شبكة المسار الاخباري: لأول مرة منذ اندلاع حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة، جمعت تدريبات رياضية لاعبي كرة قدم بترت أقدامهم بسبب القصف الإسرائيلي، في محاولة لإعادة الأمل إليهم بعد 14 شهرا من المعاناة والإحباط.
انطلقت هذه التدريبات داخل ملعب رياضي بمدينة دير البلح وسط القطاع، حيث أبدى اللاعبون الذين فقدوا أطرافهم في اعتداءات إسرائيلية سابقة، حماسا غير مسبوق وسط أجواء من التحفيز بعيدا عن أهوال الحرب.
الملعب الذي اكتسى بالعشب الأخضر بعث في نفوس المشاركين شعورا بالأمل والحياة بعدما طغت على حياتهم طوال أشهر الحرب ألوان الدم والدمار الرمادية والتي خيّمت على كل زاوية في القطاع.
دوي انفجارات القصف الإسرائيلي المدفعي الذي يستهدف المحافظة الوسطى بين الفينة والأخرى، لم يثنِ اللاعبين الذين يستندون إلى عكاكيزهم عن إتمام تدريباتهم بل زادهم إصرارا على استعادة مكانتهم في الميدان الرياضي.
هذه التدريبات تأتي في إطار مبادرة رياضية لتعزيز الروح المعنوية لذوي البتر في ظل التحديات والصعوبات التي مروا بها خلال الحرب.
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية في غزة، أسفرت عن أكثر من 152 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
**إعادة الأمل
وحول المبادرة، قال فؤاد أبو غليون رئيس جمعية “فلسطين لكرة القدم البتر” (الحاصلة على عضوية الاتحاد الدولي لذوي البتر)، إنها المرة الأولى التي يجري فيها ذوي البتر تدريبات منذ اندلاع الحرب.
وأضاف : “المبادرة الأولى لذوي البتر ما بعد (اندلاع) الحرب، لرفع روحهم المعنوية”.
وأوضح أن جمعيته تسعى لإيصال رسالة لذوي البتر أنهم ليسوا وحدهم، إلى جانب تأكيد إيمانهم بقدرتهم على العودة للمشاركة الفعالة في رياضتهم.
وأشار إلى أن المبادرة حملت اسم “القطار” حيث تهدف لإعادة الأمل فضلا عن تمكين ذوي البتر عبر الأنشطة الرياضية المتنوعة.
**وضع خاص
خلال حديثه، حث أبو غليون على ضرورة الاهتمام بفئة ذوي البتر في قطاع غزة وأخذ وضعهم الخاص في عين الاعتبار فيما يتعلق بكل مناحي الحياة.
وأوضح أن الاهتمام بذوي البتر لا يكون فقط فيما يتعلق بتقديم المساعدات الإغاثية خلال فترة الحرب، إنما بتقديم العلاج والمستلزمات الطبية اللازمة لهم.
إلى جانب ذلك، دعا أبو غليون إلى ضرورة فتح المحال للرياضيين خاصة ذوي البتر للمشاركة في المباريات الدولية.
كما لفت إلى أهمية إنشاء مخيم (نزوح) ثابت خاص بذوي البتر، موائم لاحتياجاتهم الخاصة ويوفر بيئة آمنة لهم.
وبعد توقف الحرب، طالب أبو غليون بضرورة تأسيس مدينة رياضية تحتضن ذوي البتر.
وقال إن الرياضة “أكبر عنوان للتأهيل الجسدي والاجتماعي”.
**مشاركات خارجية
اللاعبون الذين تنفسوا الصعداء مع انطلاق هذه التدريبات، ليسوا هواة أو مبتدئين إنما شاركوا بمباريات خارج قطاع غزة خلال السنوات الماضية.
وقال أبو غليون عن ذلك، إن اللاعبين مثلوا فلسطين في ألعاب آسيا (لكرة القدم) عام 2022، كما أنهم شاركوا بمباريات انطلقت في فرنسا.
وأشار إلى أن الحرب حرمت اللاعبين من المشاركة في مباراة انطلقت في ماليزيا في نوفمبر/ تشرين الثاني 2023.
ولفت إلى أنهم ينتظرون المشاركة في تصفيات ألعاب غرب آسيا للعام 2025، كي يتم تأهيلهم لكأس العالم للعام 2026.
وطالب بأهمية العمل من أجل مساعدة منتخب ذوي البتر بغزة للمشاركة في استحقاق تصفيات غرب آسيا.
وبدأ الاهتمام الرياضي بالأشخاص ذوي البتر عام 2019، حيث تم تأسيس أول فريق لهم من الأطفال في غزة، على يد المُدرب الأيرلندي سيمون بيكر، مؤسس “جمعية أيرلندا لكرة القدم لذوي البتر”.
وفي ديسمبر/ كانون الأول 2021، انطلق المنتخب الوطني الفلسطيني لكرة القدم لذوي البتر تحت إشراف منظمة اللجنة الدولية للصليب الأحمر.