المسار الإخباري :في مشهد يعكس حجم التناقض الأخلاقي والسياسي، أعرب وزير الصحة في حكومة الاحتلال، أورييل بوسو، عن استنكاره لاستهداف صاروخي إيراني أصاب محيط مستشفى “سوروكا” في مدينة بئر السبع المحتلة، واصفًا ما جرى بـ”جريمة حرب ضد مدنيين وفرق طبية”.
ويأتي هذا التصريح بينما يتناسى الاحتلال أو يتجاهل عمدًا مئات المجازر التي ارتكبها بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، كان آخرها فجر اليوم، حيث استشهد 16 مدنيًا وأُصيب أكثر من 100 آخرين أثناء انتظارهم مساعدات غذائية قرب حاجز “نتساريم” وسط القطاع.
وخلال الأشهر الماضية، قصف الاحتلال عشرات المستشفيات والمدارس ومراكز الإيواء في غزة، وأودى بحياة أكثر من 50 ألف فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، في واحدة من أبشع عمليات الإبادة الجماعية الحديثة.
الضربة الإيرانية، التي استهدفت منشآت عسكرية قرب مستشفى “سوروكا”، جاءت ضمن ردٍّ على العدوان الإسرائيلي المتواصل ضد إيران، حيث أفادت مصادر إعلامية بأن مقر قيادة واستخبارات الجيش الإسرائيلي بجوار المستشفى كان الهدف المباشر للهجوم، ما أدى إلى أضرار جانبية في المنشأة الصحية.
التنديد الصاخب من الاحتلال لا يُخفي حقيقة أنه أول من أدخل المستشفيات في دائرة الاستهداف، وأول من قصف سيارات الإسعاف والملاجئ ومسعفين أثناء تأدية واجبهم الإنساني، دون أن يُحرك العالم ساكنًا.
