أهم الاخبارإسرائيليات

الجنرال اسحق بريك : جنودنا يسقطون عبثا واستمرار الحرب سيهزمنا

المسار : أنا هنا سأحاول التوجه بالاساس الى نفس الجمهور الذي يتصرف مثل قطيع ضل طريقه، اقدامه عالقة عميقا في الوحل، وعيونه لا ترى متر الى الامام. هو يعيش اللحظة، يصرخ ويصفق بعمى لنجاحات محلية، التي للاسف لا تغير الاتجاه الصعب الذي سنسير اليه في المستقبل القريب والبعيد، ويمنح الحكومة ورئيسها الدعم من اجل قيادة مواطني دولة اسرائيل الى طريق مسدود، مثل القطيع وراء جرس الكبش الدليل. مجموعة الصارخين والشاتمين هذه ستكون أول من سيرفع الراية البيضاء عندما ستدرك الوضع.

هناك تعبيرات تخطر ببالي في هذا السياق، مثل “اعمى في مدخنة”، و”غبي أصم يعتبر حكيم”، لكن اعضاء هذا القطيع، للاسف الشديد، الذين ليسوا صم وغباءهم يظهر في كل زاوية، ينضم اليهم المراسلون والمحللون الذين يخدمون المستوى السياسي والامني ويذرون الرماد في عيون الجمهور من خلال عرض صورة واقع غير موثوقة، والمسافة بينها وبين ما يحدث حقا بعيدة مثل المسافة بين الشرق والغرب.

بنيامين نتنياهو هو باركوخبا هذه الايام. فهو يقودنا الى الكارثة مثلما قاد باركوخبا شعب اسرائيل. في حينه مئات آلاف اليهود قتلوا، والذين بقوا خرجوا الى الشتات لآلاف السنين. بسبب رغبته في البقاء فان نتنياهو تبنى الرؤية المسيحانية لبتسلئيل سموتريتش وايتمار بن غفير، ويعمل طبقا لأوامرهما. هؤلاء المتعصبون الثلاثة يقودونا الى مواصلة حرب الاستنزاف التي تدمر الاقتصاد والمناعة الوطنية والعلاقات مع العالم والامن القومي. الحرب التي لم تحقق أي هدف من اهدافها – تحرير المخطوفين وعودة المخلين الى بيوتهم وتدمير حماس واخضاع حزب الله. وكلما طالت حرب الاستنزاف نحن نبتعد اكثر فأكثر عن تحقيق اهداف الحرب الاصلية. 

من الجدير البدء بالفهم، لن نستطيع هزيمة حماس، لن نستطيع هزيمة حزب الله، لن نستطيع هزيمة الحوثيين وايران. استمرار القتال سيهزمنا، سنفقد العالم، سنفقد الاقتصاد، سنفقد الجيش الذي تآكل كليا، سنفقد المناعة الوطنية والاجتماعية الى درجة اندلاع حرب اهلية. في الوقت الذي سندرك فيه بأنه لا يمكننا اجتثاث الارهاب من الشرق الاوسط، أو هزيمة الدول العربية، ربما سيكون الوقت متأخر جدا. 

الامر الصحيح الذي يجب فعله هو وقف الحرب، التي تسبب لنا الآن الضرر أكثر من الفائدة؛ تحرير المخطوفين؛ وقف قتل الجنود الذين يقتلون عبثا؛ اعادة المخلين الى بيوتهم؛ اعادة بناء الجيش كي يكون قادرا على المهاجمة والدفاع عن الدولة امام التهديدات الآخذة في التزايد؛ ترميم العلاقات مع العالم؛ ترميم الاقتصاد والمناعة الوطنية والاجتماعية؛ بناء قدرات قومية بمساعدة الولايات المتحدة والدول الصديقة؛ عقد تحالفات تمكننا من العيش في بلادنا لسنوات كثيرة اخرى – كي لا نقول بأننا انتصرنا في الحرب ولكننا فقدنا الدولة. للاسف، الكثيرين من بيننا لا يرون لمسافة بعيدة، وهم يسيرون منخدعين خلف الشعارات، جميعنا يجب علينا التحرر من الاوهام والعمل من خلال رؤية رصينة تسمح لنا بالعيش في اسرائيل لسنوات كثيرة اخرى.