المسار : وصفت الصحف العبرية الصادرة اليوم، الجمعة، رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، ووزير الحرب السابق، يوآف غالانت، بأنهما تحولا إلى “سجينين” في إسرائيل، وأن نتنياهو أصبح زعيما “منبوذا”، في أعقاب قرار المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، أمس، بإصدار مذكرات اعتقال دولية ضدهما بتهمة مسؤوليتهما عن ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في الحرب على غزة.
وعبر مسؤولون إسرائيليون عن “وجود تخوف من صدور مذكرات اعتقال أخرى بشكل سري ضد أشخاص تعتقد المحكمة الجنائية الدولية أنهم جزء من ممارسات التجويع وجرائم الحرب” خلال الحرب على غزة، حسبما نقلت عنهم صحيفة “يديعوت أحرونوت”.
ورغم أنه بإمكان نتنياهو زيارة الولايات المتحدة كونها ليست عضوا في المحكمة الجنائية، إلا أنه يتوقع نشوء صعوبات تتعلق برحلته الجوية إليها، إذ من الجائز ألا تسمح دول بعبور طائرته في مجالها الجوي. كما أن الإجراءات المتعارف عليها في الأمم المتحدة هي أنه لا يتم دعوة زعيم مثل نتنياهو في وضعه الحالي إلى افتتاح دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة، وفقا للصحيفة.
ولفت الخبير القانوني، بروفيسور مردخاي كرمنيتسر، في تحليل نشرته صحيفة “هآرتس”، إلى أن “خطوات نتنياهو تجبي هذه المرة أيضا ثمنا من الدولة، من جميعنا. وواضح أن مذكرات اعتقال كهذه تستهدف بشدة مكانة إسرائيل الدولية”.
وأضاف أن “حقيقة أن ترامب وربما زعماء آخرين سيجبون ثمنا من المحكمة لن يدعم مكانتنا بنظر معظم الدول الأعضاء في المحكمة. واعتبار أن مكانة إسرائيل في العالم ليس مهما هو اعتبار كاذب وخطير”.
وتابع أن المسؤولية القضائية حيال الجرائم المتهم بها نتنياهو وغالانت “يفترض أنها مسؤولية شخصية، لكن لا يمكن تجاهل تأثيرها على المستويات التي تنفذها. ولأن هذين زعيمين منتخبين، فهذا ينعكس على جميع مواطني إسرائيل. ولذلك، فإن الادعاء الطبيعي هو التنكر لهذه الاتهامات كأنها ليست حقيقية، لكن يجب الامتناع عن ذلك، فنحن لا نعلم في هذه المرحلة إذا كانت حقيقية”.
ورجح كرمنيتسر أن ملف التحقيق ضد نتنياهو وغالانت الذي فتحه المدعي العام في المحكمة الجنائية، كريم خان، يشمل أيضا تصريحات وزراء ومسؤولين إسرائيليين “تدعم الاتهامات ضدهما. وكان بالإمكان الامتناع عنها. وإذا تبين أن اتهامات المدعي العام حول تجويع السكان في غزة ومنع وصول أدوية ومعدات طبية ووقود وكهرباء، فإنه لن نتمكن من الادعاء أن هذه اتهامات مفاجئة”.
وأشار إلى أن “إحدى النتائج الحتمية لاحتلال متواصل والسيطرة على سكان محليين هي أن المحتل ينظر إلى الرازحين تحت الاحتلال كأنهم في مكانة دونية وعدو. وهكذا فقط بإمكان المحتل أن يبرر لنفسه السيطرة بالقوة وسلب الحقوق. ويتفاقم الوضع عندما يتحول الاحتلال من مؤقت إلى دائم، ويسلب حق تقرير المصير من الشعب الفلسطيني”.
ونقلت “هآرتس” عن رئيس دائرة القانون الدولي السابق في الجيش ، د. عيران شمير – بورير، قوله إن “أداء الدولة وضع صعوبات أمام الجهود لمنع صدور مذكرات الاعتقال”، من خلال إجراء تحقيق مستقل بالاتهامات ضدها بعد تقديم المدعي العام في المحكمة طلب إصدار مذكرات الاعتقال، في أيار/مايو الماضي.
وأضاف شمير – بورير أن مذكرات الاعتقال تتعلق بأحداث وقعت حتى وعد تقديم المدعي الطلب، لكن التحقيق الذي تنفذه المحكمة الجنائية ما زال جاريا، “وبالإمكان ترجيح أنه سيتطرق إلى أحداث وقعت لاحقا وستحدث في المستقبل. ومذكرات الاعتقال الحالية من شأنها أن تكون طلقة البداية وحسب. ولا يمكن تجاهل تأثير استمرار الحرب، وخاصة الأحداث الأخيرة في شمال القطاع”.
وتابع أن “قضاة المحكمة الجنائية يذكرون بوضوح أن الجرائم في أساس مذكرات الاعتقال مستمرة اليوم أيضا، ومن الجائز أنهم اعتقدوا أن بقرارهم، هم يساعدون بوقف كارثة إنسانية أخرى”.
ونصح شمير – بورير إسرائيل بألا تعتمد على الموقف العدائي لإدارة ترامب ضد المحكمة الدولية. “فقرار المحكمة الجنائية قد يشكل بداية لإعلان دول غربية أخرى عن حظر أسلحة ضد إسرائيل، ودعما لدعاوي وتحقيقات جنائية كثيرة ضد جنود وضباط الجيش الإسرائيلي التي تجري في دول كثيرة في العالم”. وأشار إلى أن تحقيقات أخرى جارية في لاهاي تركز على ما يحدث في الضفة الغربية، خاصة بما يتعلق بالمستوطنات وأنشطة إسرائيلية أخرى.
المصدر : عرب 48