إسرائيلياتالصحافة العبرية

الصحافة العبرية … الملف اليومي الصادر عن المكتب الصحافي التابع للجبهة الديمقراطية

 الصحافة الاسرائيلية – الملف اليومي

افتتاحيات الصحف + تقارير + مقالات

هآرتس 9/2/2025

ترانسفير ترامب لن يتحقق، لكن الرد عليه في اسرائيل وصمة لن تمحى

بقلم: ايريس ليعال

هل يمكننا العيش اربع سنوات اخرى في الوقت الذي يترأس فيه دولة عظمى في طور الافول شخص يعيش اجواء بائع جرعة زيت الثعابين في معرض، ويستخدم كلمات طفل عمره ست سنوات. بفضل لحظات الرعب في البيت الابيض نحن لم يعد بامكاننا الانكار بأن العالم دخل الى مرحلة السريالية. امام العيون التي تنظر بذهول الى قادة العالم، تسلى دونالد ترامب بموضوع الحياة والموت. وبينما يحلم بحجم جمال غزة بعد اعادة بنائها من انقاضها، يقف الى جانبه بنيامين نتنياهو وهو يبتسم بضعف ويحاول التفكير في رد مناسب.

منذ ذلك اليوم وطاقم ترامب وكبار رجال الادارة يركضون وراءه وفي أيديهم اسطوانة الاطفاء في محاولة لاطفاء الحرائق الصغيرة التي يشعلها في كل مكان. هم يقزمون الاقتراح، يغيرونه ويعترفون أنه لم تتم مناقشته بجدية. في يوم الخميس، في محاولة للتراجع، اطلق ترامب في الهواء صيغة لا تقل هسترية، حيث غرد بأن امريكا ستأخذ القطاع من اسرائيل بعد نزف جنودنا حتى الموت من اجل تنظيفه من حماس. هكذا يكون قد مهد الطريق لاستئناف القتال بعد انتهاء اتفاق وقف اطلاق النار، خلافا للخطة التي وقع عليها في السابق.

في هذه الاثناء مراسلون ومحللون وسياسيون في اسرائيل يشعرون بالنشوة الرمزية عند سماع الاقتراح المحبب عليهم، ترحيل سكان غزة اصحاب الحظ الشيء. على جانبي المتراس متحمسون، ويسمون هذا الجنون حلم وخيال وتفكير خارج الصندوق. هو بالضبط خارج الصندوق، الى درجة أنه يصعب التصديق بأن ترامب يعرف أن هناك في الاصل صندوق. وبشكل ما أحد المتحمسين لم يأخذ في الحسبان حقيقة أنه بعد تلاشي هذا الجنون سيبقون مع نفس هذه الوصمة على الجبين. في الحقيقة هذا الحلم تلاشى في اليوم التالي عندما سمى ترامب صفقته “صفقة عقارات”، وقال إنها غير ملحة للتحقق.

هذا الامر متأخر جدا بالنسبة لبني غانتس عندما اعلن بأنه لا يوجد لاسرائيل ما تخسره من فكرة الترانسفير. وهو متأخر ايضا بالنسبة لمعارضي نتنياهو المهنيين، الذين اعلنوا بانفعال أنه يجب مباركة المبادرة. متأخر ايضا ليونتان شمريز، الذي شكل حركة هدفها انقاذ اسرائيل من التدهور القيمي في العقد الاخير، واعلن بأنه “أنا آمل أنه في الفترة الاخيرة خطة اخلاء غزة ستتضح، واذا كانت جدية ويمكن تنفيذها فنحن سنؤيدها”.

في لحظة، الدولة التي اقيمت في اعقاب جريمة لا يمكن تخيلها ضد الانسانية، التي في بداية العام 1933 وقعت على اتفاق يهدف الى تشجيع هجرة اليهود بشكل طوعي من المانيا، تتجرأ على طرح كلمة ترانسفير على لسانها. ليس رحبعام زئيفي أو الكهانيين، بل التيار العام في اسرائيل، هو الذي يشعر أنه ناضج الآن للجلوس في البيت وتناول المكسرات ومشاهدة في التلفاز السفن التي تحمل مليوني لاجيء من ارضهم. اذا وصلنا الى ذلك فانه يجب أن نكون منطقيين بما فيه الكفاية كي نعلن عن انتهاء المشروع الصهيوني، الذي تخلى عن ممتلكاته وتدهور الى الافلاس الاخلاقي المطلق.

لا يمكن اعادة هذا المارد الى القمقم. جنون ترامب المناوب رفع القناع عن وجهه. الجمهور المعتدل الذي يعيش بسلام مع سنة ونصف من التدمير على بعد ساعتي سفر من بلداته، يشرح موافقته على اقتراح ترامب بالقلق المفاجيء على السكان الفلسطينيين. هؤلاء الذين أمس فقط قالوا بأنه يجب تسوية غزة على سكانها، بما في ذلك الاطفال، يريدون الآن ارسالهم بالاكراه الى حياة افضل في دول تقوم بتبنيهم لأن بلادهم غير قابلة للعيش فيها. لقد كان على حق من تحدث عن العقل اليهودي. نحن عباقرة!.

عندما اقتبس لايفوفيتش الشاعر النمساوي فرانس غليرفتسر الذي قال: “توجد طريق تربط بين الانسانية من خلال القومية وبين الحيونة”، فقد حذر باسلوب الانبياء من المستقبل. ها هو المستقبل اصبح هنا. ترانسفير ترامب لن يتحقق ولكن الشر الذي يوجد فيه سيبقى ملتصق باسرائيل الى الأبد.

——————————————-

هآرتس 9/2/2025

“اليوم التالي” لن يأتي طالما أن اليمين واليسار يتحدثان عن تدمير حماس

بقلم: يغيل ليفي

هدف تدمير حماس وقدراتها العسكرية لن يكون في أي يوم أمر واقعي. هذا الهدف تم وضعه من قبل قيادة عسكرية وسياسية مصابة بالصدمة، بعد بضع ساعات على مذبحة 7 اكتوبر، بدون فحص امكانية تحقيقه. عمليا، كما كتبت بعد عشرة ايام على المذبحة، الهدف الذي وضعته الحكومة يتلخص بما لا يقل عن استبدال النظام في غزة، الذي يقوم على البنية التحتية الفكرية، السياسية والتنظيمية، لحماس، رغم معرفة أن تجارب العقود الاخيرة، فرض تغيير من الخارج، كان مصيرها الفشل. بالتأكيد هذا الفشل سيكون متوقع في الظروف الخاصة في قطاع غزة.

ظهور حماس الجديد على الفور بعد وقف اطلاق النار، واعادة البناء السريع لجزء من قدرتها السلطوية كما تم التعبير عن ذلك في تطبيق صفقة المخطوفين، كل ذلك فاجأ اسرائيل. هذا ما سحدث عندما يسيطر التفكير العسكري ويخلق الوهم بأن قتل المقاتلين واحدا تلو الآخر وتدمير الانفاق ومصادرة السلاح والقتل الجماعي للمدنيين وتدمير البنى التحتية المدنية، سيؤدي الى استبدال النظام. وما لا يقل عن ذلك تضليلا هو النقاش حول “اليوم التالي”. نتنياهو متهم من قبل الوسط – يسار بأنه بسبب عدم الدفع قدما بخطة “اليوم التالي” فقد سمح لحماس بالبقاء، لأنه منع الدفع قدما بسلطة بديلة تحكم في غزة.

