
شبكة المسار الاخباري: باسم أبناء شعبنا الفلسطيني في أوروبا، وباسم اتحاد الجاليات والمؤسسات والفعاليات الفلسطينية، نوجه تحية إجلال وإكبار إلى أهلنا في غزّة الأبيّة، الذين جسّدوا بإيمانهم بالحق وإرادتهم الصلبة مثالاً حيّاً على أن العزيمة والإصرار أقوى من أعتى آلات الحرب وأشدها بطشاً.
خمسة عشر شهراً من القصف والدمار عانت خلالها غزّة، حيث التهمت النيران الحجر والشجر، واستهدف الاحتلال الإسرائيلي المجرم البشر دون رحمة. ومع كل هذا، بقيت غزّة عصيّة على الانكسار، شامخة كشموخ الجبال، حاملة كرامة فلسطين، تسطر فصولاً ملهمة من الصمود والتحدي.
لقد أثبتت المقاومة الفلسطينية بإرادتها الفولاذية أنها تجسيد لوحدة الشعب الفلسطيني وصموده في مواجهة الاحتلال. وأسقطت أوهام الاحتلال ومخططاته التي راهنت على تهجير أهلنا وكسر إرادتهم. ورغم الترسانة العسكرية الضخمة التي يمتلكها الاحتلال، فشل في تحقيق أهدافه، واضطر إلى إبرام اتفاق يخدم شعبنا وأسراه الأبطال، في مشهد يُظهر أن المقاومة ليست مجرد ردّ فعل، بل قرار سياسي واعٍ يعكس إرادة شعب حر لا يقبل الخضوع.
إن مشهد عودة النازحين إلى بيوتهم في شمال غزة يحمل رسالة لا لبس فيها للعالم أجمع: أن غزّة وأهلها يرفضون التهجير وسياسات الاقتلاع كما يريدها نتنياهو، وسيظلون ثابتين على أرضهم رغم الألم والمعاناة.
ونؤكد في اتحاد الجاليات والمؤسسات والفعاليات الفلسطينية في أوروبا أن غزّة ليست مجرد رقعة جغرافية محاصرة، بل هي رمز النضال الوطني، وعنوان الكرامة والحرية. نحيّي أهلنا الذين صمدوا وضحّوا في وجه آلة الحرب الإسرائيلية، ونعاهد شعبنا في الوطن والشتات أن نظل صوتاً مدافعاً عن حقوقه في كل المحافل الدولية حتى تحقيق العودة والحرية والاستقلال.
كما نوجّه تحية تقدير إلى الشعب اللبناني الشقيق، الذي أثبت عبر تاريخه صموده وتمسكه بحق العودة إلى دياره رغم كل محاولات الاقتلاع. إن تضامن لبنان مع فلسطين هو تعبير عن وحدة النضال والمصير المشترك في مواجهة الاحتلال والظلم، ويؤكد أن إرادة الشعوب الحرة أقوى من كل المؤامرات.
ونحيي أيضاً أبطال اليمن الأشقاء الذين وقفوا إلى جانب المقاومة والشعب الفلسطيني، مجسدين معاني العروبة الحقيقية في التضامن والنضال.
وفي ظل تصريحات ترامب المشبوهة الداعية إلى تهجير سكان غزّة إلى مصر والأردن، نتوجه برسالة واضحة إلى المجتمع الدولي: إن صمتكم المريب أمام هذه التصريحات الخطيرة، التي تأتي مترافقة مع جرائم الاحتلال وسياسات التهجير والتدمير، لن يثني شعبنا عن مواصلة نضاله العادل لنيل حقوقه المشروعة، وفي مقدمتها إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، وعودة اللاجئين إلى ديارهم وفق القرار الأممي 194.
كل التحية للدول والقوى الحرة التي دعمت حقوق شعبنا، وللمجموعات الشعبية والمؤسسات حول العالم التي وقفت بجانب غزّة وفلسطين.
المجد للشهداء،
الشفاء للجرحى،
والحرية للأسرى.
ستبقى غزّة منارة للصمود والكرامة، وستظل فلسطين حرة أبية.
اللجنة الإعلامية لاتحاد الجاليات والمؤسسات والفعاليات الفلسطينية في أوروبا
برلين، 28 يناير 2025