
المسار : شارك الآلاف من النقب والمجتمع العربي، اليوم الخميس، في مظاهرة “العهد والوفاء” ضمن التصعيد في الخطوات النضالية ضد هدم المنازل ومخططات الاقتلاع والتهجير.
وتدفق أهالي النقب للمشاركة في مظاهرة “العهد والوفاء”، الساعة 11:00 صباحًا، أمام مجمّع المكاتب الحكومية والمحاكم في قلب مدينة بئر السبع. وانطلقت المظاهرة بمشاركة الآلاف من أبناء النقب والمجتمع العربي.
ورفع المشاركون في المظاهرة الأعلام السوداء واللافتات التي كُتبت عليها شعارات تطالب بوقف الهدم والتهجير في النقب، وإلغاء مخطط “شيكلي” الذي يهدف إلى اقتلاع أهالي النقب من أراضيهم وتهويدها. وكُتب على بعض اللافتات: “لا لهدم المنازل”، و”أوقفوا الهدم والتهجير”، و”يحق لأهالي النقب السكن والعيش بكرامة”، و”لن نرحل”، و”باقون على أرضنا”، و”النقب لنا ونحن للنقب”، و”مخطط شيكلي لن يمر”.
وردد المشاركون في المظاهرة هتافات مناهضة لمخطط شيكلي، وضد السياسات والممارسات العنصرية، ورفضًا لهدم المنازل العربية وتهجير أهالي النقب.
وهذه المظاهرة الثانية، إذ سبق أن نُظّمت مظاهرة “الكرامة” يوم 29 أيار/ مايو الماضي في مدينة بئر السبع، بمشاركة واسعة من أبناء النقب والمجتمع العربي.
ونظّمت المظاهرة لجنة التوجيه العليا لعرب النقب، ومنتدى السلطات المحلية، والمجلس الاقليمي للقرى غير المعترف بها، وذلك بعد تنظيم الاجتماع الجماهيري القطري قبل يومين بعد عمليات الهدم.
وقالت جوليا أبو عايش من بلدة اللقية في النقب لـ”عرب 48″ إنه “لكل إنسان الحق الكامل في السكن بكرامة، دون المحاولات التهويدية التي تسعى من خلالها الدولة إلى الاستيلاء على البيوت والأراضي العربية في النقب”.
وأكدت أنه “نقف هنا مجددًا لنؤكد رفضنا القاطع لهذه السياسات العنصرية التي تستهدفنا كمجتمع عربي أصلاني في النقب”.
وقالت سندس أبو رياش من مدينة رهط لـ”عرب 48″ إنه “شهدنا، اليوم، في المظاهرة مشاركة واسعة من النساء اللواتي شاركن ورفعن أصواتهن ضد هدم المنازل وتهجير أهالي النقب، وهذا المطلوب كما كان في المظاهرة السابقة، ونحيي كل النساء اللواتي شاركن ويشاركن بشكل مستمر في المظاهرات ضد اقتلاعهن من بيوتهن”.
وقالت شابة من النقب (فضّلت عدم ذكر اسمها) لـ”عرب 48″ إنه “للأسف، الهدم لا يقتصر على القرى غير المعترف بها، بل يطال القرى المعترف بها أيضًا، بذريعة البناء دون ترخيص، وهذا يظهر الهدف الحقيقي وهو تهجير أهالي النقب”.
وأضافت أنه “إذا استمرت الحكومة بتنفيذ مشروعها، فلن يتبقى في النقب أية وجود عربي في المستقبل، لذلك المطلوب منا أن نكون صفاً واحدًا تجاه هذه الممارسات التي تهدف إلى اقتلاعنا وتهجيرنا”.
