
المسار : كشف تحقيق أجرته صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية أن الجيش الإسرائيلي قتل ما لا يقل عن 20 أسيرًا اسرائيلياً في غزة، رغم تأكيدات مسؤولين عسكريين بأنهم يبذلون “كل ما بوسعهم” لتفادي إيذاء الأسرى لدى حركة حماس.
وبحسب التحقيق، فإن القوات الإسرائيلية شنّت مئات الغارات على مناطق يُعتقد بوجود أسرى فيها منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، من دون معلومات دقيقة عن أماكنهم. وقد عرّض ذلك حياة 54 أسيرًا للخطر المباشر، وأسفر عن مقتل 20 منهم على الأقل.
أحد أبرز الحوادث وقع في 7 أبريل/نيسان 2025، عندما استهدفت غارة إسرائيلية مبنى فوق نفق كان فيه الأسيران إيدان ألكسندر ومتان زانغوكر، اللذان نجيا بأعجوبة بعد انهيار النفق. وتبين لاحقًا وجود ثغرات استخباراتية حالت دون تأكيد مواقع الأسرى، رغم ادعاءات الجيش بأنه يمتلك معلومات دقيقة.
وفي حادثة أخرى، قُتل ثلاثة أسرى — ألون شامريز، سامر طلالقة، ويوآف حاييم — برصاص وحدة غولاني الإسرائيلية رغم ظهورهم عراة رافعين رايات بيضاء، نتيجة غياب التنسيق حول وجود الأسرى في المنطقة.
كما قُتل ستة أسرى في فبراير/شباط الماضي في خان يونس، من بينهم ياغيف بوخشتاب ويورام متسغر، بعدما قصفت الطائرات الإسرائيلية نفقًا كانوا محتجزين فيه، مما أدى إلى مقتلهم اختناقًا بغازات سامة.
هذا الفشل أثار غضبًا واسعًا بين عائلات الأسرى، التي وصفته بأنه “إهمال ممنهج” من قبل الحكومة والجيش. وقالت إيناف زانغوكر، والدة أحد الأسرى، إن الحكومة “تُضحّي بأبنائنا لتحقيق أهداف سياسية وحربية”.
وعبّرت ميراف سفيرسكي، شقيقة الأسير القتيل إيتاي سفيرسكي، عن أسفها بعد اعتراف المسؤولين العسكريين بأنهم لم يكونوا على علم بوجود الأسرى في المبنى المستهدف.
ورغم تأكيد متحدث الجيش الإسرائيلي أن “كافة الجهود تُبذل لتقليل المخاطر”، أقرّ مسؤولون عسكريون بأن المعلومات الاستخبارية حول الأسرى غالبًا ما تكون لحظية وتفقد صلاحيتها سريعًا، مما يجعل الجيش “أعمى” في بعض الأحيان.
وتطالب عائلات الأسرى بوقف الحرب أو إعادة النظر في العمليات العسكرية بما يضمن سلامة أبنائهم، محذّرين من أن استمرار القصف “يُضحّي بالأسرى من أجل تماسك الائتلاف الحاكم”.