انتهاكات الاحتلالفلسطيني

100 يوم على استئناف العدوان.. عشرات الضحايا في غزة وإسرائيل تكشف تفاصيل مقتل الجنود السبعة

المسار …

صعدت قوات الاحتلال من جديد هجماتها الحربية ضد قطاع غزة، في اليوم الـ100 لاستئناف العدوان على غزة، من خلال هجمات دامية، استهدفت فيها من جديد طالبي المساعدات الإنسانية، وكذلك مناطق السكن والنزوح الإنساني، وكعادتها أتت المجازر على عوائل بأكملها ومسحتها من السجل المدني، فيما أعلنت إسرائيل عن ارتفاع عدد جنودها القتلى في هجوم للمقاومة إلى سبعة.

وأعلنت وزارة الصحة في غزة عن وصول 79 شهيدًا، و391 إصابة إلى مستشفيات القطاع خلال 24 ساعة الماضية، مشيرة إلى ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 56,156 شهيدًا و132,239 إصابة منذ السابع من أكتوبر 2023.

إعدام المجوعين

وفي التفاصيل الميدانية، استمرت قوات الاحتلال بقتل المجوعين خلال رحلة العذاب التي يتجهون فيها إلى مراكز توزيع المساعدات الغذائية الخاضعة للآلية الإسرائيلية وتديرها شركة أمريكية، حيث أعلن مستشفى العودة في مخيم النصيرات، أنه استقبل ستة شهداء و18 إصابة، خلال تواجدهم على شارع صلاح الدين، وتحديدا قرب منطقة وادي غزة وسط القطاع، خلال انتظارهم الحصول على المساعدات، من مركز التوزيع الإسرائيلي المقاوم قرب “محور نتساريم”.

كما سجل سقوط ضحايا آخرين خلال ذهابهم إلى مناطق توزيع المساعدات الإنسانية غرب مدينة رفح، حيث نقلوا إلى مشافي مدينة خان يونس المجاورة، وجاء ذلك في ظل تعمد قوات الاحتلال استهداف جموع المواطنين الكبيرة التي تذهب يوميا إلى هناك، رغم المخاطر الكبيرة التي تنتظرها، بسبب شح الطعام وتفشي الجوع على نطاق واسع بين سكان غزة بسبب الحصار الإسرائيلي.

ومجددا انتقدت الأمم المتحدة هذه الآلية الإسرائيلية لتوزيع المساعدات، وقال ثمين الخيطان، المتحدث باسم مكتب حقوق الإنسان، إن نقاط توزيع الغذاء هذه “ارتبطت في كثير من الأحيان بالارتباك وإطلاق النار حيث يندفع الناس اليائسون والجياع للحصول على الإمدادات”، مؤكدا أن “آلية المساعدة الإنسانية العسكرية الإسرائيلية تتناقض مع المعايير الدولية لتوزيع المساعدات”.

وأضاف: “تحويل الغذاء للمدنيين إلى سلاح، بالإضافة إلى تقييد أو منع وصولهم إلى الخدمات الضرورية للحياة، يشكل جريمة حرب”، وأوضح أن ضحايا مراكز المساعدة الخاصة إما أنهم “قُصفوا أو أُطلق عليهم النار” من قبل الجيش الإسرائيلي، وقال “هذه المراكز عرضت المدنيين للخطر وساهمت في الوضع الإنساني الكارثي”.

وأكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، أن ️المدنيون المجوعون في القطاع يقتلون بدم بارد أثناء محاولتهم الحصول على الغذاء”، وأشار إلى أن الهجمات على المجوعين “تجسد تعمد الاحتلال استخدام الجوع أداة للقتل الجماعي”، وأشار إلى توثيق حالات بتر وتهتك شديد في أنسجة المصابين، جراء استهدافهم من قبل جنود الاحتلال.

مجازر العائلات

إلى ذلك فقد شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية عدة غارات دامية على وسط قطاع غزة، حيث ارتقى ستة شهداء بينهم طفلة، جراء استهداف منزلا في مخيم النصيرات، وذكر مستشفى العودة أن 17 مصابا وصلوا إلى جانب الشهداء، بينهم خمس إصابات خطيرة تم تحوليهم لمستشفيات المحافظة الوسطى، كذلك ارتقى خمسة شهداء وعدد من المصابين، في قصف إسرائيلي استهدف منزلًا لعائلة سلمان في شارع السلام في مدين دير البلح.

