الدين القبانجي، استشهاد رئيس المكتب السياسي لـ”حماس” يحيى السنوار، بأنه الحدث الساخن هذا الأسبوع.
وذكر في خطبة الجمعة السياسية، بأن “صفحات الهزيمة لإسرائيل بدأت تسرع داخل إسرائيل حيث المظاهرات وخارج إسرائيل أيضا”.
وأضاف: “نحن أمام صحوة عالمية وليس إسلامية فقط، بل صحوة شيعية إسلامية إنسانية عالمية يقودها اتباع أهل البيت باتجاه الانتصار لدين الله والمستضعفين”.
كما ثمن، انسحاب وفد البرلمان العراقي من مؤتمر البرلمانات الدولي الذي عقد في جنيف أثناء إلقاء كلمة وفد الكيان الصهيوني، متقدما في الوقت عينه بالشكر “للعتبات العلوية والحسينة والعباسية على استضافتهم اللبنانيين، وكذلك الشكر لشعبنا على كل الجهود التي تبذل لإيواء الضيوف اللبنانيين”.
وعلى الصعيد عينه، حيا خطيب وإمام صلاة الجمعة “للتيار الصدري” في مسجد الكوفة في النجف، كاظم الحسيني، المقاومة الإسلامية في غزة والجنوب اللبناني التي تقف بوجه الاستكبار العالمي.
وأشار رجل الدين الشيعي في خطبة الجمعة، إلى إنه “تمر أمتنا العربية والإسلامية بلحظة تاريخية مفصلية وخطيرة، وهي حرب إبادة الإسلام، باعتباره آخر العقبات التي تعرقل سيادة الاستكبار العالمي الشيطاني على الأرض”، مستدركا: “فقد قال عرابو سياسات الغرب بصراحة أن حربنا القادمة بعد سقوط الاتحاد السوفيتي ستكون مع الإسلام بوصفه العقيدة والثقافة التي تناقض عقيدة أمريكا وثقافة الغرب وتمنع من هيمنتها الكاملة”.
الوحش المسعور
وأكد أن “طبول هذه الحرب قد قرعت في غزة وجنوب لبنان في سياق إبادة شاملة للبشر والحجر، وها هي أوتاد المقاومة الإسلامية تتساقط على أرض الشهادة كما تتساقط النجوم”. ولفت إلى أن “مسؤوليتنا الأولى في هذا المضمار الخطير أن تتوحد مشاعر العرب والمسلمين وجهودهم في مواجهة هذا الوحش المسعور الذي لا تميز شهوته للقتل بين شيعي وسني؛ بين مقاوم ومدني؛ بين رجل وامرأة؛ بين شيخ وطفل، فالكل أهداف لماكنة القتل والإبادة”. وأوضح أن “الملاحظ، مع شديد الأسف، تصاعد وتيرة الخطاب الطائفي مع تصاعد وتيرة القتال بين الصهاينة والمقاومة الإسلامية”، مبينا أن “ذلك يأتي من أجل تعميق الفرقة بين المسلمين وإلهائهم عن اتخاذ الموقف المسؤول أمام غطرسة الكيان اللقيط وعدوانه الهمجي”.
وزاد: “لقد استشهد السيد حسن نصر الله الشيعي في ذات الخندق الذي استشهد فيه يحيى السنوار السني”، متسائلا: “أفلا يكفي لكم أيها المسلمون أيها العرب درسا وعبرة في مغادرة الخطاب الطائفي الذي مزق الأمة وأضعفها؟ ألا يكفي ذلك برهانا ساطعا على أن عدو الله قد حسم أمره لإبادة المسلمين على السواء السنة منهم والشيعة؟ فعلام إثارة المهاترات في قضايا تاريخية وترك مصيرنا الحاضر تتلاعب به الصهيونية كيفما تريد؟”.
ورأى أن “أصحاب الخطاب الطائفي ومروجي الفتنة الطائفية ليسوا إلا بيادق تخدم في جيش الاحتلال الصهيوني من حيث تشعر ومن حيث لا تشعر”، مذكرا بالقول: “لقد وعد الله تعالى عباده بالنصر وأعظم نصرة لله تعالى هو التوحيد بين أهل التوحيد، وأقل مراتب التوحيد اليوم هي أن يتوحد العرب والمسلمون بمشاعرهم وصوتهم ضد الكيان الصهيوني المحتل”.
وأكمل: “ونحن نعلم جميعا علم اليقين أن أمريكا وإسرائيل لن ينتصرا، وأن الوعد الإلهي بزوال أمريكا وإسرائيل آت كما قال شهيدنا الصدر من على هذا المنبر، ولكن هذا الوعد من أجل أن يأتي، لا بد أن تنتشر معالم الوحدة الإسلامية بين المسلمين، لا اقل في مشاعرهم وتشخيص عدوهم”. واختتم رجل الدين الشيعي خطبته بتحية “المقاومة الإسلامية في غزة والجنوب اللبناني”، والشعب الصابر في غزة ولبنان وسوريا.