هذا انتقاد لا اساس له من الصحة، الذي يفترض بأنه توجد لاسرائيل القدرة على هندسة نظام جديد في غزة. النظام، هذا يعرفه كل من تعلم القليل من التاريخ، يحتاج الى درجة اساسية من الشرعية، التي لا يتم شراءها فقط لأن دولة معادية بمساعدة دولية قامت بارتجال نظام بديل. نتنياهو في الحقيقة لم يطرح أي حلم بديل، لكن خطأه لا يقل عن خطأ الذين خلقوا وهم آخر.

معظم الذين يتحدثون عن نظام جديد في غزة في “اليوم التالي” يقترحون أن كيان آخر – السلطة الفلسطينية، أو الاختراع الخاص، قوة متعددة الجنسيات – سيفكك حماس بدلا من اسرائيل. لقد بقيت لحماس – التي نجحت في اعادة تجنيد آلاف المقاتلين والتي تستغل كراهية اسرائيل من قبل الذين يحاولون العودة في الشتاء الى بيوتهم المدمرة – القدرة على معارضة وبشكل ناجع أي نظام سيتم فرضه من الخارج، لا سيما على خلفية تهديد الترانسفير.

عمليا، اصحاب الحلم يقترحون جر القطاع الى حرب أهلية، سواء كانت بين حماس والسيادة التي ستفرض من الخارج، أو بين المليشيات في غزة في ظل غياب السيادة الفعلية. ما الذي سيمنع المليشيات في غزة من اطلاق النار على بلدات الغلاف بدون أن تتمكن اسرائيل من المطالبة بتحمل المسؤولية من عنوان سيادي فعلي.

من وجهة نظر براغماتية فانه لا يوجد أي بديل لـ “اليوم التالي”، الذي يوجد له امكانية كامنة لتقليص التهديد الذي تتعرض له اسرائيل من قطاع غزة، باستثناء الذي اقترحه على الفور بعد 7 اكتوبر سلام فياض، رئيس الحكومة الفلسطينية السابق، “تعزيز السلطة الفلسطينية الضعيفة عن طريق توسيع م.ت.ف، بحيث تستطيع كل الفصائل والقوى السياسية الفلسطينية الرئيسية، بما في ذلك حماس والجهاد الاسلامي، من خلال السعي الى اعتراف اسرائيل بحق الفلسطينيين بالدولة. فقط عملية سياسية كهذه يمكن أن تمكن من استئناف سيطرة السلطة الفلسطينية في القطاع ككيان سيادي شرعي مع امكانية كامنة لدمج مقاتلي حماس في القوة الخاضعة لسيادة السلطة التي تم تعزيزها، التي يوجد لها اتفاق سياسي مع اسرائيل. ولكن من اجل الدفع قدما بهذه الفكرة فان اليمين واليسار في اسرائيل يجب عليهما التخلي عن وهم تدمير حماس.

——————————————-

هآرتس 9/2/2025

مهما حاربنا فان اسرائيل لن تنتصر.. لقد حان الوقت لتأييد حركات رفض الخدمة

بقلم: توم مهجار

من اجل عدم العودة الى حرب النهب في قطاع غزة فانه من المهم القول: لا يوجد ولن يكون نصر مطلق على حماس. هذا شعار لا اساس له ممن الصحة، وكل السياسة التي تنبع منه فقط تزيد خطورة الوضع. لذلك، يجب تأييد مجموعة مهمة من الجنود والمجندات الذين قرروا رفض الخدمة، والانضمام الى كل احتجاج يطالب بوقف الحرب.

من غير المهم كم حجم القتل الدمار الذي سنزرعه في غزة. الوضع هو أن اسرائيل خاسرة. الامتناع عن التوقيع على اتفاق اطلاق سراح مخطوفين آخرين مقابل وقف اطلاق النار وتحرير سجناء فلسطينيين سيؤدي الى ازمة اجتماعية خطيرة. بعد تنفس الصعداء عند تحرير الاسرى الحالي فان عائلات المخطوفين وجمهور واسع سيطالبون الحكومة بالقيام بالمزيد من الخطوات لانهاء هذا الوضع اللاانساني. اذا استجاب نتنياهو لنزوة بتسلئيل سموتريتش وبن غفير المسيحانية، وهي استئناف القتال والتخلي عن المخطوفين الباقين في الاسر، فان هذه ستكون حرب ستقسم المجتمع في اسرائيل بشكل غير مسبوق. هكذا فان حماس ستتمكن من سحب تداعيات 7 اكتوبر على اسرائيل لسنوات كثيرة قادمة، التي بالنسبة لها الحديث يدور عن انجاز استراتيجي.

من جهة اخرى، التوقيع على الاتفاق يعني انجاز لحماس، التي اثبتت أنها هامة اكثر من أي وقت آخر. كل نبضة لتحرير المخطوفين تصبح عرض للحوكمة، الامر الذي يثير الغضب ويثبت أنها لم تنهر وأنه لا توجد أي قوة سلطوية غيرها في القطاع. هذا هو فشل اسرائيل في أبهى صوره. في موازاة ذلك مهم فهم المعنى العسكري للتوقيع على اتفاق وقف اطلاق النار الحالي: حماس تستغل فترة الهدوء من اجل اعادة تحصنها في المواقع، وتسليح قواتها وربما تجنيد الشباب في صفوفها. بعد الاعمال الفظيعة التي ارتكبتها اسرائيل ضد السكان المدنيين فان هذه العملية لن تكون معقدة جدا. اذا اختارت اسرائيل استئناف الحرب فهي ستبدأ بها من نقطة قريبة جدا من بدايتها، ومن اجل هزيمة حماس فان المجتمع الاسرائيلي سيضحي بمئات الجنود وآلاف المصابين. هذا الفيلم شاهدناه من قبل، في السابق في لبنان وفي السنة الاخيرة في غزة، ويبدو أننا جميعا يجب علينا معرفة نهايته.

يجب التذكر بأن التوتر الذي يكتنف استمرار الحرب في غزة سيطفو على السطح في الوقت الذي فيه حكومة اسرائيل تبحث عن طريقة لاعفاء آلاف الشباب الحريديين من الخدمة العسكرية. يد يتم مدها كي تقتل وتُقتل، واليد الاخرى توقع على الصفقات لبقاء الائتلاف. بصفتي أتبنى موقف بأنه لا يوجد حل عسكريذذ للعنف الذي ينبع من السيطرة العسكرية على شعب آخر فان رفع نسبة التجنيد بالنسبة لي هو نفس الشيء، ما لم يتحقق بالقوة سيتحقق بمزيد من القوة. لا شك أنه ازاء حرب لانهائية فان كثيرين سيخرجون ضد الحكومة الحالية التي تعفي جزء كبير من عبء القتال. البشرى الاكثر سوءا هي أن الحكومة الحالية، التي يحتمل أن تستمر لسنتين، لا تعرف بالضبط ما الذي تريده من الحرب. رئيس الحكومة في السابق قال “نحن على بعد خطوة من النصر”، وهي اقوال مدحوضة ومضحكة. الآن يتضح أن قوات حماس المسلحة ستكون على الارض لفترة اخرى طويلة، وأنه لا يوجد لاسرائيل أي نية لطرح جسم سيادي آخر في القطاع، رغم أنها تنفي التزامها كقوة محتلة في القطاع. ما الذي سيحدث هناك اذا تم استئناف القتال حقا عدا عن القتل والتدمير المخيف؟.

