المسار : “معاً لوقف الإبادة المعرفية في غزة”، هذا عنوان الماراثون الذي جمع مختلف فئات الشعب الفلسطيني في حرم جامعة بيرزيت، للمشاركة فيه بالتزامن مع اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني.
يأتي الماراثون الذي تنظمه جامعة بيرويت برعاية وزارة التربية والتعليم العالي، وبالشراكة مع جمعية أصدقاء جامعة بيرزيت، والمجلس الأعلى للشباب والرياضة وماراثون فلسطين الدولي ومؤسسة تعاون.
ويمتد الماراثون على مدار خمسة أيام، وتتنقل فعالياته بين مختلف الجامعات الفلسطينية، بهدف تقديم الدعم المعنوي والمادي لطلبة قطاع غزة الذين تعرضت مدارسهم وجامعاتهم للابادة الكاملة . كما يسعى الماراثون إلى تسليط الضوء على الإبادة المعرفية التي تتعرض لها مؤسسات التعليم الفلسطينية نتيجة جرائم الاحتلال المستمرة.
وستذهب أرباح تذاكر الماراثون لدعم طلبة غزة في مواجهة التحديات التي يواجهونها نتيجة تدمير القطاع التعليمي هناك.
ويمثل هذا الماراثون خطوة هامة نحو تقديم الدعم للطلبة الذين يواجهون صعوبة في استكمال تعليمهم بسبب الأوضاع الراهنة.
يقول د. طلال شهوان، رئيس جامعة بيرزيت، إن هذا “الماراثون يوصل رسالة بأن الشعب الفلسطيني متحد سواء بالوطن او في الشتات، ويعبر عن رفضنا للإبادة المعرفية التي يتعرض لها القطاع التعليمي في قطاع غزة، ولجامعات الضفة أيضاً”.
كما بيّنت د. نجاة عبد الحق، مديرة العلاقات العامة في جامعة بيرزيت ، أن “الماراثون عُقد في جامعات فلسطينية أخرى في الخليل وبيت لحم، وستُستكمل فعالياته في بقية الجامعات الفلسطينية على مدار 5 أيام، حيث كانت البداية يوم الأربعاء، إضافةً للماراثونات المتزامنة في دول العالم المساندة للشعب الفلسطيني” .
من جانبها قالت اعتدال عبد الغني، المديرة العامة للماراثون في المجلس الأعلى للشباب والرياضة : “هذا النداء مهم جداً لرفع الصوت الرافض للإبادة المعرفية، التي تلامس تداعياتها التعليم والذاكرة الشفهية التي تمس التاريخ والتراث والإرث الفلسطيني لسرقته ونهبه، لذلك استجبنا لفكرة الماراثون ورحبنا بها في المجلس الأعلى للشباب والرياضة، وباشرنا بتعميم الفكرة على كافة الجامعات بالتعاون مع وزارة التنمية والتعليم التي احتضنت الفكرة بدورها” .
فيما قال مدير إدارة البرامج في مؤسسة التعاون أحمد الفرا ، إن “أسعار التذاكر التي تم جمعها ستذهب لصالح دعم القطاع التعليمي في قطاع غزة”.
وبينت المشاركتان منى نخلة، ورتيل أبو هلال، أن “الماراثون الذي نظمته جامعة بيرزيت هو خطوة نحو تقديم الدعم لأهالي غزة، حيث ستذهب ريع التذاكر لصالح الطلاب في غزة الذين يعانون من تداعيات الحرب المستمرة على قطاع التعليم”.
وترى محافظ رام الله والبيرة، د. ليلى غنام في حديثها ، أن “الشعب الفلسطيني لا يقبل بالاستسلام، ويصنع كل شيء من المستحيل، بالرغم من كل الظروف الصعبة التي يتعرضون لها، وخير دليل الطلبة الذين يتمسكون بحقهم في التعليم في قطاع غزة، تحت القصف، وفي الخيام، وبين الأشلاء، لذلك هذا الماراثون هو لدعم هؤلاء الطلبة الصامدين” .
