العراق: سياسيون وفصائل ينعون السنوار ويتعهدون بدعم المقاومة

المسار الاخباري: أثار استشهاد رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس”، يحيى السنوار، موجة من ردود الفعل في العراق، ففيما تعهدت حركة “النجباء” المنضوية في ائتلاف فصائل “المقاومة الإسلامية”، أمس الجمعة، بمواصلة وقوفها إلى جانب المقاومين لحين تحرير الأقصى من الإسرائيليين، أكد تحالف “العزم”، بزعامة مثنى السامرائي، المضي في دعم الشعب الفلسطيني في نضاله المشروع حتى تحرير أرضه واستعادة حقوقه المسلوبة.

وقالت الحركة، التي يتزعمها أكرم الكعبي، في بيان صحافي أمس، “نبارك لإخوة السلاح والجهاد حركة المقاومة الإسلامية حماس ارتقاء رئيس المكتب السياسي المجاهد الشجاع يحيى السنوار الذي استشهد في ساحات الوغى مقبلا غير مدبر، سائرا على خطى الشهداء القادة الذين سبقوه إلى جنات الخلد في مقعد صدق عند مليك مقتدر”.

وأوضح أن مسيرة السنوار “مشرفة تجعل من خط الممانعة والمقاومة خطا مباركا مضمخا بالدماء الطاهرة التي تعبد طريق التحرر من نير الاحتلال الغاشم الغادر”.

وأكملت الحركة بيانها بالقول: “نجدد للإخوة في حركة حماس وقوفنا الدائم معهم قولا وفعلا، وسنستمر حتى تحرير الأقصى من براثن الصهاينة الأنجاس”.

فيما اعتبر رئيس البرلمان العراقي بالإنابة، محسن المندلاوي، أن المقاومة مشروع لا ينتهي باستشهاد القادة وإنما يزداد تجذرا ورسوخا في أعماق الأمة.

ونعى المندلاوي، إلى الأمتين العربية والإسلامية، و”محور إسناد القدس”، ورجال المقاومة البطلة في فلسطين وكل بقاع العالم، خصوصا حركة “حماس”، استشهاد رئيس مكتبها السياسي، القائد المجاهد يحيى السنوار، خلال اشتباكه البطولي مع القوات الصهيونية في رفح.

وقال في بيان إن “دماء قادة الأمة ومجاهديها التي سفكت ظلما وعدوانا على طريق فلسطين، تثبت عظمة وأهمية القضية التي ضحى الشهداء بأرواحهم من أجل نصرتها”، فيما أكد أن “المقاومة مشروع لا ينتهي باستشهاد القادة وإنما يزداد تجذرا ورسوخا في أعماق الأمة”. وبين أن “كل الذين ساروا على هذا الدرب يؤمنون بأن الشهادة طريق انتصار وخلود وهكذا مشروع لا يموت”.

واستذكر رئيس مجلس النواب بالنيابة، “التاريخ الجهادي الحافل لقائد طوفان الأقصى ومهندسها شهيد الإسلام وفلسطين يحيى السنوار، والعمر الطويل الذي أقضاه بين سجون الاحتلال وميدان المقاومة، حتى لقى الله وهو مضرجا بدمائه الزكية، مدافعا عن دينه وأرضه وشعبه، مقبلا غير مدبر، متوجا بوسام الشهادة في سبيل الله ثمنا لسنوات التضحية والجهاد التي قضاها”.

وأضاف أن “روحه الطاهرة ستبقى حاضرة تقاتل إلى جانب شعبها وأمتها حتى تحرير الأرض الالأرصارض من المحتل واستعادة الحقوق ورفع الظلم”.

وضمن موجة ردود الفعل في العراق، تقدم حزب “الدعوة الإسلامية”، بزعامة نوري المالكي، بالتعازي لحركة “حماس” باستشهاد السنوار، مؤكدا أن الشعوب لا تفنى بالقتل والإبادة، والقضية الفلسطينية العادلة لن تقبل الانطفاء والتسوية المذلة.

وقال المكتب السياسي للحزب في بيان إنه “التحق شامخا بقافلة من سبقه من الشهداء وهو مرابط في خندق الجهاد والعزة مدافعا عن أرض الإسلام في فلسطين المحتلة، وظل مقاوما بين أبناء شعبه، محتضنا سلاحه. هكذا ودع الدنيا بطريقة تليق بالأبطال”.

ووفق البيان فإن “الشعوب لا تفنى بالقتل والإبادة، والقضية الفلسطينية العادلة لن تقبل الانطفاء والتسوية المذلة، فمنذ عام 1948 إلى الوقت الحاضر لم تتوقف آلة القتل للعدو الصهيوني وهي تحصد أرواح هذا الشعب جيلا بعد جيل، وتمارس بحقه سياسة الأرض المحروقة، ولكن عاما بعد آخر، وحربا بعد أخرى تتصاعد وتيرة المقاومة، وتتوالد أجيال أكثر إصرارا وتمسكا بقضيتها وبأرضها والدفاع عن حقوقها ومقدساتها”.

