
القضية الفلسطينية حاضرة في الشارع المغربي بشكل يومي، سواء من خلال الفعاليات والمظاهرات اليومية الداعمة لغزة في مواجهة الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل بدعم أميركي في قطاع غزة 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
ويعتبر المغرب من أكثر الدولة العربية والإسلامية تنظيمًا للمظاهرات الشعبية الداعمة للفلسطينيين، حيث نظمت هيئة مغربية واحدة أكثر من 5800 مظاهرة خلال العام 2024، في مشهد غير مسبوق بالبلاد.
القضية الفلسطينية حاضرة في الشارع المغربي بشكل يومي، سواء من خلال الفعاليات والمظاهرات اليومية الداعمة لغزة في مواجهة الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل بدعم أميركي في قطاع غزة 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
ويعتبر المغرب من أكثر الدولة العربية والإسلامية تنظيمًا للمظاهرات الشعبية الداعمة للفلسطينيين، حيث نظمت هيئة مغربية واحدة أكثر من 5800 مظاهرة خلال العام 2024، في مشهد غير مسبوق بالبلاد.
تسعى هذه المظاهرات إلى تحقيق العديد من الأهداف وفق حقوقيين مغاربة، منها دعم ونصرة فلسطين، وإعلاء الصوت من خلال رفض الإبادة الإسرائيلية، والضغط على المجتمع الدولي، والدعوة لوقف التطبيع مع إسرائيل، وغرس حب فلسطين في قلوب الأطفال والأجيال القادمة.
الحراك المغربي الداعم لفلسطين أدى إلى توقف زيارات متتالية لمسؤولين إسرائيليين كانت تجري قبل الإبادة الجماعية إلى المغرب، فضلاً عن توقف تنفيذ اتفاقيات وشراكات ومشاريع سابقة، وإلغاء الكثير من المؤتمرات بين الجانبين.
دعم ونصرة فلسطين
بوتيرة شبه يومية، تشهد مدن مغربية، في مقدمتها العاصمة الرباط، احتجاجات شعبية داعمة لغزة؛ مما وضع المملكة في صدارة الدول العربية على مستوى هذه الفعاليات، حيث تستمر الهيئات المدنية في تنظيم فعاليات ومظاهرات داعمة للقضية الفلسطينية.
كما تنخرط الأحزاب والنقابات وهيئات المحامين والأطباء في دعم ونصرة فلسطين، سواء من خلال المظاهرات أو الفعاليات التضامنية.
مصطفى الخلفي، الناطق باسم الحكومة المغربية الأسبق، (في حكومة عبد الإله ابن كيران)، يقول في تصريحات لوكالة “الأناضول”، إن الشعب الفلسطيني “يدافع عن الأمة في معركته دفاعًا عن الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف”، وإن المظاهرات تهدف إلى “الوقوف والمساهمة في نهوض الأمة، حتى لا نقول يوما أكلنا يوم أكل الثور الأبيض”.
رفض الإبادة الإسرائيلية
تحاول المظاهرات أن ترفع صوت الشعب الرافض للإبادة الجماعية الإسرائيلية في غزة، وتنظم الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة (غير حكومية)، وهيئات مدنية أخرى الكثير من المظاهرات والفعاليات، مثل الجبهة المغربية لدعم فلسطين، والمبادرة المغربية للدعم والنصرة، ومجموعة العمل من أجل فلسطين.
شكيب بوكام، عضو المبادرة المغربية للدعم والنصرة (غير حكومية)، يقول إن “الرسالة الأولى للمظاهرات هي أن الشعب المغربي ضد الإبادة الجماعية في قطاع غزة عموم فلسطين”.
في تصريحات “للأناضول” اعتبر بوكام أن المسيرات والوقفات تبين أن “العرب والمسلمين والإنسانية ترفض هذا الظلم وهذا الطغيان من طرف الاحتلال الصهيوني”، وأن الوقفات “تهدف إلى إبلاغ رسالة مفادها رفض الممارسات ضد الفلسطينيين، والقول بصوت واحد أن الشعب يرفض التطبيع (مع إسرائيل)، ويطالب بإسقاطه”.
يذكر، في السياق، أنه في 10 كانون الأول/ ديسمبر 2020، أعلنت إسرائيل والمغرب استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما بعد توقفها عام 2000، إثر تجميد الرباط العلاقات جراء اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية. والمغرب رابع دولة عربية توافق على استئناف التطبيع مع إسرائيل خلال 2020، بعد تطبيع الإمارات والبحرين والسودان، بينما ترتبط مصر والأردن باتفاقيتي سلام مع تل أبيب، منذ 1979 و1994 على الترتيب.
