مقالات

بقلم “صالح شوكة” إيران ترد بقوة… لأن من لا يهاجم يُلتهم

المسار الإخباري :ليس ما تفعله إيران دفاعًا عن حقها في امتلاك “البرنامج النووي” فقط ، ولا انتقامًا … بل معركة وعي ووجود.

فمن لا يرى أن إسرائيل وأمريكا تخططان لإسقاط إيران كدولة لا يرى الصورة كاملة. الهدف أبعد من منشأة أو صاروخ، إنه يتعلق بإعادة رسم خريطة المنطقة بأكملها، حيث تبقى “إسرائيل” السيّد الوحيد، وحولها كيانات وظيفية لا تملك من أمرها شيئًا.

لكن إيران لا تنوي أن تكون “الضحية التالية”. تدرك أن الخطوة التالية بعد محاولة تفكيك منظومتها الدفاعية، هي تفكيكها نفسها، كما حدث مع “أنظمة” لم تُدرك خطورة الصمت، فابتلعتها نيران “الاستقرار المصنوع” وسُحقت تحت عجلات التطبيع والخنوع.

المفارقة المرّة أن بعض الأنظمة اليوم لا تكتفي بالسكوت، بل تدافع عن إسرائيل فعليًا، تعترض الصواريخ نيابة عنها، وتدفع من أمنها وأموالها ثمناً لحمايتها… وكأنها تقول لتل أبيب: نحن درعك الواقي!

لكن ما لا تفهمه هذه الأنظمة هو أنها مجرد أدوات مؤقتة في المشروع الأكبر. فاليوم تُستخدم لتقليص نفوذ إيران، وغدًا تُستهدف لتذويب سيادتها… وما بعد الغد، تُستبدل تمامًا، أو تُقسم وتُنهك وتُنزف كما فعل التاريخ مرارًا.

إيران فهمت الدرس جيدًا. لذلك جاء ردها صادمًا، منسقًا، مدروسًا… لتقول: من لا يردع العدو اليوم، سيتوسل الرأفة غدًا. ومن لا يملك قوة الرد، سيُمحى من خريطة القرار

أما أولئك الذين يدافعون عن العدو علنًا، فليتذكروا: من جعل منكم أدوات، لن يرحمكم حين تنتهي وظيفتكم.