المسار الاخباري: حذر وزير الصحة الفلسطيني ماجد أبو رمضان السبت، من تعرض المرضى في مراكز العلاج بقطاع غزة خاصة في شماله للموت في أية لحظة نتيجة الإبادة الإسرائيلية المستمرة لليوم 15 على التوالي واستهداف المستشفيات.
وقال أبو رمضان في بيان، إن “المرضى والجرحى والكوادر الصحية في مراكز العلاج في المحافظات الجنوبية (قطاع غزة) يعانون من ظروف حرجة للغاية، وهم معرضون للموت في أي لحظة”.
وتابع “فقدنا اليوم (السبت) مريضين جراء حصار قوات الاحتلال للمستشفى الإندونيسي (بشمال القطاع)، وانقطاع التيار الكهربائي والإمداد الطبي اللازم عنه”.
وجدد الوزير الفلسطيني “مناشدة كافة المؤسسات والمنظمات الدولية، الصحية والحقوقية، والمجتمع الدولي بمزيد من التحرك لحماية مرضانا وجرحانا وتوفير مزيد من الدعم الصحي”.
وفي وقت سابق السبت، أعلنت وزارة الصحة في غزة، أن الجيش الإسرائيلي كثف استهدافه للمنظومة الصحية شمالي القطاع، في محاولة واضحة لإخراجها عن الخدمة.
وقالت الوزارة، في بيان: “الاحتلال الإسرائيلي يعزز استهدافه للمنظومة الصحية شمال قطاع غزة، من خلال حصاره واستهدافه المباشر للمستشفى الإندونيسي ومستشفى كمال عدوان ومستشفى العودة خلال الساعات الماضية”.
وأضافت: “الاحتلال يهدف لإخراج المنظومة الصحية عن الخدمة”.
وفي وقت سابق السبت، قصف جيش الاحتلال الإسرائيلي، مستشفييّ العودة والإندونيسي في بلدة بيت لاهيا شمالي قطاع غزة، فيما تفرض آليته العسكرية منذ ساعات حصارا على “الإندونيسي” وقطعت التيار الكهربائي عنه ما يهدد حياة نحو 40 مريضا وجريحا يتواجدون فيه.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة: “إنّ مدفعية الاحتلال الإسرائيلي استهدفت الطوابق العليا من مستشفى الإندونيسي شمال غزة”.
وأضافت الوزارة في بيان، أنّ “أكثر من 40 مريضا وجريحا يتواجدون داخل المستشفى إضافة إلى الطاقم الطبي”.
وأشارت إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي استهدف مجموعة من النازحين أمام بوابة المستشفى ويواصل منذ ساعات إطلاق النار بكثافة باتجاه مبنى وساحات المستشفى ما تسبب بحالة ذعر كبيرة بين المرضى والطاقم الطبي.
وبينت الوزارة أن هذا الاستهداف تسبب بانقطاع الكهرباء بالكامل عن المستشفى.
من جانبه، أفاد مدير مستشفى الإندونيسي مروان السلطان، بأن الدبابات الإسرائيلية وصلت إلى أمام المستشفى وتحاصره من جميع الجهات.
وذكر السلطان، في بيان، إن قوات الاحتلال الإسرائيلية أطلقت خلال فجر السبت، عدة قنابل ضوئية فوق المستشفى وبداخله والطواقم الطبية والمرضى حاليا في حالة رعب شديد.
وأشار إلى أنه “تم قطع التيار الكهربائي عن المستشفى ولا نتمكن من إعادة وصله مجددا بسبب خطورة الأوضاع وتواجد القوات الإسرائيلية في المنطقة”.
وقال: “لدينا 30 مصابا حاليا في المستشفى بخلاف المرضى، منهم 10 يحتاجون رعاية خاصة وأكسجين على مدار الساعة، وهم معرضون للقتل العمد في حال استمرار انقطاع التيار الكهربائي”.
وأضاف السلطان: “الوضع بات كارثيا مع استمرار الحصار على محافظة شمال غزة التي تتعرض للإبادة الجماعية، ونناشد المجتمع الدولي وكل الجهات المعنية للتدخل العاجل لإنقاذ أبناء شعبنا”.
وتابع: “الاحتلال يستهدف تدمير المنظومة الصحية كوسيلة للضغط وإجبار المواطنين على النزوح من شمال غزة”.
وقال مستشفى العودة بتل الزعتر شمال قطاع غزة، في بيان، إنّ “المدفعية الإسرائيلية قصفت الطوابق العلوية للمستشفى ثلاث مرات، ما أدى إلى إصابة عدد من الطواقم الطبية”.
وحسب مصدر طبي، فإن الآليات العسكرية والطائرات المسيرة الإسرائيلية أطلقت النار بكثافة وقصفت عدة أهداف في محيط المستشفى.
وأضاف أن القصف الإسرائيلي للمستشفى ومحيطه أحدث حالة من الخوف والهلع في صفوف المرضى والجرحى والكوادر الطبية داخل المستشفى.
يأتي ذلك بالتزامن مع مواصلة جيش الاحتلال الإسرائيلية حملة الإبادة التي ينفذها في شمالي القطاع منذ 15 يوما عبر قصف المنازل ومراكز الإيواء ونسف وتدمير وحرق أحياء سكنية كاملة إضافة إلى منع إدخال الطعام والمياه إلى المنطقة، ما خلف مئات الشهداء والجرحى في ظل تعطل شبه كامل لعمل طواقم الإسعاف والدفاع المدني نتيجة استهدافها من قوات الاحتلال الإسرائيلية أو منعها من تأدية مهامها.
وفي 6 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي بدء اجتياح شمال القطاع، بذريعة “منع حركة حماس من استعادة قوتها في المنطقة”، بينما يقول الفلسطينيون إن إسرائيل ترغب في احتلال المنطقة وتهجير سكانها.
وبدعم أمريكي، تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023، حرب إبادة جماعية على غزة، خلّفت أكثر من 142 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
وتواصل تل أبيب هذه الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بإنهائها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي في غزة.
(وكالات)