الحرب في غزة غير منطقية وغير عقلانية. لا يوجد ولن يكون هنا حسم عسكري. من ناحية سياسية وضع اسرائيل آخذ في التدهور. الاقتصاد يعاني من خسارة كبيرة جدا. ولم يبق للحكومة إلا القاء فشلها، في هذا المجال ايضا، على جيوب المواطنين. لذلك فقد حان الوقت (منذ فترة طويلة) للاعتراف بقيود القوة العسكرية وتبني موقف واضح. بدلا من انتقاد الحكومة التي ضلت الطريق، والجيش الذي يخدمها باعتباره “حمار المسيح”، يجب ويمكن الوقوف الى جانب حركات الرفض التي تطالب بوقف هذا الغباء والتفكير بمسار جديد.

 ——————————————

معاريف 9/2/2025 

خطة تمويه

بقلم: يوسي هدار

كلما مرت الساعات منذ الانفجار الكبير في البيت الأبيض حين أعلن الرئيس ترامب عن سيطرة أمريكية على غزة – “هي ستكون لنا” – بل وكرر وجوب اخراج كل الغزيين من غزة ونقلهم الى “مكان جميل” تصعد بورصة أسماء الدول الكفيلة بان تستوعب الفلسطينيين. فضلا عن الأردن ومصر، اللتين ذكرهما ترامب تطلق الى الهواء أسماء كالبانيا، فوتلند؟ صوماليلاند وماذا لا. اذا سُئل الغزيون انفسهم، بعضهم سيضحك لترامب في الوجه وآخرون سيقولون تفضل اذا كان لا بد من نقل مكان السكن، فليكن لائقا – الى السويد، الى إنجلترا او الى كندا.

في إسرائيل، رغم الكلمة الفظة “ترحيل”، يكاد لا يكون أحد يعارض بشدة معارضة باتة فكرة اخراج غزة من حياتنا مرة واحدة والى الابد، وبخاصة بعد 7 أكتوبر. إسرائيليون ما بعد المذبحة غاضبون ويعتقدون ان على الفلسطينيين ان يدفعوا ثمنا باهظا ومن ناحيتهم فليختفي أيضا الفلسطينيون من يهودا والسامرة.

غير انه يبدو أن البالون الذي اطلقه ترامب ليس اكثر من بالون اختبار، بالون تهديد مدوٍ، في محاولة لتقويض حكم حماس في غزة بدون قتال. هذه ليست بالذات نية حقيقية لاحداث هجرة جماعية لنحو مليوني انسان. ترامب عمليا يذكر ثمنا مبالغا فيه انطلاقا من التوقع أن تجلو حماس طوعا من غزة. ومن تصريحات مستشاري الرئيس أيضا يمكن الافتراض بان هذا اقتراحا اوليا، خطوة بدء، واذا لم يعجب الامر الدول العربية، فهي مدعوة لان تقترح حلا خاصا بها لتجريد غزة من السلاح. من ناحية إسرائيل النية هي عدم السماح لحماس بمواصلة حكم غزة، بخاصة بعد أن فشل نتنياهو في هذه المهمة وبقي حماس في الحكم بعد 15 شهرا من القتال. يبدو أن ثمة من ينبغي له ان يأكل الان قبعة “النصر المطلق”.

مع كل الاحترام لاعادة الإسكان الغزي يمكن التساؤل ما الذي تحقق عمليا في اللقاء بين ترامب ونتنياهو وما هو معناه. الخلاصة هي أنه في نهاية الامر فرض ترامب على نتنياهو عدم استئناف الحرب واستمرار الصفقة لتحرير المخطوفين. في مقال مؤطر، ليس مفهوما ان يحث رئيس امريكي رئيس وزراء إسرائيلي ليعيد مخطوفين إسرائيليين. كما رفض ترامب تماما الاستيطان الإسرائيلي في غزة وفقا للرؤيا المسيحانية لسموتريتش وبن غفير، أشار الى رغبته التقدم بسرعة في الموضوع السعودي وأوضح بانه حاليا على الاقل يفضل حلا دبلوماسيا مع ايران على استخدام القوة.

ظاهرا، هذه خيبة أمل من نتنياهو، لكن لا تقلقوا فقد اجرى ترامب لنتنياهو لحظة عناق وزوده بإنجاز افتراضي في محاولة لحماية ائتلافه. يعد هذا دواء لحكومة مريضة ولهذيانات سموتريتش وبن غفير بإعادة الإسكان الغزي الذي يمكن لنتنياهو ان يبيعه لشركائه في اليمين المتطرف. الاحلام في الهواء، الرأس في الائتلاف.

وهكذا، من خلال خطة تمويه عظمى لسيطرة أمريكية على غزة ونقل كل الغزيين من هناك، خطة احتمالاتها للتحقق ليس عالية باقل تقدير يمكن لنتنياهو أن يكسب الوقت. الرجل الذي لا يعنيه الا كرسيه وبقائه السياسي يمكنه أن يعزز الائتلاف حين يشتري سموتريتنش البضاعة الهزيلة. الأول يبقى والثاني يعود الى اذرع الحكومة، وثلاثتهم سيعانقون هذه الكذبة كل الطريق الى القاعدة حتى الازمة التالية.

لكن فوق كل هذا التلوث السياسي يقف تحرير المخطوفين. أمس فقط رأينا اوشفيتس في غزة، مشاهد رعب وفظاعة، عندما عادوا الينا هياكل سائرة ما جسد كم هاما إعادة الجميع الى الديار وباسرع وقت ممكن. إعادة أولئك الذين تركوا مرتين لمصيرهم في 7 أكتوبر وبعد ذلك في عرقلة الصفقة لتحريرهم.

صور حماس التي تسيطر في غزة تؤكد لشدة الاسف الفشل المطلق لنتنياهو في إدارة الحرب، والان ينبغي الامل في ان يفرض ترامب وبيتكوف استمرار التحرير وبعد ذلك يحرصان على ان نتخلص أخيرا من وحوش حماس حتى آخرهم.

——————————————-

هآرتس 9/2/2025

لا تستخفوا بهم…ترامب، نتنياهو وكاتس يجسدون إرث كهانا

بقلم: ألوف بن

يسهل الاستخفاف لوزير الدفاع يسرائيل كاتس، بفمه الكبير ومشيته اللامبالية وهو يرتدي السترة الواقية، على صورة شخص غريب عن الامن مقارنة بالجنرالات الذي سبقوه. ولكن من غير الصحيح الاستخفاف بتعليماته للجيش الاسرائيلي منذ يوم الخميس الماضي لاعداد خطة “الخروج الطوعي” للفلسطينيين من قطاع غزة، بروحية مبادرة الرئيس الامريكي دونالد ترامب. هذه هي المرة الاولى التي تعلن فيها اسرائيل عن خطة لطرد العرب من الاراضي الخاضعة لسيطرتها. من الآن سيصبح الترانسفير هو سياسة حكومية.