وقالت وطن ماضي من مدينة عرابة البطوف في منطقة الجليل، شمالي البلاد، والتي شاركت في المظاهرة، لـ”عرب 48″ إنه “نجتمع بعد بهذه الأعداد الكبيرة بعد مرور أسبوعين من تنظيم المظاهرة الأولى في مدينة بئر السبع ضد هدم المنازل العربية، إذ إن الأهالي شاركوا وعطلوا أعمالهم وحياتهم من أجل المشاركة في المظاهرة وهذا مهم، وأيضًا الاستمرارية والمتابعة مهمة جدًا”.
وقال رئيس التجمع الوطني الديمقراطي، سامي أبو شحادة، لـ”عرب 48″ إنه “نقف هنا للمرة الثانية مع أهلنا في النقب ضد العنصرية والتمييز ومخطط شيكلي. الرسالة كانت قوية بهذا الحضور الجبّار من أهالي النقب ومن شارك من خارج النقب”.
وأكد أبو شحادة أن “هذه هي الطريقة الأفضل لتحصيل حقوقنا، من خلال العمل الميداني والشعبي، ضد كل السياسات العنصرية التي تنتهجها هذه الحكومة”.
وختم رئيس التجمع حديثه بالقول إن “هذا العام مهم جدًا، وهو عام انتخابات ويمكن الضغط على الحكومة والتأثير عليها بشكل أكبر بكثير، ونحن نعمل من أجل إسقاط كل هذا الائتلاف الحكومي العنصري”.
وقال رئيس بلدية رهط، طلال القريناوي، لـ”عرب 48″ إنه “كفى لهدم البيوت وإبقاء النساء والأطفال والشيوخ دون مأوى”.
وأضاف أن “المأوى حق إنساني، ويجب التوصل إلى حلول مرضية، لإيجاد بديل للهدم وإبقاء الناس في العراء”.
وحول الاستمرار في النضال الشعبي، أكد القريناوي أنه “سنستمر في النضال الشعبي حتى إيجاد حل مرض للمواطنين، ودون إيجاد حل لا يمكن تطوير النقب”.
وعن الخطوات المقبلة، قال عضو لجنة التوجيه العليا لعرب النقب، القيادي جمعة الزبارقة، لـ”عرب 48″ إن “هذه المظاهرة الجبّارة هي امتداد للمظاهرة السابقة، وستكون مظاهرة أخرى في مدينة القدس أمام مكتب رئيس الحكومة. وأؤكد أننا سنستمر في النضال حتى إيقاف مخططات الهدم بشكل نهائي”.
وأوضح الزبارقة أن “الهدف الثاني من المظاهرات هو الاعتراف بقرانا العربية كما هي، والاعتراف بملكيتنا لأراضينا والحيز من أجل أن نتطور مستقبلا وإلا لن نتوقف عن الاحتجاج والتظاهر”.
وقاطع أهالي النقب المحلات التجارية والمجمعات التجارية في مدينة بئر السبع، خلال الأسابيع الأخيرة، وذلك احتجاجًا على سياسات الهدم الإسرائيلية تجاه أهالي النقب، الأمر الذي تسبب بضربة اقتصادية للمحلات التجارية الإسرائيلية في منطقة النقب، وفقًا لأصحاب المحلات.
ويشار إلى أن السلطات الإسرائيلية هدمت عشرات المنازل خلال الأسابيع الأخيرة الماضية في منطقة النقب، ويهدد خطر الهدم المئات من المنازل وآلاف العائلات في النقب، في ظل المخططات الإسرائيلية.
ودعت لجنة التوجيه العليا لعرب النقب، والمجلس الإقليمي للقرى غير المعترف بها، ومنتدى السلطات المحلية العربية في النقب، إلى وحدة الصف، ودعم العائلات المنكوبة بعد هدم منازلها في الآونة الأخيرة، “في ظل استمرار حكومة نتنياهو – بن غفير، عبر أذرعها المختلفة وعلى رأسها “سلطة تهجير عرب النقب”، بسياسة هدم البيوت العربية”.
المصدر: عرب 48