المسار الاخباري: بعثت “دائرة العلاقات الخارجية في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين” برسالة الى مئات الاحزاب العالمية لمناسبة اصدار الامم المتحدة لخمسة قرارات دولية هامة ما زالت تنتظر ترجمتها واقعا على الارض. واشارت الدائرة في رسالتها الى ان هذه القرارات صدرت في الفترة بين 29 تشرين الثاني و11 كانون الاول فقط، وهي: 181 في (29/11) عام 1947 وقضى بتقسيم فلسطين، القرار(29/11عام 1977) باعلان يوم 29 تشرين الثاني من كل عام يوما عالميا للتضامن مع الشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنية، القرار(302) في (8/12) ويتعلق بتأسيس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الاونروا) كمنظمة مؤقتة الى حين عودة اللاجئين وفقا للقرار 194، القرار (217 الف) لعام 1948 الخاص بالاعلان العالمي لحقوق الانسان كمرجعية قانونية وإنسانية للعلاقة بين شعوب ودول العالم، والاخير هو القرار 194 وفي 11 كانون الاول 1948..
وقالت الدائرة: لم تتمكن الامم المتحدة من تطبيق اي من هذه القرارات. بل ان اسرائيل تمادت في غطرستها ومارست كل اشكال القتل التي سقط بنتيجتها مئآت الآلاف من الشهداء والجرحى وتدمير يلف فلسطين والدول المجاورة لها. رغم كل ذلك، لم يرفع الشعب الفلسطيني راية بيضاء، بل حمل راية الثورة والحرية، وان فلسطين ستبقى عنوانا للحرية، وحل قضيتها وفقا لارادة شعبها سيظل هو المعيار لاستعادة النظام الدولي مصداقيته..
واعتبرت ان ما تقوم به الولايات المتحدة الامريكية واسرائيل اليوم لا يتناقض فقط مع رغبة الاسرة الدولية وقراراتها، بل ومع الحد الادنى من المعايير المتعلقة بحقوق الانسان.. وقد ابرزت حرب الابادة التي يرتكبها جيش الاحتلال الاسرائيلي حقيقة ان العلاقة بين اسرائيل وداعميها من الدول الغربية هي التي تقف عائقا امام حركة شعوب العالم في سعيها الى البحث عن مستقبلها. وبالتالي فان دعم الولايات المتحدة والدول الغربية لاسرائيل لا يستقيم مع زعم تلك الدول في رفعها لشعارات الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان..
وقالت “دائرة العلاقات الخارجية”: ابرزت حرب الابادة عجز النظام الدولي، تواطئه في كثير من الاحيان عن حماية الشعب الفلسطيني او معاقبة الاحتلال، بحيث اصبحت آليات التضامن الدولي، بأشكالها التقليدية، قاصرة وعاجزة وتحتاج الى تطوير لتكون قادرة على وقف معاناة الشعوب المقهورة وفي مقدمتها الشعب الفلسطيني..
واضافت تقول: ان مصداقية العالم باتت مرهونة بتطبيق قراراته وترجمتها واقعا على الارض، واذا كانت الولايات المتحدة تملك بغطرسة الفيتو منع معاقبة اسرائيل، او من خلال الضغوط على دول العالم، فقد بات لشعوب الارض الحق بل مصلحة في تغيير هذا النظام المعادي لحقوقها ومصالحها، وهذا لن يحدث الا من خلال التمرد على نظام القطب الاستعماري الآحادي الذي تقوده الولايات المتحدة لصالح نظام آخر متعدد الاقطاب اكثر توازنا وعدالة في استجابته لقضايا الشعوب وحقها في رسم حاضرها ومستقبلها وطريقة ادارة شؤونها..
ودعت “دائرة العلاقات الخارجية في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين” احزاب العالم والاطر السياسية والمجتمعية الى مواصلة فعاليات نصرة فلسطين لاخراجها من ظلم تاريخي ما زالت تئن تحت وطأته منذ النكبة الكبرى. قائلة: إن “السلام الحقيقي والمتوازن” لن يأتي إلا بعد أن يتحمل المجتمع الدولي مسؤولية الدفاع عن قراراته التاريخية المتخذة بشأن القضية الفلسطينية، ومواجهة غلواء العنصرية الصهيونية، وممارسة الضغوط على اسرائيل للتخلي عن نهجها العدواني التوسعي، وهي فرصة ليرفع الجميع الآن لواء المحكمة الجنائية الدولية وقرارها باعتقال مجرمي الحرب الاسرائيليين ومحاكمتهم، وفي ذلك انصاف ليس لشعب فلسطين وقضيته، بل وللانسانية التي ضاقت ذرعا بممارسات اسرائيل الاجرامية ودعم الدول الغربية لها..
وختمت الدائرة بالقول: لم يعد كافيا ان تجدد الامم المتحدة ومؤسساتها المختلفة اعلان تضامنها السنوي الذي اصبح عملية انشائية خالية من اي مضمون، في ظل عجزها عن ممارسة ضغط جدي على العدو الاسرائيلي لفرض امتثاله للقوانين الدولية، بل ان الصمت والعجز شجعا العدو الاسرائيلي على مواصلة ارتكاب مجازره وتصعيد ممارسات القتل والاعتقال والاستيطان، بما يتناقض مع ميثاق الامم المتحدة. لذلك فان مصداقية هذه المنظمة ومؤسساتها السياسية والقانونية ستبقى ناقصة ما لم تقرن بسياسة واجراءات رادعة تضمن تطبيق القرارات الدولية وتمكّن الشعب الفلسطيني من ممارسة حقوقه الوطنية كاملة بحرية فوق ارضه.