بقلم “محمد مشارقة” المفارقات الافريقية في السباق على تهنئة ترامب 

المسار الاخباري: يمكن تفهم كل برقيات التهنئة البروتوكولية لزعماء العالم بفوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الامريكية، الا ان اللافت كان في برقيات الزعماء الافارقة.

– فالحماس في المبادرة حتى قبل النتائج النهائية بالتهنئة بل والاسرع في العالم كان زعماء تلك الدول الافريقية ذات السجل المخجل في مجال الحريات وحقوق الانسان، والتي تتوقع من شهبندر تجار العالم ترامب ان يتعامل مع العالم من منظار الربح والخسارة، ولا يقيم وزنا لسجل الدول في مجال حقوق الانسان ، بل على العكس شهدت فترة رئاسته الأولى علاقات متطورة مع الأنظمة التسلطية والديكتاتورية في العالم الثالث، فهو أيضا لا يقيم وزنا للمؤسسات والقيم الليبرالية والديمقراطية ، فقد بنى سمعته كمعادي للمؤسسة في واشنطن ، ولا يقيم وزنا حتى للحزب الجمهوري الذي تبنى ترشيحه.

– كان الأسرع في برقيات التهنئة هم الزعماء الذي لم يستقبلهم جو بايدن في البيت الأبيض طيلة فترة رئاسته.

– وفي بازار برقيات التهنئة لم تقتصر على زعماء تلك البلدان، بل تلك التي بادرت اليها أحزاب ومنظمات في المجتمع المدني بصورة لافتة ولم تكن ضرورية، الا ان أنصار حقوق الانسان كانوا الأكثر هدوءا.

– في القرن الأفريقي، تلك المرشحة للتصعيد والتوتر في المستقبل كان رئيس الوزراء الاثيوبي آبي أحمد والرئيس الصومالي شيخ محمود، من بين أوائل القادة الأفارقة الذين هنأوا ترامب على فوزه. أولهما ابي احمد الساعي دون كلل لتامين مخرج بحري لدولته الحبيسة، وأشعل توقيعه الاتفاق مع الإقليم المتمرد تاريخيا على مقديشو والمعروف باسم جمهورية ارض الصومال يمنحه منفذا على البحر الأحمر، غضبت الصومال من تجاهل سلامة أراضيها، لجات الى توقيع اتفاقية دفاع مشترك مع مصر، فارتفعت درجة حرارة المنطقة، منذرة بحرب إقليمية.

– المبادران الأوائل بالتهنئة كانا ، شيخ محمود وابي احمد، كلاهما يريدان لفت انتباه الإدارة الجديدة تلافيا لاي انحياز خطر، لكن الأكثر قلقا هو رئيس الحكومة الاثيوبية، فهو يدرك ان واشنطن غير مرتاحة في التعامل معه لعلاقاته المتطورة جدا مع الصين، ولكنه يراهن ان بلده ذي ال 126 مليونا، ثالث اكبر بلدان افريقيا، يظل حجر زاوية في امن واستقرار افريقيا.

– أطرف برقيات التهنئة بفوز ترامب كانت الاطراف المتصارعة على السلطة في السودان، فالرئيس ادلانتقالي عبد الفتاح البرهان عاجل بالتهنئة، ثم تبعه خصمه الشرس حميدتي على منصة اكس تويتر سابقا، لكن المفارقة ان أحزابا ومنظمات سياسية سودانية من مختلف الاطياف وبعضها لا وزن ولا قيمة له بادرت الى التهنئة، وأعربت عن ترحيبها وفرحها بقدوم من يظنوه مخلصا، يستذكرون بالطبع انه كان المبادر لطرح رفع العقوبات عن النظام السابق الذي اتهم بالتورط في قضايا الإرهاب. ويقدر السياسيون السودانيون بان ترامب سيكون أكثر عرضة من الديمقراطي لاختيار جانب في الحرب الاهلية الدائرة في البلاد.