كاتس ارفق التعليمات بتوبيخ علني لرئيس “أمان”، الجنرال شلومي بندر، الذي حذر من التصعيد الامني في المناطق وفي الدول العربية ردا على خطة ترامب. الرسالة لكبار الضباط تم استيعابها: تأييد الترانسفير سيكون الشرط للترقية. في الجيش الاسرائيلي يتوقع في القريب حدوث جولة تعيينات واسعة، فيها سيتم استبدال ايضا من يتولون المناصب المسؤولة عن الترانسفير مثل رئيس قسم العمليات وقائد المنطقة الجنوبية. أي تعيين لضابط برتبة عقيد فما فوق يحتاج الى توقيع كاتس. والوزير ينوي تطبيق في الجيش نفس امتحان الولاء السياسي الذي طبقه الوزير السابق ايتمار بن غفير في الشرطة.

ترانسفير كاتس يمكن أن يكون “طوعيا”، بارادة الفلسطينيين الغزيين الذين يريدون المغادرة، وبموافقة دول اخرى على استيعابهم. ولكن بالنسبة لتنفيذه فانه لم يتم توكيل وزراء الخارجية والسياحة والمواصلات، بل الجيش. الامر الذي يعني بأن اسرائيل لن تقوم بفتح وكالة سياحة للغزيين واغراءهم برحلات جوية رخيصة، ونقاط للمسافر المستمر، بل هي ستشجع رغبتهم في الهجرة، مثلا عن طريق التجويع، اللغة المغسولة للوزير سموتريتش “ادارة المساعدات الانسانية”، أو استئناف الحرب “من اجل تصفية حماس”، مثلما وعد رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو. وعندها كلما زاد صراخ واستغاثة الغزيين فانه هكذا سترغب دول العالم بفتح ابوابها لاستيعاب اللاجئين من خانيونس وجباليا.

يسهل الاستخفاف ايضا بترامب، الذي يعرض افكار كبيرة ويتراجع عنها، وينشغل في العرض وليس المضمون، ويحدد سياسة بدون “عمل طاقم”. ولكن ما العمل؟ هو الرئيس الذي يحدد جدول الاعمال حتى بتصريحاته وافعاله المفاجئة. فقط قبل اسبوعين حظي ترامب بتشجيع من معارضي نتنياهو في اسرائيل، بعد أن فرض على رئيس الحكومة وقف اطلاق النار واعادة بعض المخطوفين الى البيت. في معسكر “فقط ليس بيبي” توقعوا بانفعال انهاء الحرب وتفكك الائتلاف. ولكن هذا الأمل تبدد بعد الاستقبال الانفعالي لنتنياهو في البيت الابيض، وتم استبداله بالتقدير أن ترامب يقول كلام فارغ وأن كل شيء هو استعراض معاكس. فهو يقول ترانسفير لارضاء سموتريتش وبن غفير، وعمليا هو يملي على نتنياهو الانسحاب من قطاع غزة والاتفاق مع حماس.

عمليا، ترامب اطلق من القمقم الطموحات المدفونة لكثير من اليهود الاسرائيليين، الذين لا يؤمنون بالتعايش المشترك مع العرب في نفس قطعة الارض. “نحن أو هم”، حسب صيغة اليمين، و “نحن هنا وهم هناك”، حسب صيغة اليسار. احد رؤساء اليسار الصهيوني قال لي قبل سنوات “في اعماقنا كلنا كهانا. وكل ما تبقى يتعلق بالتعليم”. الاستطلاعات التي نشرت مؤخرا تؤكد تشخيصه. ففي اللحظة التي طبع فيها ترامب النقاش حول التطهير العرقي فان غالبية اليهود الساحقة في اسرائيل تريد طرد الفلسطينيين من هنا.

يسهل ايضا الاستخفاف بنتنياهو، الحاكم الخالد الذي يتملص من المسؤولية. ما الذي لم يقولونه عنه – أنه بدون سياسة، مجرد كرة قدم يتم ركلها بين البيت الابيض في امريكا وبين اليمين المتطرف في اسرائيل، ويحلم فقط بتجميد الوضع الراهن. ولكن عند فحص افعال نتنياهو منذ تشكيل الائتلاف اليميني الضيق قبل عشر سنوات، وحتى ادارة الحرب الحالية برئاسة رئيس حكومة يمينية مطلقة، نحن نكتشف منحى واضح من تجسيد ارث الحاخام كهانا.

القائمة طويلة. قانون القومية الذي منح مكانة افضلية لليهود في اسرائيل؛ خطوة الضم وطرد الفلسطينيين من الضفة الغربية ومن شرقي القدس؛ ملء قائمة الليكود بالكهانيين؛ التحالف مع بن غفير وسموتريتش؛ وفوق كل ذلك سياسة الطرد والتدمير في قطاع غزة كرد على هجوم حماس في 7 اكتوبر والمذبحة في بلدات الغلاف. نتنياهو كان على استعداد للمخاطرة بمذكرة اعتقال من محكمة الجنايات الدولية في لاهاي والصمود امام الضغط من ادارة بايدن ومؤيديه في اسرائيل من اجل طرح خطة “اليوم التالي” ونقل قطاع غزة للسلطة الفلسطينية فقط من اجل التقدم في عملية اخلاء القطاع من السكان واعداده للضم واستيطان اليهود فيه.

اقتباسات عن كهانا في الفترة الوحيدة له في الكنيست قبل اربعين سنة، التي قام بجمعها المراسل عوفر اديرت، تظهر وكأنها البرنامج السياسي للحكومة الحالية. من بينها “هناك تناقض مطلق، تناقض لا مخرج له بين مفهوم الصهيونية والدولة اليهودية وبين مفهوم الديمقراطية الغربية”، قال كهانا قبل فترة طويلة من ياريف لفين وانقلابه النظامي. “دولة ذات سيادة يهودية، اليهودي فيها هو صاحب البيت… غير اليهودي ليس له ما يقوله حول القرارات الوطنية التي تحدد مصير الدولة والقومية”، قال رئيس حركة كاخ وبشر بحملة نتنياهو في الانتخابات الاخيرة، الذي لقب ممثلي المجتمع العربي في الكنيست بـ “مؤيدي الارهاب”. وبالطبع الحل الكهاني هو الترانسفير: “سيعيشون جميعهم في بلادهم… ليعيشوا هناك بمحبة واخوة وتعايش مع اخوتهم، تعايش عربي، لكن ليس هنا”. بالضبط هذه هي مسودة مبادرة ترامب.