الضغط على المنتظم الدولي
وبقدر اختلاف طبيعة الفعاليات الداعمة لغزة في المغرب، بقدر توحدها في نصرة القضية الفلسطينية، ومن بينها المسيرات والوقفات والندوات والمحاضرات ومواكب السيارات والدراجات والبرامج المخصصة للأطفال.
إدريس الأزمي، الوزير المنتدب لدى وزير الاقتصاد والمالية المكلف بالميزانية الأسبق، يقول إن المظاهرات هي “رسالة للمجتمع الدولي الذي يتفرج على ما تقترفه إسرائيل، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية التي تدعمه بالمال والسلاح والأمور الاستخباراتية”.
وفي تصريح للأناضول، يرى الأزمي، القيادي بحزب العدالة والتنمية المغربي (معارض)، أن “الرسالة الثانية هي للأنظمة العربية والإسلامية التي ينبغي لها التحرك وعدم الوقوف موقف المتفرج” وأنه “آن الآوان بأن تقوم الدول العربية والإسلامية بموقف تاريخي، وتعمل على مواجهة هذا الكيان الغاصب، يبدأ بقطع العلاقات معه”، مضيفًا أن الشعوب “لم تعد تقبل أن تكون هناك علاقة مع هذا الكيان الغاصب والجبان والمجرم والدموي، والذي قادته متابعين أمام المحاكم الدولية”.
كما لفت الأزمي إلى أن رسالة المظاهرات هي أن “الشعوب عليها أن تواصل غضبها واحتجاجها، وهو غضب لا بد أنه سيأتي أكله”.
دعوات لوقف التطبيع
توفيق الصبيحي، عضو الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة (غير حكومية)، يوضح أن وقفات المغاربة “تعبير عن التضامن مع غزة، وتهدف إلى لفت الانتباه لضرورة توقيف التطبيع الذي لن ينفع المغرب أو باقي الدول التي طبعت مع إسرائيل”.
ويشير في لقاء مع الأناضول إلى أن المظاهرات تهدف إلى “تذكير المؤسسات الدولية العاجزة عن توقيف الحرب إلى أخذ المبادرة والعمل على وقف الإبادة”، وأن الإبادة “كشفت عن حقيقة الدول الغربية، التي تدعي احترام حقوق الإنسان، في الوقت الذي تشارك بالأموال والعتاد من أجل قتل وتشريد الفلسطينيين”. ودعا إلى “ضرورة تفاعل الحكام مع المظاهرات الداعمة لغزة من أجل حقن الدماء وتوقيف الإبادة التي يراها الجميع”، كما طالب “بفرض عقوبات على قادة إسرائيل، وكل من يمدها بالسلاح”.
غرس حب فلسطين
كما تجدر الإشارة إلى أن الهيئات المدنية وغير المدنية بالمغرب تنظم الكثير من البرامج للتعريف بالقضية الفلسطينية لفائدة الأطفال.
ويكون الأطفال برفقة آبائهم خلال المظاهرات، حيث يحرصون على غرس حب فلسطين من خلال هذه المشاركات، والتي تسمح لهم بالتعرف على الشعارات الداعمة للقضية الفلسطينية، وحفظها وترديدها وفق حقوقيون مغاربة.
إلى ذلك تنظم الهيئات المدنية الكثير من البرامج خلال هذه المظاهرات، وأدى الحراك المغربي الداعم لفلسطين إلى توقف الزيارات المتتالية لمسؤولين إسرائيلية التي كانت قبل الإبادة الجماعية، فضلاً عن توقف تنفيذ اتفاقيات وشراكات ومشاريع سابقة. كما أوقف متظاهرون وحقوقيون بعض اللقاءات التي كان محور موضوعها أمور تتعلق بإسرائيل، وإلغاء استضافة أكاديميين إسرائيليين.
في نيسان/ أبريل 2025، ألغى معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة بآيت ملول (حكومي)، فعاليات تدريب زراعي كانت ستنظم بشراكة مع منظمة إسرائيلية تسمى “كالتيفايد”، وجاء إلغاء هذه الفعالية التي كان مقرر عقدها ما بين 7 و10 نيسان/ أبريل الجاري، بعد احتجاج طلاب ونشطاء على الشراكة مع المنظمة الإسرائيلية.