فلسطينيأسرى

يعالون .. اعتراف اسرائيلي متأخر بارتكاب جرائم التطهير العرقي والابادة الجماعية

شبكة المسار الاخباري. ..

لم تكن تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق، موشيه يعالون، التي أدلى بها على قناة “ديموقراط تي في العبرية” يوم السبت 30 نوفمبر 2024، مجرد مصادفة، حيث اتهم فيها إسرائيل بتنفيذ حرب إبادة جماعية في شمال قطاع غزة، معتبراً أن المسار الذي تسلكه حالياً هو غزو واحتلال وضم، ويمكن وصفه بالتطهير العرقي، وذلك استنادًا إلى شهادات ضباط عاملين في شمال قطاع غزة؛ أكدوا وقوع جرائم حرب في تلك المنطقة، كما اعتبر يعالون أن الحكومة الإسرائيلية لم تعد ديمقراطية، لأنها لا تتحمل مسؤولية هذه الجرائم ولا تقوم بتشكيل لجان تحقيق رسمية.

بات واضحاً للمهتمين بالشأن الإسرائيلي أن تصريحات القادة الإسرائيليين بعد مغادرتهم أو إقصائهم من مناصبهم الرسمية تميل بشكل أكبر نحو الخطاب الليبرالي، مما يكشف عن طبيعة الجرائم والانتهاكات التي ترتكبها إسرائيل ضد المدنيين الفلسطينيين.

يبدو أن يعالون من خلال تصريحه الأخير حول الإبادة الجماعية والتطهير العرقي، يسعى إلى توجيه النقد للحكومة وتسوية حسابات شخصية وداخلية مع نتنياهو، ومع ذلك فإن هذا التصريح وضع “إسرائيل” في مأزق حقيقي أمام الساحة الدولية، حيث أصبح دليلاً إضافياً قوياً يمكن استخدامه بشكل قاطع لإثبات الانتهاكات الإسرائيلية وممارساتها المتعلقة بالإبادة الجماعية والتطهير العرقي.

تمثل تصريحات يعالون انتقادًا علنيًا لأداء الحكومة الإسرائيلية، مما يعكس الصراعات الحادة داخل دولة الاحتلال، فهذه التصريحات تعزز الرواية الفلسطينية حول جرائم الحرب الإسرائيلية وعمليات التطهير العرقي، مما يضع تل أبيب في أزمة دولية، خاصة مع تزايد الدعوات لمحاسبة القادة الإسرائيليين أمام المحاكم الدولية، كما أن هناك تعزز مذكرات الاعتقال بحق القادة الإسرائيليين من قبل المحكمة الجنائية الدولية في الآونة الأخيرة.

يُعتبر يعالون شخصية بارزة في الساحة السياسية الإسرائيلية، حيث ينتمي إلى حزب الليكود اليميني المتطرف الحاكم، ويُنظر إليه كرمز من رموز المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، مما يمنح تصريحه الأخير قيمة إضافية كشهادة على ارتكاب إسرائيل للإبادة الجماعية والتطهير العرقي ضد الشعب الفلسطيني.

هذا الأمر يحمل تداعيات داخلية في إسرائيل، تتعلق بزيادة الأصوات المعارضة، بالإضافة إلى تداعيات خارجية تعكس قلقًا حقيقيًا بشأن مكانة إسرائيل ومستقبلها، مما يضر بالمشروع الصهيوني الذي سعت إسرائيل لبنائه على مدى العقود الماضية، ولا يمكن تجاهل حقيقة توافق يعالون مع نتنياهو في الهدف الأساسي المتمثل في خدمة المشروع الصهيوني.

تمثل تصريحات يعالون شهادة واضحة من أحد القادة البارزين في المؤسسة العسكرية والسياسية الإسرائيلية، وتؤكد الاتجاه الفاشي والدموي الذي تتبعه حكومة الاحتلال الإسرائيلي، كما تشكل هذه التصريحات أداة جديدة لكشف السياسة المنهجية لإسرائيل كدولة استعمارية استيطانية وعنصرية، مما يعزز من دعوات العزلة عليها ويقوي المطالب بمقاطعتها ومحاسبتها أمام الرأي العام والعدالة الدولية.

من المهم الإشارة إلى ضرورة الاستفادة من تصريحات يعالون لتعزيز الرواية الفلسطينية بالأدلة والوثائق المتعلقة بارتكاب إسرائيل جرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي، خاصة في قطاع غزة، حيث يمكن استخدام هذه التصريحات كأدلة داعمة في القضايا القانونية أمام المحاكم الدولية، حيث تواجه “إسرائيل” دعاوى تتعلق بجرائمها ضد الفلسطينيين.

في هذا السياق، تُعتبر تصريحات يعالون إضافة قانونية مهمة في ملف جرائم الإبادة الجماعية الذي قدمته جمهورية جنوب أفريقيا إلى محكمة العدل الدولية، والذي يحظى باهتمام دولي كبير، حيث تسهم هذه التصريحات في تعزيز الملاحقات في محكمة الجنايات الدولية، مما يدفع نحو إصدار المزيد من أوامر الاعتقال بحق القيادات العسكرية والسياسية الإسرائيلية، وإدانة إسرائيل قانونياً كدولة تمارس سياسة الفصل العنصري والتوسع الاستيطاني، وتقوم بارتكاب جرائم الحرب والإبادة الجماعية والتطهير العرقي.

شادي زهد

المدير العام لإدارة شؤون المقاطعة

في دائرة مناهضة الفصل العنصري (الأبارتهايد)

في منظمة التحرير الفلسطينية