
المسار الاخباري: شاركت حشود إيرانية كبيرة، اليوم الجمعة، في مسيرات بمختلف المدن والقرى إحياءً لـ”يوم القدس العالمي” الذي يوافق الجمعة الأخيرة من رمضان في كل عام. وقال وزير الداخلية إسكندر مؤمني للتلفزيون الإيراني إن مسيرات “يوم القدس” تنظم في 900 مدينة إيرانية ومئات القرى.
وجابت المسيرات شوارع طهران متجهة نحو ميدان “انقلاب” (الثورة) وسط العاصمة، حيث تقام هناك صلاة الجمعة في جامعة طهران. وردد المشاركون، وفق ما بثه التلفزيون المحلي، هتافات من بينها: “الموت لأميركا”، و”الموت لإسرائيل”، منددين بحرب الإبادة في قطاع غزة والصمت العالمي تجاه ذلك، رافعين الأعلام الإيرانية والفلسطينية وأعلام حزب الله اللبناني وجماعة أنصار الله “الحوثيين” اليمنية.
ورد المشاركون على تهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترامب ضد إيران، برفض التوجه إلى مفاوضة إدارته ورفع شعارات ضده، مع اتهامه بالمشاركة في الإبادة الجماعية في غزة. كما أحرق الإيرانيون في المدن الإيرانية، أعلام الولايات المتحدة وإسرائيل، معلنين تضامنهم مع الفلسطينيين والمعتكفين في المسجد الأقصى. وتقدم المسيرات كبار المسؤولين الإيرانيين السياسيين والعسكريين، في مقدمتهم الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان ورؤساء السلطتين القضائية والبرلمانية، فضلاً عن قادة الحرس والجيش.
وتنظم مسيرات هذا العام في إيران على وقع تهديدات أميركية متصاعدة وتتخذ طابعاً عسكرياً ضد إيران، ما يجعل المشاركة الشعبية في هذه المسيرات، خطوة مهمة في هذا التوقيت الحساس لإظهار شرعية السلطة والدعم الشعبي لها وإرسال “رسالة قوة” إلى الخارج.
وفي السياق، جاءت كلمة المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، عشية يوم القدس، كخطوة غير مألوفة، حيث دعا الشعب الإيراني إلى المشاركة بكثافة في هذه المسيرات، قائلاً إنّ هذه المشاركة “علامة على أن الشعب الإيراني متمسك بصمود بأهدافه السياسية والأساسية المهمة”. وأكد خامنئي، أمس الخميس، أنه في مسيرات “يوم القدس” في إيران “تظهر وحدة الشعب واقتداره”، مضيفاً أنّ هذه المسيرات “ستحبط جميع المؤامرات والتصريحات الباطلة للأعداء”، معرباً عن أمله أن تكون مسيرات يوم القدس العالمي هذا العام “أكثر كثافة وعظمة من سابقاتها”.
إلى ذلك، أكد قائد التنسيق في الحرس الثوري الإيراني، العميد محمد رضا نقدي، في تصريحات لوسائل إعلام إيرانية، اليوم الجمعة، على هامش مسيرات طهران، أنّ بلاده “لن تخشى تهديدات العدو”، قائلاً إنّ “أميركا وإسرائيل تتظاهران بالقوة لكنهما ضعفاء في مؤشرات القوة وهم يحاولون اليوم الترويج لصورة خاطئة بينما هم آيلون للسقوط”، حسب قوله. وأكد نقدي أن “الشعب في غزة بفضل إيمانه القوي يقف في وجه جميع الصعوبات والمشاكل”.
في الأثناء، هدد رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف على هامش المسيرات بأن “أي اعتداء على إيران سيكون بمثابة شرارة تفجر كل المنطقة ولن تبقي قواعدهم (قواعد أميركا) وحلفاءهم في أمن”. وأضاف: “عملية طوفان الأقصى كانت متميزة ورداً واضحاً على جرائم العدو الصهيوني بحق الفلسطينيين”، مشيراً إلى أنّ معركة الطوفان منذ 18 شهراً تعتبر “عملاً مشروعاً ضد الظلم والجرائم التي يمارسها الكيان الصهيوني وأميركا وبريطانيا في فلسطين”. وأكد قاليباف أن “الكيان الصهيوني هو آلية قتل ودمار”.
كما قال وزير الدفاع الإيراني، عزيز نصير زادة، للتلفزيون الإيراني، على هامش المسيرات، إن مشاركة المواطنين فيها “بهذا الشكل المكثف واللافت يظهر الأهمية التي يبدونها لمحور المقاومة وفلسطين وكذلك دعمهم لسياسات الجمهورية الإسلامية الإيرانية”. وتأتي مسيرات “يوم القدس” في إيران، غداة إعلان وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، مساء الخميس، ردّ طهران على رسالة الرئيس الأميركي دونالد ترامب “بشكل مناسب” عبر سلطنة عمان، وذلك في خطوة هي الأولى من نوعها، حيث لأول مرة ترد طهران على رسالة رئيس أميركي. وأضاف عراقجي: “شرحنا في الرسالة الجوابية وجهات نظرنا تجاه الوضع الراهن ورسالة السيد ترامب بشكل كامل”. وأكد عراقجي: “سياستنا ما زالت هي عدم التفاوض بشكل مباشر مع أميركا في ظروف الضغوط القصوى والتهديدات العسكرية”، وفق التلفزيون الإيراني.