كهانا اعتبر ازعر وهامشي، نبذته الحكومة من داخلها. ايضا وريثه الاكثر مأسسة في الدفع قدما بالترانسفير، رحبعام زئيفي، لم يحصل على دعم الجمهور وتمت ادانته بأثر رجعي كمغتصب وأزعر. ولكن افكارهم لم تختف. بعد جيل ونصف وصلوا الى مركز التيار العام الذي ما زال يغطي نفسه بالمبررات المنافقة مثل “نحن نقلق على الفلسطينيين” أو “لقد جربنا في السابق كل شيء ولكن لم يتم حل النزاع. الآن ربما حان الوقت لحل آخر”. لذلك، يجب عدم الاستخفاف بتصريحات ترامب وانفعال نتنياهو وتوجيهات كاتس. فمارد التطهير العرقي الذي خرج من قمقم السياسة الصائبة واحترام حقوق الانسان الذي كان يختبيء فيه حتى الآن، سيكون من الصعب اعادته الى هناك.

——————————————

إسرائيل اليوم 9/2/2025 

رؤيا ترامب..المخاطر المركزية الخمسة

بقلم: العميد تسفيكا حايموفيتش

منحى ترامب للشرق الأوسط في اليوم التالي لحرب السيوف الحديدية خلف كثيرا من المتفاجئين في جانب مؤيديه وفي جانب معارضيه على حد سواء. لو كان طلب من رئيس الوزراء أن يكتب له الخطة والتصريح لما كان مؤكدا ان يكون على ما يكفي من الجرأة لان يكتب الأفكار التي عرضت في البيت الأبيض قبل أربعة أيام.

لكن بعد أن جف الحبر وتمكن كل طرف من طرح حججه بقينا مع واقع يتعين علينا ان نواجهه مع المخاطر التي جلبه مجرد طرح الرؤيا لغزة. سأذكر خمسة فقط.

الأول يتعلق باستمرار تنفيذ المنحى لتحرير كل المخطوفين. بالنسبة للخطة ستسأل حماس نفسها أي مصلحة توجد لها حتى لمواصلة المرحلة الأولى من المنحى الذي نوجد في ذروته. من ناحية المنظمة، فان استمرار تحرير المخطوفين، حين يكون هدف المفاوضات هو انهاء الحرب في غزة لا يتوافق مع خطة ترامب.

الخطر الثاني هو أن من شأن منحى ترامب ان يوحد كل العالم العربي، السُني والشيعي على حد سواء ضد الفكرة ونتيجة لذلك ضد إسرائيل. تحالف عربي من الحائط الى الحائط مع ايران.

المشكلة الثالثة هي أن نقل السكان الفلسطينيين من قطاع غزة الى مصر، الاردن ودول أخرى لم تذكر من شأنه ان يحدث فيها اضطرابات. في الأردن، حيث 70 في المئة من السكان هم فلسطينيون، كل إضافة من شأنها أن تقوض الحكم لدرجة سقوطه وسقوط الاسرة المالكة الهاشمية قد يجر سقوط المملكة كثمرة ناضجة في يد ايران وعندها سنلتقيها في الحدود الأطول لإسرائيل. من لم يرغب في أن يتلقى ايران في سوريا من شأنه أن يتلقاها في الأردن.

الخطر الرابع – إزالة الخيار العسكري حيال ايران تودع أمن إسرائيل في يد الاتفاق، قد يكون هذا “اتفاقا جيدا” على حد قول ترامب. لكن مهما كان جيدا كل اتفاق يختبر بتنفيذه، بآليات الانفاذ والرقابة وعلى مدى الزمن.

وما هي الضمانة في أن تؤيده الإدارة الامريكية التالية؟ انظروا كيف نشهد الان رئيسا الغى في أسبوعين كل قانون، نظام او قرار للإدارة السابقة.

وأخيرا التطبيع مع السعودية ومع دول أخرى في العالم العربي من شأنه ان يدخل في جمود. والسبب: ربطوا مستقبلهم بالحل الفلسطيني حتى ولو في الجانب التصريحي فقط وبالتالي سيصعب عليهم استيعاب التطبيع مع إسرائيل حين يكون الشعب الفلسطيني ينقل الى سلسلة من الدول ويبتعد عن فكرة الدولة.

وفي هذه الاثناء، الدفعة الخامسة من تحرير ثلاثة مخطوفين احياء في القطاع، لكن كلما اقتربنا من نهاية تحرير المخطوفين ومنحى ترامب يبقى الفكرة الرائدة، هكذا ستزداد المخاطر.

واجب على حكومة إسرائيل وعلى أصحاب القرار الاستعداد لسيناريوهات الخطر والا يتحلوا بالمنحى الثوري الذي عرضه الرئيس ترامب. في نهاية اليوم من يبقى في المنطقة ليواجه التحديات والمخاطر هي دولة إسرائيل، نحن. لا ترف لنا الا أن نستعد لكل تلك المخاطر وبالتأكيد ليس بعد 7 أكتوبر. وسواء تحقق منحى ترامب أم كان مجرد نقطة بداية للمفاوضات فان إسرائيل والشرق الأوسط كله يدخلون في هزة غايتها لا يحمد عقباها. لكن خير أن نتذكر بان لا فرصا بلا مخاطر.

——————————————

هآرتس 9/2/2025 

في ضوء خطوات نتنياهو، على الجمهور أن يبدل الصدمة بالافعال

بقلم: عاموس هرئيلِ

مشهد الرعب الذي عرضته حماس صباح يوم السبت في دير البلح حول تحرير المخطوفين الثلاثة، الهزيلين بدرجة مخيفة والمذعورين وتأثير فترة الاسر الطويلة واضحة بشكل جيد على وجوههم، اثارت ردود من الغضب والصدمة في اسرائيل. ولكن الى جانب الغضب من هذه المنظمة الارهابية التي اختطفت اوهيد بن عامي وايلي شرعابي من بيتيهما في كيبوتس بئيري واوري ليفي من حفلة “نوفا” في ريعيم، من المهم ترجمة هذه الصدمة الى خطوات عملية. اذا لم يمارس الجمهور في اسرائيل ضغط جديد على الحكومة للتقدم الى المرحلة الثانية في الصفقة وضمان تحرير الـ 76 مخطوف الذين بقوا في قطاع غزة (اكثر من نصفهم يبدو أنهم ليسوا على قيد الحياة) فان هؤلاء  المخطوفين سيواصلون المعاناة تحت ظروف مشابهة، وربما حتى اصعب. يمكن التطلع ايضا الى اقوال  واضحة لرؤساء جهاز الامن – رئيس الاركان ورئيس الشباك ورئيس الموساد ورئيس مركز الاسرى والمفقودين في الجيش الاسرائيلي – حتى لو كانت الحكومة تعمل بشكل حثيث على التخلص من معظمهم.

الحاجة الى اصبحت ملحة اكثر على خلفية خطوات بنيامين نتنياهو. فرئيس الحكومة الذي مدد تواجده في فندق فاخر في واشنطن حتى نهاية الاسبوع، حيث الى جانبه عائلة كبيرة ومبذرة، يبذل من هناك جهود غير قليلة لاعاقة الانتقال الى المرحلة القادمة. في البداية، تم تسريب من قبله بأنه يفضل تمديد المرحلة الاولى بواسطة نبضات اخرى في نفس المضمون، بسبب رغبته في تجنب الثمن السياسي الذي يكتنف المرحلة الثانية. ولكن حسب مصدر اسرائيلي تحدث مع مراسلة “هآرتس” ليزا روزوفسكي في واشنطن أمس فان نتنياهو ذهب خطوة ابعد، “اذا لم توافق حماس على وقف تواجدها في قطاع غزة” فان الاحتمالية هي استئناف الحرب أو تمديد المرحلة الاولى في الاتفاق”. واضاف المصدر بأن اسرائيل ستوافق على الانسحاب من محور فيلادلفيا على حدود مصر ومن المنطقة العازلة على طول حدود القطاع فقط اذا وافقت حماس على ابعاد قادتها أو كل من له صلة بالمنظمة”.

