المسار الإخباري :لليوم الرابع على التوالي، تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على مخيم جنين ومحيطه، ضمن عملية “السور الحديدي”، ما أسفر عن نزوح قسري لعشرات العائلات تحت التهديد بالسلاح. وفرضت قوات الاحتلال حصارًا خانقًا على المخيم، مغلقة جميع مداخله بالسواتر الترابية، ما يفاقم الأزمة الإنسانية للسكان.
وأفادت مصادر محلية أن قوات الاحتلال أجبرت السكان على المرور عبر أجهزة التعرف على بصمات العين والوجه، واعتقلت عشرات الشبان دون الإفصاح عن مصيرهم، فيما تواصل طائرات مسيّرة من طراز “كواد كابتر” مراقبة المخيم، مهددة كل من يتحرك داخله.
وفي إطار التصعيد، أحرق الاحتلال منازل ومركبات في منطقة الجابريات، وحوّل أخرى إلى نقاط عسكرية. كما وسّعت قوات الاحتلال عملياتها لتشمل بلدتي قباطية وبرقين جنوب جنين.
وحذر نائب محافظ جنين من مخطط إسرائيلي لاجتياح شامل للمخيم، مشبّهًا الوضع بحملة الإبادة التي شهدها شمال غزة. وأشار إلى الظروف الصعبة التي تواجه الطواقم الطبية بمستشفى جنين الحكومي، حيث يعاني المستشفى من انقطاع الكهرباء ونقص الوقود بسبب الحصار.
ووفق مصادر فلسطينية، أسفرت العمليات العسكرية المستمرة عن استشهاد 12 فلسطينيًا وإصابة العشرات، فيما اعتُقل المئات منذ بدء العدوان. وقد أجبر الاحتلال أكثر من ألفي عائلة على النزوح من المخيم منذ منتصف ديسمبر/كانون الأول الماضي، وفق تقديرات وكالة الأونروا.
تأتي هذه العمليات في سياق ما وصفته مصادر إسرائيلية بمحاولة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو استرضاء شركائه في الحكومة، خاصة وزير المالية المتطرف بتسلئيل سموتريتش، الذي هدد بالانسحاب بسبب وقف إطلاق النار الأخير في غزة.
العدوان على جنين يعكس تصعيدًا إسرائيليًا غير مسبوق في الضفة الغربية، وسط دعوات حقوقية للتحرك العاجل لوقف الانتهاكات وحماية المدنيين.