أما الطالب في جامعة بيرزيت، محمد نزال فقال : ” في هذه الظروف الصعبة التي يمر بها شعبنا الفلسطيني، لا يسعنا إلا أن نكون جزءًا من هذا الماراثون التضامني الذي يعكس قوتنا وإصرارنا في مواجهة الإبادة المعرفية التي تجري في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي. الحرب الإسرائيلية دمرت الكثير من المنشآت التعليمية، ولكننا نؤمن بأن التعليم هو السلاح الأقوى لمستقبل أجيالنا. من خلال ريع التذاكر المباعة لهذا الماراثون، سيتم جمع التبرعات لدعم القطاع التعليمي في غزة، وذلك للتخفيف من وطأة الدمار الذي لحق بالمدارس والجامعات. وبالرغم من الظروف المأساوية التي يواجهها الطلاب في غزة، فإنهم يظلون مصدر إلهام لنا جميعًا بمثابرتهم وإصرارهم على العلم. هؤلاء الطلاب، الذين لطالما تميزوا في شتى المجالات والمستويات، يستحقون منا كل الدعم لتمكينهم من مواصلة مسيرتهم التعليمية، وهذا ما نأمل أن يحققه هذا الحدث التضامني” .
وأضاف المحاضر في جامعة بيرزيت، د. إياد يوسف: “مشاركة المواطنين في هذا الماراثون مهم جداً، لأن ريع كل التذاكر سيذهب للطلبة في قطاع غزة، وسيساهم في ترميم جزء من أحلامهم التي تفتت كركام المباني بفعل الحرب الإسرائيلية على غزة” .
“يحاول الاتحاد الفلسطيني للـ””المواي تاي” أن يُخرج جيلاً واعياً ومثقفاً بكل القضايا المتعلقة بالقضية الفلسطينية، لذلك كان لا بد من إحضار الملتحقين بالاتحاد من مختلف الأعمار لتوعيتهم بأهمية التعليم، ولتشجيعهم على دعم تعليم طلبة قطاع غزة”، كما أكد أحمد أبو دخان، المدير الفني للاتحاد في حديثه لوطن.
وأكد المشارك محمود حميدة ، على أهمية بذل جهود استثنائية لإعادة إعمار المنشآت التعليمية التي تدمرت، لضمان استمرار العملية التعليمية” .
وقال الحقوقي والطبيب المشارك في المهرجان د. ممدوح العكر : “يجب أن تتكاتف الجهود من قبل الجهات المعنية كلها، بما فيها القيادة الفلسطينية، لتمكين طلبة غزة من استكمال تعليمهم، لأن التعليم يعد جسراً من خلاله يتخطى الشبان الحواجز التي فرضتها حرب الإبادة على غزة” .
وقال المشارك قيس صبح : “الطلاب في غزة يعانون من صدمات نفسية نتيجة الحرب، ونحن بحاجة لتوفير برامج دعم نفسي لهم ليتمكنوا من مواصلة تعليمهم دون تأثيرات سلبية على صحتهم النفسية، ومن هنا تنبع أهمية الماراثون الذي ستذهب أسعار تذاكره لغزة، كمساعدة بسيطة منا، وهو واجبنا الوطني تجاههم، وتجاه صمودهم” .
وأردفت المشاركة نداء سلامة: “يحتاج القطاع التعليمي في غزة إلى دعم دولي مستمر، سواء عبر تقديم التبرعات أو المساعدات العينية أو حتى عبر الضغط على الاحتلال لوقف استهداف المؤسسات التعليمية” .
وعبر الطالب المدرسي محمد دويكات عن حزنه إزاء حرمان طلبة قطاع غزة من استكمال تعليمهم.
وأضاف المشارك حمزة صبرة: “رغم الظروف المأساوية التي يعيشها الطلاب في غزة، يثبتون في كل يوم أنهم قادرون على التفوق والابتكار. يجب أن نوفر لهم الدعم لتمكينهم من إبراز قدراتهم” .
