
المسار الإخباري :في تحول سياسي لافت، أعلن المستشار الألماني الجديد فريدريش ميرتس أنه لم يعد يفهم مبررات الجيش الإسرائيلي في حربه المستمرة على غزة، متهمًا إياه بإلحاق الأذى المتزايد بالمدنيين الفلسطينيين. ويعد هذا التصريح خروجًا نادرًا عن نهج الدعم الألماني التقليدي “غير المشروط” لإسرائيل، والذي استمر لعقود تحت وطأة المسؤولية التاريخية عن المحرقة النازية.
وقال ميرتس: “لم يعد ما تفعله إسرائيل يُبرر على أنه محاربة للإرهاب”، في وقتٍ أشار فيه وزير الخارجية إلى احتمالية فرض “عواقب” لم تُحدد، داعيًا إلى رفع الحصار وإدخال المساعدات الإنسانية فورًا.
هذا التبدل في الخطاب الألماني يعكس أيضًا تحولات في الرأي العام؛ حيث أظهر استطلاع حديث أن 64% من الألمان باتوا ينظرون إلى إسرائيل بسلبية، خاصة بين الشباب. ويعزى ذلك إلى فظاعة الهجوم الإسرائيلي الذي أسفر عن مقتل أكثر من 53 ألف فلسطيني، مقابل 1200 قتيل إسرائيلي في هجوم 7 أكتوبر، حسب الإحصاءات الرسمية.
وقال المؤرخ موشيه زيمرمان: “ألمانيا باتت أمام التزامين متعارضين: الماضي الثقيل تجاه إسرائيل، وواجبها الأخلاقي في احترام القانون الدولي”.
وتزايدت الضغوط الداخلية على الحكومة مع تعالي أصوات شريحة واسعة من السكان من أصول مهاجرة، غالبيتهم من الشرق الأوسط، الذين يعبّرون عن تضامن واسع مع الشعب الفلسطيني، في ظل مجاعة ودمار غير مسبوقين في قطاع غزة.
ورغم التغيرات في اللهجة، لا تزال ألمانيا تصدر السلاح لإسرائيل، وتدعمها في قضية الإبادة الجماعية أمام المحكمة الجنائية الدولية، ما دفع مراقبين للتشكيك في جدية هذا التحول.
المؤرخ عومير بارتوف لخّص المشهد بقوله: “ما دامت ألمانيا لم تتخذ خطوات ملموسة، فلا سبب حقيقي لقلق نتنياهو الآن”.