معنى ذلك هو أن مصير المخطوفين واضح. فكل المخطوفين الذين بقوا على قيد الحياة في القطاع هم من الرجال وفي معظمهم يوجدون ضمن ما تعتبره حماس “سن الحرب”، أي ابناء الخمسين فما دون، ومن هم إما يخدمون بشكل نشط في الجيش الاسرائيلي أو يمكن نظريا أن يخدموا فيه في الاحتياط. معروف أن التعامل مع الرجال المخطوفين في القطاع كان في حالات كثيرة اصعب حتى من التنكيل النفسي والجسدي الذي مر على النساء. معظم من بقوا هناك يبدون بالتأكيد مثل الثلاثة الذين عادوا أمس الى البلاد وهم يعانون من الجوع.

ليس من الصعب تخمين وضع الذين بقوا في الانفاق، وما يمكن أن يحدث لهم اذا تم تأجيل المرحلة الثانية. المشهد المخيف للثلاثة ايضا وضع حملة اليمين من اجل اطلاق سراح ضابط الصف المعتقل من “أمان”، آري روزنفيلد (الذي اطلق سراحه بتأخير واضح ومبالغ فيه ووضع في الاقامة الجبرية في الاسبوع الماضي) في محل الاستهزاء، والادعاء الوقح بأن وضعه اكثر خطورة من وضع المخطوفين في القطاع.

توجد فجوة كبيرة بين القلق الكبير من جانب الجمهور على المخطوفين الذي يظهر في البث التلفزيوني وفي الردود في الشبكات الاجتماعية وبين اللامبالاة التي تبثها الحكومة. تحت مبرر الامتناع عن تدنيس يوم السبت فقط عدد قليل من الوزراء كلفوا انفسهم بعناء نشر ردود على عودة المخطوفين. من ناحيتهم كل القضية هل مشكلة جهاز الامن، الذي تابع رؤساءه من غرفة العمليات عملية تسلم المخطوفين. اللامبالاة من قبل وزراء واعضاء كنيست كثيرين في الائتلاف حول مصير المخطوفين يشبه الانغلاق الذي يتعاملون به تجاه مسؤوليتهم عن الفشل في المذبحة في 7 اكتوبر. خلافا لذلك فانه في قيادة الجيش الضباط الكبار يتألمون، ومعظمهم على حق، اعلنوا في السابق عن استقالاتهم.   

الاساس هو حرف الانتباه

وزير الدفاع السابق يوآف غالنت الذي تمت اقالته من قبل نتنياهو في تشرين الثاني الماضي اكد في نهاية الاسبوع في مقابلة مع “اخبار 12” ومع “يديعوت اخرونوت” على ما نشر هنا في الوقت الحقيقي، وهو أن نتنياهو قام بشكل متعمد بتخريب عملية الدفع قدما بالمفاوضات في شهر أيار الماضي. هذا كان احباط متعمد استمر حتى نهاية شهر تموز (تخريب خطة جو بايدن بعد الموافقة عليها)، وحتى ايلول (التسريب لوسائل الاعلام الاجنبية التي استهدفت حرف الانتباه عن قتل المخطوفين الستة على يد حماس في رفح وخلق ازمة مصطنعة حول المطالبة بانسحاب اسرائيل من محور فيلادلفيا). من اقوال غالنت يتبين أنه في شهر أيار الماضي اهتموا في محيط رئيس الحكومة بابلاغ الوزير بتسلئيل سموتريتش عن الحد الادنى للمخطوفين الاحياء، الذين وافقت اسرائيل على اعادتهم. نشر العدد، 18 فقط، ساعد على تصلب حماس في مواقفها واثارة الامتعاض لدى الجمهور في البلاد وخلق تأخير متعمد للمفاوضات. نتيجة تأخير بلورة الصفقة حتى الشهر الماضي شكلت فقدان لحياة المخطوفين، بالاساس موت عشرات الجنود في الحرب في القطاع، التي  كان يمكن وقفها.

لكن غالنت لم يعد منذ فترة يجلس في الطابق الـ 14 في وزارة الدفاع، وبدلا منه يجلس هناك الوزير يسرائيل كاتس، الذي يفعل ما يريده رئيس الحكومة. أمس وجه التطاول المناوب لغانتس تجاه رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية، الجنرال شلومي بندر، الذي وصفته حاشية نتنياهو كمرشح للاقالة في اطار موجة التطهير المتواصلة. رئيس الاركان هرتسي هليفي صمم قبل نصف سنة على تعيين بندر كرئيس لشعبة الاستخبارات العسكرية، رغم التحفظ على أداء لواء العمليات الذي ترأسه في 7 اكتوبر. ولكن نتنياهو وكاتس لا يهتمان بتفاصيل التحقيقات، بل بحرف الانتباه بشكل متواصل عن اخفاقات الحكومة، التي ايضا مشهد المخطوفين العائدين من القطاع يوفر لهم تذكار.

المبرر في هذه المرة كان تقرير عن اقوال بندر الذي حذر في الفترة الاخيرة في منتدى امني من أن الدفع قدما بخطة الرئيس الامريكي دونالد ترامب، تهجير الفلسطينيين من القطاع، يمكن أن يثير اعمال الشغب في منطقة الحرم وفي الضفة الغربية في بداية شهر رمضان. هذا تحذير مهني يرتبط بواجب رئيس شعبة الاستخبارات في اطار منصبه. ولكن كاتس أمر هليفي بتوبيخ بندر بذريعة أنه يحظر على الضباط “اصدار تصريحات ضد الخطة المهمة”. قبل بضعة ايام سئل كاتب في مقابلة مع رجال احتياط عن تجنيد الحريديين فـأجاب بأن هجوم 7 اكتوبر كان “حدث محدد” لا يمكن أن يتكرر، لذلك فمن الجدير عدم استغلاله. لا مناص من الاستنتاج بأن وزير الدفاع في دولة اسرائيل، في فترة حرب، ببساطة لا يفهم أي شيء في المجال المهم الذي تم اسناده اليه.

في هذه الاثناء يبدو كأن ترامب نفسه يفحص اذا كان عليه البدء في ابعاد نفسه عن الضجة المناوبة التي ثارت حول اقتراح الترانسفير. أمس قال الرئيس الامريكي “لا يجب الاسراع نحو الخطة بشأن غزة”. ربما من الافضل للدكتورة مريام ادلسون، المليارديرة المتبرعة المحببة عليه، أن تشرح له بأنه من ناحية المخطوفين الاسرائيليين فان كل الموضوع ملح جدا. في نفس الوقت يجدر بمكتب نتنياهو التخفيف قليلا صفحة الرسائل. مبعوثو المكتب الى الاستوديوهات اصبحوا يقارنون الخطة باعلان كورش، ويصفونها كحدث بحجم التوراة. هذا يمكن أن يظهر مضحك قليلا اذا تنازل ترامب عن الخطة قليلا، وعاد الى التركيز على حروبه ضد المتحولين جنسيا ونضاله على اعادة استخدام قشات البلاستيك.

