بعد عام من الإبادة.. مستشفى الأطفال بمدينة غزة يعود للحياة “جزئيا”- (صور

المسار الاخباري- غزة: بعد مرور أكثر من عام على حرب الإبادة التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة، نجح المستشفى التخصصي الوحيد للأطفال بمدينة غزة في النهوض من جديد معيدا الأمل للعائلات التي رفضت النزوح للمناطق الجنوبية.

وافتتح مسؤولون من وزارة الصحة الفلسطينية بغزة، السبت، المستشفى بعد إعادة ترميم وتأهيل جزء منه بتبرع من مؤسسة “الخير” (مقرها المملكة المتحدة)، ومن “أهل الخير” في قطر.

وبحسب توثيق مؤسسة الدراسات الفلسطينية، لاستهداف وتدمير القطاع الصحي في قطاع غزة، فإن الجيش الإسرائيلي استهدف مستشفى عبد العزيز الرنتيسي التخصصي للأطفال في حي النصر شمالي مدينة غزة لأول مرة في 6 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023، حيث قال إنه تم استهداف الطابق الثالث منه.

وبعد مرور 3 أيام أعلن المستشفى خروجه عن الخدمة جراء الهجمات المتواصلة ونفاد الوقود، كما تعرض للقصف المباشر، الأمر الذي تسبب في اندلاع حرائق في الطبقة السفلية داخله.

وفي 11 من ذات الشهر، بدأ الجيش باستهداف المستشفى ومحيطه ومحاصرته، فيما اقتحمت قواته مبانيه في 19 نوفمبر وتحصنت داخله، وفق توثيق المؤسسة.

ومنذ بدء الحرب على قطاع غزة في 7 أكتوبر الماضي، تعمد الجيش الإسرائيلي استهداف مستشفيات غزة ومنظومتها الصحية وأخرجها عن الخدمة، ما عرّض حياة المرضى والجرحى للخطر، حسب بيانات فلسطينية وأممية.

افتتاح المستشفى

وبعد أن غابت ملامح الحياة عن قطاع غزة، أجرى مسؤولو الصحة في المستشفى مراسم خجولة لافتتاح المستشفى التي أحاط بها الدمار الهائل من كل الاتجاهات.

وتزامن هذا الافتتاح مع انطلاق الجولة الثانية من الحملة الطارئة للتطعيم ضد مرض شلل الأطفال بمدينة غزة.

وقال وكيل مساعد وزارة الصحة بقطاع غزة ماهر شامية إن “إعادة ترميم مستشفى الرنتيسي التخصصي للأطفال، في مرحلته الأولى، تم بعد عام من تحييده”.

وتابع شامية: “شمل هذا الترميم جزءا من المستشفى، منه العناية المكثفة والأشعة والمختبر المركزي والعلاج الطبيعي وقسم المبيت”.

وأعرب عن آماله في إعادة ترميم الأقسام الأخرى خاصة التخصصية مثل “غسيل الكلى والأورام والمبيت والقلب”.

وأكد شامية، على أن “إعادة ترميم الأقسام المتبقية مطلوب في المرحلة القادمة بحيث يستعيد المستشفى عافيته مجددا”.

من جانبه، قال المدير العام لوزارة الصحة بغزة منير البرش، إن مستشفى الرنتيسي كان “أول مستشفى تعرض للهدم من الاحتلال قبل عام”.

وتابع البرش: “نعيد اليوم بناء المستشفى وتأهيليه من جديد ليستقبل الأطفال وفئات أخرى حسب الاحتياجات”.

وأشار إلى أنهم “سيعيدون بناء المستشفيات والمنظومة الصحة وتقديم الخدمات لأبناء الشعب مهما دمر الاحتلال”.

وبدعم أمريكي، تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023، إبادة جماعية على غزة خلّفت أكثر من 145 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.

وتواصل إسرائيل مجازرها متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بإنهائها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.

 

(الأناضول)