وقال الطالب تيم عاروري : “الفعاليات مثل ماراثون “معاً لوقف الإبادة المعرفية” تساهم في إيصال صوتنا إلى العالم، وتساعد في جمع التبرعات لدعم التعليم في غزة” .
وطالب فراس عرفة بالوقف العاجل للحرب، ولا بد من توفير بيئة آمنة ومناسبة للطلاب لكي يواصلوا تعليمهم دون المخاوف التي ترافقهم يوميًا بسبب الحرب الإسرائيلية” .
“التعليم في غزة رغم جميع التحديات يبقى سعيًا مستمرًا نحو التقدم، الشباب الفلسطيني، الذي يواجه أصعب الظروف، لا يزال يصر على التعليم كوسيلة للبقاء والنهوض”، على حد قول المشارك سالم طليب، الذي وافقه الرأي زميله الطالب الجامعي غيث غنام.
وشدد أمين سر الهيئة الإدارية في نادي مؤسسة شباب البيرة الرياضي، سائد حمايل، على أهمية استمرار دعم طلبة غزة لتجاوز كل الصعاب، لأنهم بالرغم من الحرب والدمار، لن تُكسر إرادة الطلاب الفلسطينيين الذين يُظهرون قدرة هائلة على التكيف والصمود” .
“يجب أن يكون التعليم في غزة حقاً غير قابل للتفاوض، لا سيما بعد ما تعرض له القطاع من دمار هائل في المنشآت التعليمية”، هذا الرأي اجتمع عليه مجموعة من الطالبات في حديثهن، مؤكدات على أهمية الماراثون لدعم طلبة غزة.
وقالت المشاركة حنين جابر: “الاستهداف المتعمد للمدارس والجامعات في غزة يعد إبادة معرفية تهدد أجيالًا كاملة من الشباب الفلسطيني، ومشاركتنا في هذا الماراثون هي “أضعف الإيمان” لمساعدة طلبة غزة ولو بالقليل” .
كما تقول المتطوعة في حملة الحق بالتعليم، لينا طعم الله : “نحن كفلسطينيين، نؤمن أن التعليم هو حق أساسي لكل طفل وشاب في غزة، ويجب علينا جميعًا، محليًا ودوليًا، تكثيف الجهود لدعمه في مواجهة التحديات الكبيرة التي يعاني منها القطاع” .
وأكدت الطالبتان نور جرار، وسلمى جبران، على أن “الطلاب في غزة لا يزالون يمثلون أملًا كبيرًا لمستقبل فلسطين، ورغم الدمار الذي يحيط بهم، فإنهم يواصلون الدراسة والمثابرة لتحقيق طموحاتهم التعليمية، مما يجعل دعمهم واجبًا على الجميع”
واتفق الطالبان مصطفى سالم، وأنس عبد القادر على أن “التعليم هو أمل الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال” .
وشددت مديرة إحدى مدارس بلدة بيرزيت، تحرير عساف على أنه “رغم الدمار الذي لحق بالمدارس والجامعات في غزة، يظل الطلاب وأعضاء الهيئة التعليمية في القطاع صامدين ومصممين على استكمال مسيرتهم التعليمية، مما يعكس عزيمة لا مثيل لها” .
وقالت المشاركة رتيل أبو هلال: “المشاركة الفعالة من أفراد المجتمع الفلسطيني في الماراثون هي تجسيد للتضامن الوطني، حيث يتم جمع التبرعات لدعم قطاع التعليم في غزة، وهو أقل ما يمكن فعله في ظل الأوضاع الراهنة” .
والمشارك كنان زايد يضيف: “يجب أن نوفر الوسائل لطلبة غزة لتحقيق طموحاتهم التعليمية، وضمان مستقبلهم، فقد أثبت شباب غزة على مدار سنوات طويلة أنهم وقود التغيير، وصناع المستقبل” .
المصدر : وطن للأنباء