المسار : قال الحزب الشيوعي الفلسطيني، إن “التطورات الخطيرة في سوريا الحبيبة بعد سيطرة الجماعات التكفيرية المسلحة عليها في الثامن من كانون الأول، يمثل مأساة معقدة تمزج بين معاناة الشعب السوري وتدخلات القوى الأجنبية التي تسعى لتحقيق مصالحها على حساب وحدة واستقرار سوريا واستغلال ثرواتها”.
واكد الحزب في بيان وصل المسار نسخة عنه وقوفه “مع الشعب السوري وقواه الحية” مدينا بشدة “التدخلات الإمبريالية والصهيونية التي تستهدف تفتيت سوريا وإضعافها”.
ودان الحزب الشيوعي الفلسطيني ما اسماه “التدخل التركي الإخواني الذي كان رأس الحربة والظفر السام لحلف الناتو في تسهيل سيطرة الجماعات الارهابية المسلحة على سوريا” على حد تعبير البيان.
وأضاف الحزب “لقد كشفت التدخلات التركية تحت مظلة الامبريالية الأمريكية، والتي جاءت تحت غطاء دعم المعارضة، عن نواياها التوسعية التي تهدف إلى تحقيق مشروع عثماني جديد يستغل الفوضى في المنطقة، من خلال دعم الفصائل المسلحة المرتبطة بالإيديولوجيا الإخوانية، حيث تسعى تركيا إلى فرض أجندة سياسية وأمنية تخدم مصالحها الإقليمية، دون أي اعتبار لمصالح الشعب السوري أو معاناته”.
وتابع الحزب ” أن النظام السوري يتحمل مسؤولية جسيمة في تقاعسه عن تقدير المخاطر الكبرى التي تهدد البلد، واعتماده على نهج فردي في مواجهتها دون الاستعانة بالقوى الوطنية والتقدمية، كما أخفق في تعبئة الشعب وإشراكه بشكل فعّال في التصدي للتحديات الداخلية والمخاطر الخارجية التي تعصف بمستقبل الوطن واستقراره”.
وأضاف الحزب “إن سقوط العاصمة السورية دمشق بهذا الشكل المريب يكشف بشكل أكبر الصراع الامبريالي في العالم والمنطقة على اعادة تقاسم النفوذ في العالم”، موضحا ” أن الموقف الروسي غير المفهوم والمشبوه يؤشر إلى وجود صفقة بين الرأسمالية الروسية الصاعدة والتي تطالب لها بحصة في هذا العالم مع الامبريالية الامريكية، ودائما ما تدفع الشعوب المقهورة والمظلومة الثمن عند اعادة تقاسم النفوذ بين الامبرياليين، ولهذا دفع الشعب السوري ثمن تقاطع المصالح بين القوى الامبريالية، وهذا يثبت رؤية حزبنا الشيوعي الفلسطيني في عدم تشبيه نظام الرئيس بوتين بالاتحاد السوفيتي حيث كان العديد من الاحزاب الشيوعية في العالم والمنطقة قد تبنت مواقف النظام الروسي الرأسمالي المعادي للشيوعية وتحديدا في الأزمة الأوكرانية”.
وقال الحزب الشيوعي الفلسطيني “اننا ندرك أن سقوط سوريا بأيدي الجماعات المسلحة المدعومة من الغرب الامبريالي والصهيونية العالمية سيكون له ارتدادات كبيرة على كل المنطقة فشبح التقسيم يخيم على سوريا أكثر من أي وقت مضى، والكيان الصهيوني اللقيط قام بتدمير الجيش السوري وترسانته العسكرية وبدأ باغتيال العلماء السوريين، كما بدأ في التوغل في العمق السوري واحتلال مناطق عديدة وفي بعض الأحيان وصل إلى مشارف العاصمة دمشق، كل ذلك يجري أمام ونظر هذه الجماعات التكفيرية والرجعية دون أن تحرك ساكنا”.
وأردف الحزب في بيانه بالقول “أن شبح التقسيم سينتقل بشكل تدريجي للعراق ولبنان، وممكن أن يعم كل المنطقة، وكل ذلك يتماشى مع مخطط الشرق الاوسط الجديد الذي يسعى إلى تقويض الدول الوطنية في المنطقة، وتعزيز حالة الانقسام والضعف، ويضرب في عمق الاستقرار الاقليمي ويُبقي المنطقة أسيرة لمصالح القوى الامبريالية والصهيونية”.
وأكد الحزب الشيوعي الفلسطيني رفضه لكل أشكال التدخلات الأجنبية، “سواء كانت إمبريالية أو صهيونية أو تركية إخوانية”، داعيا إلى “تغليب الحلول الوطنية التي تضمن وحدة سوريا واستقلالها”.
وأضاف الحزب “إن الحل الحقيقي يكمن في أيدي السوريين الأحرار أنفسهم، عبر حوار شامل يضم كافة الأطراف الوطنية بعيدًا عن الإملاءات الخارجية”.
وأعلن الحزب عن تضامنه “مع شيوعيي سوريا وكل قواها التقدمية والتي يقع عليها عبئ افشال مخططات الامبريالية والصهيونية الخبيثة التي تستهدف سوريا والمنطقة العربية بشكل عام”.
وناشد الحزب “كافة الاحزاب الشيوعية ” الماركسية اللينينية” في العالم والمنطقة الى شجب ما يحدث في سوريا الحبيبة ودعم شيوعيها الذين هم الآن في عين العاصفة”.