——————————————

إسرائيل اليوم 9/2/2025

هدية وشوكة فيها

بقلم: ايال زيسر

30 سنة مفاوضات عقيمة بين إسرائيل والفلسطينيين، منذ عهد أوسلو وحتى ما قبله اتسمت برفض وصد من الجانب الفلسطيني – رفض عنيد للتقدم في طريق السلام وصد تلقائي لكل اقتراح حل وسط قدمته لهم إسرائيل او الولايات المتحدة. 

الرفض والصد شهدا على الصعوبة الفلسطينية للاعتراف بالواقع، مهما كان قاسيا، والتخلي عن حلم تصفية دولة إسرائيل.

بعد كل شيء، على مدى السنين، وربما اليوم أيضا، يوجد فلسطينيون كثيرون يؤمنون بان الزمن يلعب في صالحهم وكل ما عليهم عمله هو الصمود وعدم التنازل الى أن تنهار إسرائيل من تلقاء ذاتها أو ان ينجح الفلسطينيون، بمساعدة ايران وفي حينه حزب الله ايضا في التغلب عليها.

لكن حتى بفرضية، يمكن بالطبع الجدال فيها، ان يكون حسم لدى الفلسطينيين – بعضهم على الأقل – الامر فقرروا أيضا الوصول الى تسوية سلام مع الفلسطينيين فان الترقب بانهيار إسرائيل حل محل الايمان بانه كلما تلبث الفلسطينيون في طريق السلام وكلما صدوا اقتراحات السلام المقدمة اليهم، هكذا يكون افضل؛ فهم ليس فقط لن يدفعوا أي ثمن على رفضهم بل قد يربحون كثيرا فيتلقون اقتراحات محسنة وتنازلات أخرى من جانب إسرائيل.

ينبغي الاعتراف بان الاسرة الدولية – لكن إسرائيل أيضا – تعاونت مع هذا السلوك الفلسطيني اذ انها لم تجبي من الفلسطينيين ابدا ثمنا على رفضهم بل بدلا من ذلك تقدمت لهم المرة تلو الأخرى باقتراحات جديدة ومحسنة تتضمن تنازلات أخرى. وهكذا، فان جولة محادثات جديدة بين إسرائيل والفلسطينيين بدأت من نقطة النهاية – أي من اقتراحات الحل الوسط والتنازلات – للجولة السابقة.

أول من حطم الدائرة السحرية لاقتراحات الحل الوسط والتنازلات، الرفض الفلسطيني لقبولها والعودة مرة أخرى كان الرئيس ترامب في ولايته الأولى في البيت الأبيض. في الشمال اعترف بالسيادة الإسرائيلية على هضبة الجولان، مثابة غرامة بل وعقاب للنظام السوري على رفضه على مدى العقود الثلاثة الأخيرة التقدم في طريق السلام. اما حيال الفلسطينيين فتقدم بصفقة القرن وفي اطارها اعترف بالقدس كعاصمة إسرائيل وكان حتى مستعدا للتسليم بضم أجزاء من يهودا والسامرة لإسرائيل. وهكذا اطلق رسالة واضحة في أنه اذا كنتم تريدون التقدم، فعلى الفلسطينيين أن يفهموا بان الاقتراح الذي يرفضونه لن يتكرر.

رفض الفلسطينيون باحتقار صفقة القرن لترامب مثلما رفضوا كل اقتراح حل وسط سابق عرض عليهم في الماضي. فواضح ان الفلسطينيين، حتى اكثر من إسرائيل، يخشون كل تقدم في طريق السلام ويفضلون استمرار الوضع الراهن. وذلك لانهم لا يمكنهم ان يتخلوا عن الحلم والنزول الى ارض الواقع.

صفقة القرن لترامب في كانون الثاني 2022 قد تكون بعيدة عما حلم به الفلسطينيون أن توقعوه، لكنها كانت اقتراحا واقعيا كان سيعفيهم من مسار العذابات، مسار الدم والنار الذي اختاروا ان يصعدوا اليه وقادهم الى 7 أكتوبر، هجمة الإرهاب الاجرامية تلك لحماس، التي نهايتها إيقاع كارثة على سكان غزة.

بالمناسبة، في الجانب الفلسطيني وكذا الكثيرين في الاسرة الدولية، يتوقعون ان تتلقى حماس جائزة ترضية على هجمة الإرهاب في 7 أكتوبر وان يتاح لها مواصلة السيطرة في غزة بل وتلقي تنازلات أخرى من إسرائيل. لكن لدى ترامب هذا لن يحصل.

ترامب يتحدث تجارة لكنه اثبت أنه يتحدث أيضا بلغة الشرق الأوسط، وعنده لا توجد جائزة ترضية او فرصة ثانية. وهكذا فان الفلسطينيين الذين رفضوا صفقة القرن لترامب والان يرفضون باحتكار خريطة طريقه لاعمار القطاع كفيلون بان يكتشفوا بانه ليس فقط فقدوا غزة بل وأيضا يهودا والسامرة.

وهكذا لا يمكن للفلسطينيين ان يتهموا الا أنفسهم، مثلما يتهمون العالم العربي، ولا سيما الاسرة الدولية التي تقف خلفهم بتأييد تلقائي لمواقفهم التي أدت فقط الى التشدد في هذه المواقف بدلا من المرونة والبراغماتية اللتين كانتا ستتيحان تحقيق تسوية.

——————————————

يديعوت احرونوت: 

هكذا تتحقق خطة ترامب

بقلم: سيفر بلوتسكر

حسب خطة الرئيس الأمريكي ترامب مع انتهاء القتال والقضاء على القوة العسكرية لحماس ينقل قطاع غزة الى السيطرة المدنية للولايات المتحدة التي ستدير مهمة الاعمار الهائلة له. كي ينجح الاعمار الذي تقدر كلفته عشرات مليارات الدولارات وكي يضمن مستقبل افضل لسكان القطاع، سيشجع الحكم الأمريكي بكل طريقة ممكنة هجرة الغزيين من القطاع. اصطدمت الخطة في ارجاء العالم – وبخاصة العالم الإسلامي – بمعارضة جارفة، ورغم ذلك لا يزال ترامب يتمسك بها – لكن مشكوك أن ينجح في المواظبة على ذلك.

هل توجد خطوة بواسطتها يمكن لترامب أن يغير الرد السلبي المطلق على خطته بل وان يدفع قدما بتحققها؟ توجد. لاجل اثبات جدية نواياه، لتغيير خطاب الترحيل و “الاقتلاع” واسكان النقد المتعاظم – او على الأقل لتخفيض مستوى لهيبه – على ترامب أن يوقع على مرسوم رئاسي يمنح الفلسطينيين في قطاع غزة نصف مليون تأشيرة هجرة الى الولايات المتحدة. عليه أن يعلن في تصريح ملزم بان أمريكا العظمى مستعدة لان تفتح بواباتها لـ 500 الف فلسطيني من قطاع غزة وتطلب من دول غنية أخرى – كندا، نيوزيلندا، النرويج، اتحاد الامارات وغيرها – السير في اعقابها، 200 الف تأشيرة هجرة لكل دولة. والتأشيرات توزع بالقرعة بلا تمييز.