وترافق ذلك مع استمرار عمليات القصف المدفعي العنيف الذي تنفذه قوات الاحتلال للمناطق الواقعة شمال مخيمي البريج والنصيرات.

في السياق، أبقت قوات الاحتلال على هجماتها العنيفة على مدينة خان يونس جنوبي القطاع، حيث أعلن عن استشهاد مواطنين من عائلتي أبو خاطر وأبو مغنم، وآخر من عائلة البريم، جراء قصف إسرائيلي استهدف بلدتي بني سهيلا وعبسان شرقي المدينة، وأعلن مجمع ناص الطبي عن وصول ثلاثة شهداء إثر قصف إسرائيلي على بني سهيلا أيضا، وارتقى المهندس في بلدية خان يونس أمين شهوان ومصابون في قصف من مسيرة إسرائيلية على مجموعة من المواطنين في محيط عمارة جاسر وسط المدينة، فيما استشهد مواطن من عائلة أبو محسن بنيران جيش الاحتلال الإسرائيلي بالقرب من مركز توزيع المساعدات جنوب غربي المدينة.

كما أصيب عدد من المواطنين جراء غارة جوية إسرائيلية استهدفت منزلًا في بلدة عبسان الكبيرة، وترافق ذلك مع عمليات قصف مدفعي عنيفة للمناطق الشرقية للمدينة وتلك الواقعة وسط وجنوب المدينة، والتي صوحبت بعمليات إطلاق نار كثيف من قبل آليات الاحتلال المتوغلة، التي تتعمد نسف وتدمير المنازل بشكل يومي في مناطق التوغل، كما قامت مروحيات إسرائيلية باستهداف المناطق الواقعة شمال شرقي مدينة خان يونس بزخات من الرصاص الثقيل، كما طال قصف مدفعي منطقة المقابر المجاورة لمجمع ناصر الطبي، وذكرت مصادر محلية أن، زوارق حربية هاجمت مراكب صيد قرب اللسان البحري شمالي مدينة خان يونس، واعتقلت ثلاثة صيادين.

كما أعلنت مصادر طبية عن استشهاد مواطنا من عائلة قشطة، متأثرًا بجروح أصيب بها قبل أيام شمالي مدينة رفح جنوب قطاع غزة.

هجمات على غزة

في الموازاة، شهدت مدينة غزة تصعيدا خطيرا خلال الساعات الـ24 الماضية، تمثل بقصف دامي نفذه جيش الاحتلال، وطال عدة مناطق تقع شرق وغرب المدينة، أسفر عن سقوط الكثير من الضحايا، حيث ارتقى سبعة شهداء وعدد من المصابين، جراء قصف طائرات الاحتلال محطة الشوا بحي الشجاعية شرقي المدينة، وهم رجل من عائلة الدحدح وزوجته وأربعة من أبنائه وشقيقه، فيما استشهد ثلاثة مواطنين وأصب آخرون في غارة على شارع المنصورة بحي الشجاعية شرقا.

واستشهد خمسة مواطنين بينهم طفل وامرأة، جراء قصف إسرائيلي استهدف مجموعة من المواطنين قرب كلية التدريب بمجمع أنصار الحكومي غربي المدينة، إضافة إلى شهيدين ارتقيا في استهدف مجموعة من المواطنين في حي التفاح، فيما ارتقى شهيدان جراء قصف إسرائيلي استهدف محيط شركة الكهرباء في شارع الثلاثيني بحي الصبرة.

واستمر القصف الجوي والمدفعي العنيف على المناطق الواقعة شرق المدينة، والتي تتعرض لهجوم بري منذ استئناف الحرب ضد قطاع غزة، حيث سمع دوي انفجارات عالية ناجمة عن سقوط قذائف على حيي الشجاعية والتفاح.

كذلك أبقت قوات الاحتلال على هجماتها الدامية على شمال قطاع غزة، حيث أعلن عن استشهاد اثنين من المواطنين وإصابة آخرون، جراء غارة إسرائيلية على مجموعة من المواطنين قرب المسجد العمري في منطقة جباليا البلد.

وأعلن كذلك جهاز الدفاع المدني أن طواقمه انتشلت ثلاثة شهداء وأنقذت خمسة مواطنين أحياء، فيما بقي عدد من المفقودين تحت الأنقاض جراء قصف طائرات الاحتلال منزلين لعائلتي نصر والددا في جباليا النزلة شمال غزة.