وتابع: “إننا إذ نعزي الإخوة في حركة حماس، بشهادة هذا القائد الجهادي الميداني ونواسي الشعب الفلسطيني والمجاهدين وكل الأحرار بهذه الخسارة الكبيرة، نؤكد أن استمرار المجازر الصهيونية في غزة ولبنان وتدمير المدن لا يعد نصرا وتفوقا بل هزيمة منكرة، وسيبقى هذا الكيان الغاصب، مهما تفرعن، جسما غريبا في المنطقة، وستلفظه الشعوب يوما ما عندما تتحد مواقفها وإرادتها وتنتبه لهذا الخطر السرطاني الذي يهدد الجميع بلا استثناء”.

واعتبر الحزب في بيانه أنها لمفارقة أخلاقية بشعة ومأزق إنساني فاضح أن “يقف المجتمع الدولي والعالم الإسلامي والعربي مكتوف الأيدي إزاء هذه الجرائم المروعة، التي تؤكد السقوط المدوي لكل القيم الإنسانية والحضارية التي يتشدق بها الجميع”.

إلى ذلك، دعا الأمين العام لحركة “الجهاد والبناء”، جواد رحيم الساعدي، المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته تجاه جرائم سلطات الاحتلال المتكررة.

علامة فارقة

وقال في بيان صحافي أصدره تعليقا على اغتيال السنوار، “نقف اليوم أمام لحظة أخرى من لحظات الصمود والتحدي، بعد استشهاد القائد المجاهد يحيى السنوار في مواجهة بطولية مع قوات الاحتلال”، مبينا أن “استشهاد هذا القائد الكبير يمثل علامة فارقة في مسيرة المقاومة، ويكشف للعالم مرة أخرى مدى استماتة العدو في محاولاته اليائسة لكسر إرادة الشعوب المناضلة من أجل حقوقها المشروعة”.

ورأى أن “اغتيال القائد السنوار ليس إلا خطوة إضافية في مسلسل الجرائم التي يرتكبها الاحتلال في ظل صمت دولي مخجل، لكن هذه الجرائم لن تنال من عزيمة المقاومة ولا من إرادة الأحرار”، مؤكدا أن “اغتيال القادة والمجاهدين لا يزيدنا إلا إصرارا على مواصلة طريق المقاومة حتى تحقيق كامل حقوقنا”.

وأوضح أن “القائد يحيى السنوار برغم الاستهداف المتواصل له من قبل العدو ظل صامدا ثابتا في خط الدفاع عن كرامة الأمة، رافضا الخنوع أو المساومة، واستشهاده اليوم يضاف إلى سجل الأبطال الذين ضحوا بأرواحهم من أجل قضية عادلة وشعب مظلوم”.

وجدد، موقف حركته بـ”الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني، وإلى جانب كل قوى التحرر في العالم، ونعاهد القائد الشهيد وكل الشهداء الأبرار بأننا ماضون على دربهم، وأن تضحياتهم ستظل نبراسا ينير طريق الأجيال نحو الحرية”، داعيا في الوقت عينه المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته تجاه هذه الجرائم المتكررة، ونؤكد أن العدالة والحرية حق مشروع لكل الشعوب التي تسعى لإنهاء الاحتلال والظلم”.

كذلك، جدد تحالف “العزم” السني بزعامة مثنى السامرائي، أمس، موقفه بمواصلة دعم الشعب الفلسطيني في نضاله المشروع حتى تحرير أرضه واستعادة حقوقه المسلوبة.

وذكر بأنه “ببالغ الحزن والأسى، وبقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، يتقدم تحالف العزم بخالص التعازي إلى الأمة العربية والإسلامية وإلى الشعب الفلسطيني الشقيق، وإلى كل أحرار وشرفاء العالم، باستشهاد المجاهد البطل يحيى السنوار، رئيس حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، الذي قضى حياته مقاوما للاحتلال ومدافعا عن حقوق الشعب الفلسطيني وعن كرامة الأمة”.

وأضاف البيان: “لقد فقدت فلسطين والأمة برحيل الشهيد يحيى السنوار قائدا شجاعا ومجاهدا صلبا كرس حياته للنضال من أجل الحرية والعدالة، ورفض الاستسلام أمام المحتل الغاصب، ورغم أن استشهاده يعد خسارة كبيرة، لكنه سيظل رمزا لكل الأحرار والمجاهدين في طريق تحرير فلسطين وكل الأراضي المحتلة”.

وأكد التحالف في بيانه “مواصلة وقوفه مع الشعب الفلسطيني الشقيق في نضاله المشروع حتى تحرير أرضه واستعادة حقوقه المسلوبة”.

حماس لن تنكسر

وضمن ردود الفعل على استشهاد السنوار، كتب المحلل السياسي علي فضل الله في “تدوينة” يقول، إن “حماس لن تنكسر من قبل. فقدت القائد أحمد ياسين والرنتيسي وقيادات كبيرة وقامات عظيمة في المرحلة السابقة، وكانت أضعف مما هي عليه، وفي كل مرة تنهض أقوى من ذي قبل”، معتبرا أن شهادة السنوار “لن تكون انكسارا بل انتصارا، فهذه الحركات وطنت نفسها على الشهادة لتحيا، لأنهم صاحبة قضية وأرض”.