
في صباح رمادي آخر يثقل كاهل الوطن، استيقظت جنين على وقع أزيز الطائرات وهدير الجرافات. قوات الاحتلال اقتحمت المخيم كعادتها، محمّلة بترسانة الموت والدمار، فيما واجهها المخيم بإرادة لا تعرف الانكسار. هنا جنين، “عش الدبابير”، حيث الردّ دائمًا بالصمود، وحيث الحجارة والدعاء هما السلاح الذي لا ينضب.
شهداء الصمود.. نور يضيء درب الحرية
في أزقة المخيم، اختلطت الدماء بتراب الأرض، لتسطر أسماء جديدة في سجل البطولة. الشهيد معتز أبو طبيخ، ابن القرآن وأحد رواد المساجد، لحق برفاقه أحمد الشايب، خليل السعدي، أمين صلاحات، عبد الوهاب السعدي، ورائد أبو سباع. هؤلاء لم يكونوا أرقامًا، بل نجومًا أضاءت سماء المقاومة، وأرواحًا تهزم رعب الاحتلال.
قصف وتدمير.. ولكن الكرامة أقوى
لم تكتفِ قوات الاحتلال بالقصف والتدمير، بل حولت المخيم إلى ساحة حرب من “جورة الذهب” إلى “الدمج”. الطائرات المسيرة، القناصة، والجرافات لم تترك حجرًا على حجر، لكن أهالي المخيم حولوا كل زاوية إلى معقل صمود، وكل قذيفة إلى فرصة للثبات.
الطواقم الطبية والإعلاميون.. الشهود على المأساة
في خضم العدوان، كانت الطواقم الطبية والصحفية هدفًا لقمع الاحتلال. أصيب أطباء وممرضون أثناء تأديتهم واجبهم الإنساني، في حين أعاقت قوات الاحتلال عمل الصحفيين لنقل الحقيقة. لكن رغم ذلك، خرجت صور الدمار وأصوات الأمهات لتروي للعالم حكاية الصبر والصمود.
تعنك.. عندما يكون الموت خيار الكرامة
على أطراف جنين، في بلدة تعنك، أبت مجموعة من الشباب الاستسلام. حاصر الاحتلال منزلهم وقصفه بالصواريخ، لكنهم رفضوا الانحناء، وهتفوا بشموخ: “لن نسلم”. كان صمودهم درسًا يُكتب بدمائهم، درسًا في معنى الحرية والكرامة.
خاتمة الألم والأمل
جنين ليست مجرد مخيم، إنها رمز لوطن يتجدد بدماء الشهداء وصمود الأحياء. كل منزل يهدمه الاحتلال يبني روحًا جديدة، وكل شهيد يسقط يزرع بذور أمل في أرضنا المحتلة. من بين الركام، يعلو صوت الحق، ومن بين الدموع ينبت حلم الحرية.
“هنا جنين… هنا عش الدبابير… هنا حيث يولد الأمل من قلب الألم”.
المصدر شبكة المسار الاخباري