كما استهدف جيش الاحتلال بغارة أخرى منطقة جباليا النزلة، وذكرت مصادر محلية أن طائرات الاحتلال قصفت منزلًا لعائلة سعد الله في منطقة جباليا البلد.

والجدير ذكره أن جيش الاحتلال أنذر سكان بلدات ومناطق شمال قطاع غزة بالنزوح القسري، وطالبهم بالتوجه إلى غرب مدينة غزة، بعد أن بدأ الهجوم البري الجديد على تلك المناطق، بعد انتهاء التهدئة السابقة.

قتل سبعة جنود

وفي إسرائيل أعلن جيش الاحتلال، عن ارتفاع عدد جنوده القتلى جراء هجوم للمقاومة نفذ في أحد مناطق التوغل البري في مدينة خان يونس إلى سبعة جنود من بينهم ضابط، وقال إنه بمقتلهم يرتفع عدد ضحاياه خلال الحرب مع غزة إلى 879.

المقاومة تكثف الهجمات المسلحة ضد قوات الاحتلال الإسرائيلية المتوغلة في غزة

وقال إن ما وصفه بـ”الحدث الخطيرة” وقع الثلاثاء، أثناء عملية لفريق قتالي تابع للواء 188، التابع للفرقة 36، في مدينة خان يونس، حيث قام الجنود بمسح الأهداف المسلحة، وتدمير الألغام، وإجراء استطلاع للمنطقة، وخلال العملية، أصيبت ناقلة جنود مدرعة تابعة للكتيبة 605 للهندسة القتالية بعبوة ناسفة زرعها مسلح.

وبعد الانفجار، بدأت الناقلة تشتعل، وقد حاول جنود الاحتلال الذين توجهوا إلى موقع الحدث إخماد الحريق دون جدوى، وفي النهاية، قامت جرافة للجيش الإسرائيلي من طراز D9 بسكب الرمل على الناقلة لإخماد الحريق، وبعد ذلك تم سحبها، وهي لا تزال مشتعلة، وعلى متنها الضحايا، إلى خارج القطاع.

وحسب جيش الاحتلال، فإنه في حدث آخر وقع في خان يونس في اليوم نفسه، أصيبت قوة هندسية، مزودة بناقلة جنود مدرعة مع جرافة تابعة للكتيبة 605 للهندسة القتالية، تعمل تحت إشراف كتيبة غولاني 51، بنيران آر بي جي، حيث أصيب أحد الجنود بجروح خطيرة، وآخر بجروح طفيفة.

وأقرت مصادر عسكرية، بالفشل في إنقاذ الجنود الذين تعرضوا لانفجار العبوة الناسفة، وذكرت أن كمين خان يونس من العمليات الأكثر تعقيدًا والأسوأ منذ بداية الحرب في غزة.

وأعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة “حماس” عن تفاصيل الهجوم، وقالت إن ناشطيها قاموا بتدمير ناقلة جند بعبوة “شواظ” تم وضعها داخل قمرة القيادة مما أدى إلى احتراق الناقلة وطاقمها بشكل كامل، وأنه تم بعدها استهدف ناقلة جند أخرى بعبوة “العمل الفدائي” وذلك بالقرب من مسجد علي بن أبي طالب في منطقة معن جنوب مدينة خان يونس، حيث رصد هناك هبوط الطيران المروحي للإخلاء الذي استمر لعدة ساعات.

وفي السياق عرضت “سرايا القدس” الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي مشاهد من عملية قنص جندي إسرائيلي عند تلة المنطار شرق حي الشجاعية في مدينة غزة، وظهر في التسجيل قناصا من لواء غزة في سرايا القدس وهو يوجه بندقية القنص صوب جندي ظهر رأسه من خلف تلة رمال عالية، وقد سقط الجندي بعد إطلاق النار عليه، وأظهر التسجيل اللحظة الأولى لانتشاله من قبل جنود آخرين من المكان.

وقالت كذلك إن ناشطيها دمروا آلية عسكرية متوغلة في منطقة “الترخيص القديم” جنوب مدينة خان يونس بتفجير عبوة برميلية شديدة الانفجار زرعت مسبقاً.

كما أعلنت “سرايا القدس” أن ناشطيها أبلغوا بعد عودتهم من خطوط القتال، عن تمكنهم من تدمير آلية عسكرية إسرائيلية من نوع “ميركافاه” بعبوة “برق -جانبية” في منطقة عبسان الكبيرة شرق مدينة خان يونس.