لمرسوم رئاسي كهذا منطق عظيم. بداية، هو يستجيب للمبدأ الأخلاقي “اطلب بلطف ونفذ بلطف”. ليس ثمة افضل من القدوة الشخصية – في هذه الحالة القدوة القومية – لغرض تحريك سياقات تاريخية موضع خلاف. فتح بوابات الولايات المتحدة امام نصف مليون فلسطيني من غزة ستشكل سابقة، آلية واشارة مرور لتنفيذ خطة ترامب كلها – إذ لماذا يستجدي رئيس الولايات المتحدة دولا فقيرة لتستوعب الفلسطينيين نزلاء الخيام المؤقتة في قطاع غزة، اذا كانت عظمة وثراء بلاده تتيح لها أن تستوعب بسهولة ثلثهم على الأقل؟ العام الماضي فقط هاجر الى الولايات المتحدة 3.5 مليون مواطن من دول مجاورة، معظمهم بدون تأشير دخول، فما بالك تأشيرة هجرة. إضافة الى ذلك، اذا ما وجد الغزيون بيتهم الجديد في ارجاء أمريكا، وبالتوازي سيطرت أمريكا لفترة زمنية طويلة في غزة سيتمكنون من العودة اليها كأمريكيين من اصل غزي، لينخرطوا في اعمارها وليكونوا عمودا فقريا للقطاع “الجميل الجديد”، على حد قول ترامب.

من السهل التخمين ماذا سيحصل في اعقاب اعلان استيعاب كهذا من جانب ترامب: الخطاب سيتغير. فلا يعود “اقتلاع من الوطن الفلسطيني”، رغم أن قطاع غزة لا يعتبر في نظر الفلسطينيين اللاجئين من الجيل الأول، الثاني وحتى الثالث كبلد موطن، بل كمعسكر انتقال مؤقت – بل هجرة مرغوب فيها الى أمريكا، البلاد المنشودة. ان يسمى انتقال عائلة فلسطينية من خيمة في جزر خرائب في شمال القطاع الى حي سكني جديد في اريزونا “ترحيل” – سيكون سخافة. لن يتجرأ أي زعيم سياسي جدي على أن يدعو الفلسطينيين الى رفض الامكانية لمستقبل افضل لهم، ولابنائهم واحفادهم، في صالح حياة سكنية في خيام متفككة وجمع الصدقات من منظمات الإغاثة. حتى هنا الخيار الأمريكي للاجئين غزة. احتمال تحققه في ادارة ترامب التي خطت على علمها اغلاق أمريكا في وجه المهاجرين، قريب جدا من الصفر. لكن بدونه ينعدم أيضا الاحتمال لتحقق عناصر أخرى من الخطة لاعمار وتنمية قطاع غزة، وازدواجيتها الأخلاقية تصرخ الى السماء.

خطة عملية أخرى لا توجد على الاطلاق على جدول الاعمال – لا توجد هيئة دولية أو عربية مستعدة لان تأخذ على عاتقها عبء السيطرة في غزة وإعادة اعمارها. الثقب الأسود الذي يسمى قطاع غزة سيتعمق فقط ويسود أكثر فأكثر.

——————————————

هآرتس 9/2/2025

لنتنياهو بعد “المشاهد الصادمة”: أما زلت مصمماً على قتل المخطوفين؟

بقلم: أسرة التحرير

بعد 491 يوماً من اختطاف حماس لهم، عاد إيلي شرعابي، وأوهد بن عامي، وأور ليفي، إلى إسرائيل. تحريرهم من الأسر وعودتهم المباركة إلى البلاد لم يتاحا إلا بفضل الصفقة التي وقعت عليها إسرائيل وحماس. محظور أن ننسى حتى ولا للحظة واحدة: لا طريق آخر لإعادة المخطوفين إلى إسرائيل. من يرد عودة المخطوفين فهو ملزم بإتمام الصفقة مع حماس.

منظر العائدين، منهكين وشاحبين، يبعث على صدمة عميقة ويؤكد مخاوف العائلات وكل من يقلق على مصير المخطوفين ويريد عودتهم. “صور إيلي وأوهد وأور، تروي القصة التي خفناها جداً: المخطوفون في غزة محتجزون في ظروف غير إنسانية، بلا غذاء، بلا علاج طبي، في وضع من الموت البطيء. هذه هي الصور التي نراها – ونحن نعرف بأن الواقع حتى أقسى بكثير. كتبت عائلات المخطوفين لرئيس الوزراء نتنياهو.

في الحكومة أيضاً أثار وضع المخطوفين العائدين ردود فعل من الغضب والصدمة. مكتب رئيس الوزراء، الذي مكث في واشنطن في نهاية الأسبوع، نشر بياناً حول “الوضع الصعب للمخطوفين للثلاثة”، وأفاد وزير الدفاع إسرائيل كاتس بأن “كل شعب إسرائيل… يشتعل غضباً على التنكيل الشديد الذي اجتازوه على أيدي وحوش حماس”.

غير أن وضع المخطوفين الصعب ليس مفاجئاً، وكان معروفاً للحكومة والجيش ولكل واحد آخر. قال وزير الدفاع السابق غالنت هذا صراحة. وعلى حد قوله “الصور الصادمة التي شاهدها العالم اليوم تجسد الوضع الصعب والمقلق لقسم من المخطوفين، وتدهور صحتهم كان معروفاً لإسرائيل طوال الوقت”.

وعليه، ينبغي أن نأخذ الصدمة التي تبديها الحكومة بشكل محدود الضمان.

 “يا نتنياهو، أترى كيف يبدون؟ أترى ما هي تداعيات عرقلاتك؟ لأشهر ونحن نصرخ بأنهم مجوعون ويجتازون تنكيلاً. ماذا اعتقدت ماذا سيحصل عندما واصلت العرقلة والعرقلة؟”، قالت عيناب تسنغاوكر لرئيس الوزراء.

محظور لهذا أن ينتهي بصدمة، ومحظور السماح للخطاب الجماهيري، الحزبي والسياسي، أن ينتعش من الصدمة فقط كي يعود إلى الأقوال الشوهاء والعقيمة عن ترحيل مليوني غزي وعن نقل الحكم في القطاع إلى الولايات المتحدة، بدلاً من التركيز على الواقع: 76 مخطوفاً لا يزالون محتجزين في أسر حماس، وإسرائيل ملزمة بتحريرهم.

 “صدمة الصور القاسية يجب أن تؤدي إلى خطوة واحدة فقط: إنقاذ الحياة. لا التأجيل، ولا الثأر. نتوقع زعامة في هذه اللحظة”، قالت عائلات المخطوفين لنتنياهو. علينا أن ننضم إلى دعوتها. على الحكومة إكمال الصفقة مع حماس حتى النهاية، وإخراج المخطوفين جميعاً من هناك.

—————–انتهت النشرة—————–